تواطؤ بايدن أمام مأساة غزة يهدد الأمن القومي الأمريكي
22-تشرين الثاني-2023

بغداد ـ العالم
يهدد دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المشروط للرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته حماس مؤخراً، مصالح الأمن القومي الأمريكي، لا مصالحها الاقتصادية والأمنية في الشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً منافستها الاستراتيجية مع الصين ومناصرتها لاستقلال أوكرانيا، وفق تقى النصيرات، مديرة الاستراتيجية في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي في واشنطن.
في 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، قال بايدن للصحافيين إنه "لا إمكانية" لوقف إطلاق النار في غزة، فيما تصدرت التقارير عن الظروف الكارثية هناك عناوين الأخبار.
ووصف مسؤولون بالأمم المتحدة الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على القطاع المحاصر بأنه "أزمة إنسانية"، و"مقبرة للأطفال"، حيث قُتل أكثر من 13 ألف فلسطيني، وأصيب عشرات الآلاف، وشُرّد أكثر من 1.5 مليون آخرين، وتعرّض جزء كبير من البنية التحتية المتداعية بالفعل في غزة للضرر أو الدمار.
سيُلحق كل صاروخ أمريكي الصنع يتم إسقاطه على سكان غزة المحاصرين، إلى جانب الاستجابة الأمريكية الفاترة تجاه الحرب، ضرراً بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وفي مختلف أنحاء العالم لسنوات قادمة.
وقالت الكاتبة في مقالها بصحيفة "لوس أنجليس تايمز": هناك كثيرون يروّعهم عجز الولايات المتحدة عن اتخاذ موقف حقيقي لصالح وقف فوري لإراقة الدماء، والحيلولة دون نشوب صراع إقليمي موسع، وحماية النظام القائم على القواعد. فالعالم يتطلع إلى الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل والراعي المالي والعسكري لها، لكي تتخذ موقفاً متسقاً أخلاقياً.
وفيما يواصل الملايين نزولهم إلى الشوارع احتجاجاً في عموم البلدان العربية والإسلامية، وفي جميع أنحاء العالم، يفيد دبلوماسيون أمريكيون بأن الموقف الأمريكي يُنظر إليه على أنه "مسؤولية مادية وأدبية عما يعتبرونه جرائم حرب محتملة".
ويحذر هؤلاء من أن الولايات المتحدة "بصدد خسارتنا نحن العرب لجيل كامل"، وهو شعور واضح لأي شخص يقرأ "الشارع العربي"، سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع".
ومن ناحية أخرى نجد أن الصين، التي دعت إلى وقف لإطلاق النار، لا تفوت أي فرصة لتصوير نفسها كداعم للفلسطينيين، وتقدم نفسها كنصير للفلسطينيين، وهو طرح يتردد صداه لدى الجماهير العربية على خلفية المحاولات الأمريكية الضعيفة لتخفيف المعاناة هناك.
وفي معرض انتقاده للقصف الإسرائيلي على غزة، صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بقوله: "الظلم الواقع على فلسطين دام أكثر من نصف قرن. ويجب ألا تستمر هذه المعاناة التي ابتليت بها الأجيال". وفيما ينصبّ تركيز الولايات المتحدة على المنافسة مع الصين، بدأت تخسر أرضاً بشكل سريع بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي العام الماضي، حدد بايدن المبادئ التي ترسم ملامح سياسته تجاه الشرق الأوسط، داعياً إلى نظام قائم على القواعد: "الولايات المتحدة وكل بلد من البلدان الجالسة على هذه الطاولة جزء أساسي من هذا النظام، لأننا نرفض استخدام القوة الغاشمة لتغيير الحدود". وقد يجد المرء صعوبة في العثور على عربي واحد لا يؤمن بأن إسرائيل تستخدم القوة الغاشمة لتغيير الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستغل التصعيد الأخير لزيادة ترسيخ احتلالها لغزة.
ومضى بايدن ليؤكد أن الولايات المتحدة "لن تتسامح مع جهود أي دولة للسيطرة على دولة أخرى في المنطقة، من خلال التعزيزات العسكرية والتوغلات أو التهديدات".
وفيما كان بايدن يشير بأصابع الاتهام إلى إيران، تشعر أغلبية ساحقة من العالم العربي بتهديد من إسرائيل أكثر مما تشعر به من تهديد من الجمهورية الإسلامية. والواقع أن الولايات المتحدة لم تفعل الكثير مع انتخاب الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل، الأمر الذي جرّأ المستوطنين المتطرفين على شن هجمات على الفلسطينيين والتحريض بانتظام على العنف ضدهم.
علاوة على ذلك، لم تتردد إدارة بايدن في إعطاء الأولوية للاتفاقات الإبراهيمية كمجهود لتحقيق "التكامل الإقليمي"، مع فشلها في الوقت نفسه في معالجة الأسباب الجذرية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي سبتمبر (أيلول ) 2022، أعلن بايدن أن "الولايات المتحدة ستعمل دائماً على تعزيز حقوق الإنسان والقيم المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة". ومن واقع التقييمات التي أجرتها الغالبية العظمى من منظمات حقوق الإنسان الكبرى والهيئات الدولية، فإن إسرائيل تنتهك باستمرار الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة ومواطنيها العرب.
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، انخرط كلا الطرفين في أعمال ستخضع للتحقيق كجرائم حرب، لكن هناك طرفاً واحداً فقط حليفاً للولايات المتحدة يحظى بالتمويل والدعم السياسي والمالي والعسكري من الولايات المتحدة.
وأشارت الكاتبة إلى أنه في جميع أنحاء العالم العربي وبلدان جنوب الكرة الأرضية، يقارن الناس بين التصريحات الأمريكية حول احترام حقوق الإنسان وقوانين الحرب في سياق الحرب الروسية الأوكرانية وبين المواقف الأمريكية المؤيدة بشدة لإسرائيل، عندما يتعلق الأمر بالحرب على غزة. وقد أجبرت هذه الحرب حتى الحلفاء المقربين للولايات المتحدة على التنديد بازدواجية المعايير الأمريكية.
وفي خطاب ألقاه في القاهرة في أواخر أكتوبر، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كيف يقرأ العرب الاستجابة الغربية: "حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان".
وأشارت الكاتبة إلى أنه في جميع أنحاء العالم العربي وبلدان جنوب الكرة الأرضية، يقارن الناس بين التصريحات الأمريكية حول احترام حقوق الإنسان وقوانين الحرب في سياق الحرب الروسية الأوكرانية وبين المواقف الأمريكية المؤيدة بشدة لإسرائيل، عندما يتعلق الأمر بالحرب على غزة. وقد أجبرت هذه الحرب حتى الحلفاء المقربين للولايات المتحدة على التنديد بازدواجية المعايير الأمريكية.
وفي خطاب ألقاه في القاهرة في أواخر أكتوبر، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كيف يقرأ العرب الاستجابة الغربية: "حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان".
وفي خطاب ألقاه في القاهرة في أواخر أكتوبر، وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كيف يقرأ العرب الاستجابة الغربية: "حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي، وحقوق الإنسان لها محددات، فهي تتوقف عند الحدود، وتتوقف باختلاف الأعراق، وتتوقف باختلاف الأديان".
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: "سوف تتردد أصداء كلمات بايدن - وتقاعسه - في آذان العرب لعقود قادمة، حيث سيرسم التواطؤ الأمريكي في غزة ملامح علاقة المنطقة مع الولايات المتحدة في المستقبل المنظور".

تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech