بغداد – العالم
بعد نحو ثلاث سنوات من الجفاف وتأثيره المباشر على واقع الزراعة والمزارعين بديالى، أعادت أمطار الشتاء المنصرم، الحياة الى بساتين الهويدر وخرنابات التي تعد أشهر بساتين المحافظة من حيث إنتاج أجود أنواع الحمضيات.
ومع عودة الحياة للبساتين الشهيرة بأشجار البرتقال والنارنج والليمون والتي يغطيها النخيل المميز بثماره، فإن آمال المزارعين انتعشت هي الأخرى بعدما عاشوا معاناة قاسية بفعل شح المياه خلال المواسم الماضية.
في هذا الصدد، قال المزارع محمد مجيد، إن "السنوات الثلاث الماضية كانت متعبة جداً بالنسبة لنا، حيث كنا نقوم بسقي الأشجار واحدة واحدة عن طريق نقل المياه اليها بفعل الجفاف وعدم وصول مياه نهر ديالى اليها".
وأضاف مجيد: "علاقتنا مع بساتيننا أبدية ونشعر أن لاحياة بدونها حيث نقضي معظم أوقاتنا فيها واليوم تشهد تحسنا كبيرا في واقعها نتيجة غزارة الأمطار ووفرة المياه في نهر ديالى وبقية الأنهر".
في السياق، أكد علي الطائي، وهو مزارع من قرية الهويدر، أن "بساتين الهويدر وخرنابات تمثل رئة بعقوبة باعتبارها أكبر غطاء أخضر وتشتهر بتنوع أشجارها ومحاصيلها وجودتها العالية، فضلاً عن التمور المميزة وبعضها نادرة من بينها الأشرسي والتبرزل والمكتوم والدكل هودي والبرحي".
ورأى الطائي، خلال حديثه للوكالة، أن "وجود المياه هذا الموسم صار واضحا على الثمار رغم عدم نضجها بشكل كامل إلى الآن، ولكن الثمار مليئة بالمياه"، مردفاً بالقول: "المؤشرات لدينا تُبشر بموسم وفير من المحصول لا سيما البرتقال والليمون أو ما يعرف بـ(النومي حامض)".
وأشار إلى أن "معظم المزارعين متحمسين لموسم نضج الثمار، من أجل جنيها وتسويقها للأسواق علها تعوض خسائر السنين الماضية".
ودعا الطائي الحكومة المركزية ووزارة الموارد المائية إلى "ضرورة الاحتفاظ بالمياه وخزنها وعدم هدرها من دون استفادة كما حصل في عام 2019، فضلاً عن دعم الفلاحين بالأسمدة ومعدات الري الحديثة لتطوير واقع الزراعة في ديالى".
بدوره، ذكر المتحدث باسم مديرية زراعة ديالى، محمد المندلاوي، أن "مساحات البساتين في ديالى تتجاوز الـ130 ألف دونم، ولكن أشهرها هي بساتين الهويدر وخرنابات لأن نهر ديالى يحيط بها من كل الجوانب بالإضافة إلى بساتين الوقف والمقدادية والخالص وبهرز".
وأضاف المندلاوي، أن "مديرية الزراعة أولت المزارعين اهتماماً كبيراً وتقدم لهم كل الدعم الذي يحتاجونه خاصة مبيدات الحشرات والأمراض والأوبئة".
وخلص إلى القول، إن "طواقم وزارة الزراعة نفذت هذا الأسبوع حملة جوية كبرى لمكافحة البساتين من حشرة الدوباس في مختلف المناطق بهدف حماية أشجار النخيل والاستفادة من إنتاجها".