سلاح الديمقراطيين الخارق لهزيمة ترمب
2-أيلول-2024

آن ماكيلفوي
بطقم فرنسي أنيق، ولكن داكن باللون الكحلي والمؤلف من سروال وقميص أطلت كامالا هاريس لإلقاء خطاب إعلان قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لها في ختام المؤتمر الوطني الديمقراطي، وكانت إشاعات انتشرت بأنها ستواصل مسيرة هيلاري كلينتون بارتداء "الزي الأبيض المؤيد لحق المرأة في التصويت" في إشارة إلى الطبيعة التاريخية لترشيحها، ولكن بحسب ما أجاب أحد مساعديها بحدة عندما سئل عما إذا كان يتوقع منها الحديث عن احتمال أن تصبح أول رئيسة للبلاد قائلاً: "لا تحتاج كامالا إلى إثبات مؤهلاتها".
ولهذا اختلفت الرسالة في شيكاغو عن حملة كلينتون التي منيت بالفشل عام 2016 واستشهاد هيلاري المستمر بمواجهتها "حواجز غير مرئية" [في إشارة إلى الحواجز الخفية التي تعرقل المسيرة المهنية للنساء]. قللت هاريس من شأن هذا الجانب من معتقداتها أو لعلها احتسبت منطقياً أنه، باستثناء الناخبين المتعاطفين، لا يرحب الأميركيون دائماً بالمرأة التي تتحدث عن نضالاتها وكفاحها.
وهدف خطاب اقتصادي صيغ جيداً إلى نقل هاريس من مكانة المرأة النسوية الليبرالية المتحدرة من كاليفورنيا، التي صقلها معسكر ترمب – فانس وحولها إلى صورة كاريكاتورية للنشاط اليساري المتطرف المتطفل، إلى صورة امرأة أميركية عادية: امرأة تتمتع بالمنطق السليم والوضوح والصدق وتتولى مسؤولية أمن أميركا والغرب.
واستطراداً شكل الأسبوع الماضي أسبوعاً نسائياً جماهيرياً بامتياز مع إلقاء هيلاري كلينتون وميشيل أوباما خطابات رنانة ضمن المؤتمر، فيما احتشد الحضور في إحدى الفعاليات التي تحدث فيها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة والمرأة الفولاذية، عن سبب شعورها "بالواجب" لدعم تنحي جو بايدن عن السباق الرئاسي وأعلنت أمام الحشد "أدركت بالضبط ما كنت أفعله". وضم هذا التجمع "لعشائر" الديمقراطيين أسماء نسائية بارزة ولامعة، وينطبق ذلك أيضاً على التحدي المتمثل في توجيه الضربة القاضية لآمال دونالد ترمب في الفوز بولاية رئاسية ثانية.
إن كانت تلك النتيجة المحققة في نوفمبر (تشرين الثاني)، فستكون الأسباب شخصية فضلاً عن كونها مصلحة بحتة بالنسبة إلى معظم المشاركين. آثرت هاريس استخدام لهجة رصينة واصفة منافسها بالشخص "غير الجدي"، مما قد يرتب تداعيات خطرة في حال انتخابه مجدداً، واستذكرت بحماسة عملها في الادعاء العام لإثبات إدانته وإخفاقاته الأخلاقية. أما كلينتون وعلى رغم أنها أصبحت الآن متحدثة أكثر جاذبية وأقل حدة مما كانت عليه عندما أخفقت في معركتها مع ترمب عام 2016، فإنها ما زالت تسارع إلى الانتقام، معلنة "نتقدم عليه الآن".
وجاء الكلام الصريح والواضح والجريء على لسان شخص واحد حاز خطابه على الميدالية الذهبية، وهي ميشيل أوباما، التي ألقت خطاباً قوياً وشخصياً، إذ برزت الحماسة في صوتها والشرارة في عينيها.
أدركت أوباما من بعد خبرة أن ترمب سيلجأ إلى "الأكاذيب القبيحة الكارهة للنساء والعنصرية" عن هاريس، ولكنها اتسمت أيضاً بروح المرح، إذ حولت وصف ترمب المعادي للمهاجرين الذين يتولون "وظائف السود" إلى سخرية طريفة إذ تساءلت: "من سيخبره أن الوظيفة التي يسعى إليها حالياً قد تكون مجرد واحدة من وظائف السود؟" [في إشارة إلى احتمال فوز هاريس – داكنة البشرة – بالبيت الأبيض].
تلك الإشارة إلى فترة زوجها الرئاسية التي امتدت على ولايتين كانت بمثابة تذكير بقدرة عائلة أوباما على سرقة الأضواء، وبأنهم يحظون أكثر من أية عائلة من العائلات السابقة التي شغلت البيت الأبيض، بعاطفة الموالين للحزب، لا شك في أن ميشيل أرادت أيضاً أن تقول من خلال خطابها إنه "كان يجب أن أكون أنا المرشحة".
كل هذا لا يخلو من درجة من العظمة بل وحتى الاستعلاء، ومن هنا كانت عبارة "ميشيل أوباما تدعوكم إلى التحرك" بمثابة توجيه للناشطين للتصرف بحماسة ونشاط أكبر لإلحاق الهزيمة بترمب.
في هذا السياق لا يمكن إغفال فكرة أن الفضل في اللمعان والتألق الشديدين اللذين تتمتع بهما السياسة الأميركية اليوم يعود لحد كبير إلى إرث عائلة أوباما باعتبارهما أول زوجين رئاسيين أدركا دور وسائل التواصل الاجتماعي وأعادا اختراع العلاقة بين السياسة والثقافة الشعبية من خلال منسقي الأغاني ومغني موسيقى الراب ومصممي الأزياء والممثلين الكوميديين. في الـ60 من العمر، ما زالت ميشيل تتمتع بنحافة ملفتة وإطلالة باهرة. وهي لا توفر أية نفقات في حرب الأناقة، إذ أطلت ببدلة "جمبسوت" باهظ الثمن ومن دون أكمام من دار "مونس" Monse وبحذاء أسود لامع من "جيمي تشو" Jimmy Choo (غالباً ما يكون الحذاء القوي الرسمي حذاء بكعب رفيع مذهل باللون الأسود أو الجلد اللامع)، وتخلت عن تسريحات الشعر المتقنة لصالح الضفائر المبهجة ووصلات الشعر وزينت أذنيها بالأقراط الدائرية، ولعلها شعرت بالارتياح لعدم اضطرارها إلى ارتداء أزياء من "جي كرو" J. Crew بألوان باهتة ومحايدة مجدداً.
وتميز المؤتمر بإنتاجه الضخم والمكلف إلى حد كبير، مع وجود طاقم نسائي من المشاهير بما في ذلك مايا هاريس التي تعد أقرب مستشارة غير رسمية لشقيقتها المرشحة، وأوبرا وينفري، وفرقة موسيقى الريف الأميركية "ذا تشيكس" The Chicks التي أدت النشيد الوطني الأميركي كتقديم لهاريس، بدلاً من الأغاني التقليدية.

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech