تقرير: أطفال عراقيون مدمنون على شمّ البنزين
21-كانون الأول-2022
بغداد ـ العالم
ناقش تقرير صحفي نشر أمس الأربعاء، حالة إدمان جديدة بين أطفال عراقيين، تتمثل باستنشاق مادة "البنزين"، مشيرًا إلى أن العوز وصعوبة العيش ولاسيما في اوساط العوائل النازحة تؤدي إلى عوامل إدمان متعددة. وينقل التقرير الذي أعده موقع "الجزيرة نت"، قصة الطفل عقيل (8 أعوام) الذي يبدأ صباحه بشمّ البنزين، مبينا انه "يرفض ترك إدمانه بأي حال من الأحوال"، بحسب والدته. وتحاول الوالدة العراقية، وهي أم لـ5 أطفال، 3 منهم يدمنون شم وقود البنزين، أن تجد علاجًا أو طريقة ما لإيقاف حالة الإدمان هذه، إلا أن شظف العيش الذي تعاني منه إثر فقدانها منزلها في محافظة صلاح الدين، وسط العراق، خلال الحرب مع "تنظيم الدولة"، وبسبب مرض زوجها المسن، يحول دون ذلك. وتقول الأم بحسب التقرير، إن "وضعي الاقتصادي لا يسمح لي بالتوجه نحو المستشفيات الخاصة بهدف العلاج، لذا فإنني مضطرة إلى تقبل الوضع الحالي، بعدما فقدت السيطرة على إدمانهم".
وتضيف: "أتعيش وعائلتي على بيع العبوات المعدنية الفارغة التي أجمعها من الشوارع، وقدرتي المادية لا تسمح لي بعلاج أطفالي الذي يغرقون، يوما بعد يوم، في مستنقع الإدمان. وقد وصل الأمر بطفلي الرابع، في الترتيب بين أشقائه الخمسة، إلى النوم وعبوة البنزين تحت ملابسه". وعلى الرغم من عودة العائلات النازحة من صلاح الدين إلى منازلهم المدمّرة، فإن نحو 300 عائلة اختارت البقاء في أماكن سكناها بعد النزوح بسبب تدمير بيوتهم بالكامل"، وفق منسق العلاقات والإعلام في جمعية "الهلال الأحمر" في المحافظة صدام فوزي. ويتابع، أن غالبية العائلات لديها من 3 إلى 4 أطفال، إلا أن الجمعية، التي تقدم خدمات صحية في المنطقة، لم تسجّل حالات إدمان على المخدرات، وهو أمر شائع بين النازحين". المستشار في الشرطة المجتمعية الدكتور علاء شون يقول إن حالات الإدمان بين الأطفال تحت سن الـ15 نادرة، لكنه يرى أن الوضع الاقتصادي للعائلة مرتبط ارتباطًا مباشرًا بحالات الإدمان.
ويوضح بحسبما ينقل التقرير، أن "الأعمار بين سن الـ15 والـ35 تشكل نسبة 40% من المدمنين، إلا أن غالبية الموجودين في مراكز علاج الإدمان تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عامًا".
ويعتبر شون أن "البطالة المنتشرة في البلاد زادت من الضغوط النفسية والاجتماعية على أرباب العائلات، ما أثّر سلبًا على مستوى تربية الأطفال، خصوصًا في مرحلة المراهقة". الخبير الاقتصادي دريد العنزي يرى أن حاجة الأطفال تتجاوز الأمور المادية إلى ما هو أبعد، "فالأطفال يحتاجون إلى كل شيء، وبالتالي فإن الدعم العيني والمادي القليل والمتقطع لا يعني شيئًا أمام حاجاتهم. كما أن تنشئتهم بالشكل الأمثل يحتاج إلى تخطيط مبكر". ويقول: "هناك مليون وربع المليون طفل يولدون سنويا في العراق، من دون أن تتوافر لهم رعاية اجتماعية أو طبية مجانية، يضاف إليها انعدام العناية بالأمهات وسط ظروف اقتصادية متزعزعة وغير مخططة يتحمّل وفقها الأطفال التأثير الأكبر من التبعات". ويشدد العنزي على ضرورة النظر بجدية إلى الطفل كعملية اقتصادية اجتماعية متكاملة، إذ "لا يمكن أن يُبنى مجتمع صحيح من دون بناء الأطفال". ويضيف: "نفتقد توافر الإدارة والخطط في العراق، بالإضافة إلى العقلية الاقتصادية التي تتولى زمام الأمور".