العراق يطلق مبادرة كبرى لإحياء مخطوطاته الفريدة
29-تشرين الثاني-2022
العالم - وكالات
يزخر العراق بعدد كبير من المخطوطات الثمينة والنادرة، وقد تعرضت تلك التحف العلمية التاريخية للتلف والنهب والتهريب خلال سنوات الحروب والحصار والانفلات الأمني التي شهدتها البلاد خلال العقود الأخيرة الماضية.
وأطلقت دار المخطوطات العراقية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مبادرة كبرى لبناء وتدريب قدرات الفرق الفنية للدار بمجال حفظ المخطوطات القيمة والكتب النادرة، لإنقاذ ما تبقى منها، ومحاولة استعادة بعض المفقودات.
وأنشئت دار المخطوطات العراقية بمستوى شعبة صغيرة عام 1940، وهي اليوم بمستوى دائرة عامة تضم 4 أقسام تعمل على الفهرسة والتصوير والخزن، والترميم والصيانة، وفق مدير عام دار المخطوطات العراقية الدكتور أحمد كريم العلياوي.
ويؤكد العلياوي -للجزيرة نت- بأن دائرة المخطوطات العراقية تمتلك نحو 47 ألف مخطوطة، تتضمن مختلف اللغات والموضوعات، وهي تمتد لأكثر من ألف عام، في تصنيفات مهمة وقيمة، فضلا عن الرقع الخطية المكتوبة بأيدي كبار الخطاطين العراقيين والأجانب.
ويكشف مدير الدار عن وجود نوادر وكنوز ثمينة في خزائن دائرة المخطوطات، ومعظمها كتبت باللغة العربية، والفارسية، والتركية، والأوردية، وكذلك الكردية، والألمانية، والفرنسية، والإنجليزية، والعبرية، وهناك مجموعة قليلة بلغات أخرى.
ويشير العلياوي إلى أن إطلاق المبادرة الكبرى لإحياء المخطوطات جاء بعد عام ونصف من العمل والتعاون مع فريق متخصص ومجموعة من اللجان، وتم وضع خطة إستراتيجية لاستكشاف واقع حال الدار على المستوى الإداري وعلى المستوى الفني والتقني، كذلك مراجعة ما تحتاجه هذه المخطوطات من حماية وصيانة وترميم.
ويبين أن أبرز الاحتياجات تمثلت في تناقص الكوادر المتخصصة والخبرات اللازمة من أجل الصيانة والترميم وكذلك على مستوى الفهرسة، وعدم توفر الأجهزة الخاصة بالتصوير الرقمي الذي لا بد منه من أجل توفير نسخة رقمية من هذه المخطوطات.
وتستهدف المبادرة -وفق العلياوي- إلى تفعيل النشاط المتخصص في هذا المجال لاستقطاب الباحثين والخبرات الدولية، وكذلك توفير الدعم اللازم في هذا المجال على المستوى الدعم المالي والدعم الفني.
وينوه إلى أن المخطوطات العراقية بحاجة إلى تصوير رقمي ملون يمتاز بالدقة وإمكانية الحفظ في أرشفة رقمية خاصة، والهدف الأول من المبادرة هو رقمنة المخطوطات وتخليدها عبر الأزمنة، لأن الظروف غير مضمونة على مستوى الحماية للنسخ الأصلية.
ويؤكد مدير دار المخطوطات على التعاون مع جهات عراقية ودولية لإنجاز هذه المبادرة، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، لافتا إلى أن دار المخطوطات بدأت تأخذ حيزا كبيرا في الدوائر الثقافية والتراثية في العراق والوطن العربي وعلى المستوى الدولي.
ويطمح العلياوي في توسيع هذه المبادرة لتشمل تشخيص المخطوطات المسروقة والمفقودة بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، مؤكدا أن هناك جهدا وتنسيقا مع المحافظات العراقية من أجل الحفاظ على المخطوطات الموجودة.
ويقول الباحث في تاريخ العراق الدكتور جمال هاشم الذويب، إن العراق يمتلك ثروة كبيرة من المخطوطات التي تعود إلى العهود الأموية والعباسية وما بعدها، وتشمل شتى مناحي المعرفة.