ظلال الكهف في عراق منفتح
29-تشرين الأول-2022
مسلم عباس

كتب الفيلسوف اليوناني افلاطون إحدى روائعه الفلسفية وهي قصة تحكي عن مجموعة من الرجال المساجين في كهف مظلم ومقيدين بالأغلال منذ نعومة أظفارهم، جدار الكهف أمامهم ومدخله خلفهم بحيث لا يرون إلا الحائط أو ما ينعكس عليه من ظلال الأجسام الموجودة في الخارج.
في مدخل الكهف هناك مسرح لا يرونه، وتوجد فوق هذا المسرح نار خافتة هي مصدر الإضاءة الوحيد في الكهف، أمام النار حراس يمرون وهم يحملون تماثيل ونماذج لأشياء مختلفة كالحيوانات وجذوع الأشجار وغيرها.
يرى المساجين ظلال التماثيل على الجدار القائم أمامهم، أحياناً يُصدر الحراس أصواتاً فيعتقد المساجين أن الظلال هي التي تصدر الأصوات، فيكون الشغل الشاغل للمساجين هو تفسير ما تقوم به الظلال حسب اعتقادهم، وقد يتبارون فيما بينهم في التفسير ومن هو صاحب أفضل تفسير.
يقرر أحد المساجين كسر قيوده والخروج من الكهف ليرى الحقيقة بعينيه، يبدأ النظر إلى النار الخافتة بصعوبة، فهو معتاد على الظلام وعيناه لا تتحملان أبسط مصادر الضوء، ينظر لظلال الأشياء أولاً، ثم يشاهد مصدر الظل، بعدها ينظر إلى الشمس ليتأكد أنها مصدر الضوء الأساسي لكل شيء.
يكتشف السجين المحرر أن ما كان يراه مجرد ظلال للأشياء، وأن حواسه كانت تخدعه، يعود إلى رفاقه ليروي لهم الحقيقية التي شاهدها بعينيه، لكنهم يرفضون ما يقوله، ويواجهونه بالسخرية ويقولون إن شدة الضوء قد جعلت عينيك غير قادرتين على الرؤية.
غاية القصة
يريد افلاطون أن يشير إلى ضرورة عدم العيش في الأوهام التي تم تلقيننا إياها منذ الطفولة أو فرضها علينا المجتمع بالعادات والتقاليد والقوانين، واكتشاف حقيقة الأشياء يتم من خلال رؤيتها كما هي لا كما تم تلقيننا إياها، فالناس عبيد لحواسهم رغم أن ما يدركونه من صور وأشياء إلا إحساس زائف بالمعرفة، أما المعرفة الحقيقية فتتمثل بالتقصي عن أصل الأشياء عبر مشاهدتها كما هي لا كما توهمنا حواسنا ومجتمعنا.
أما أنا فلا أريد الغوص أكثر في التفاصيل الفلسفية للقصة، بل محاولة مني لإسقاطها على واقعنا الراهن، فقد يكون اعتقادنا بأننا مجتمع حديث مجرد اعتقاد زائف، وقد نهبط إلى نفس الحال التي عاشها رجال الكهف؟
قد يكون نظامنا الاجتماعي الحالي برمته مجرد تمثال يمرره الحراس من أمام نار خافتة فينعكس على شكل ظل فوق الجدار الذي لا نرى سواه، والأصوات التي نسمعها هي أصوات الحراس لا أصوات النظام.
من يقول إننا نملك نظاماً أصلاً لكي نحاول إصلاحه؟ هل لأننا كبرنا مع هذا الاحساس الزائف بالنظام؟
قد نطرح مثل هذه الأسئلة ونقدم لها إجابات سطحية، وقد يعرف بعضنا الإجابة الحقيقية، فهناك من يستطيع التمييز بين التمثال الذي يراه على الجدار والحقيقة الموجودة في الفضاء الكبير، لكنه يخشى طرح الأسئلة الصحيحة.
وقد يكون غريباً الحديث عن احساس زائف بوجود مجتمع عراقي ونحن نعيش في عصر التكنلوجيا، فعندما يستطيع أي انسان الحصول على المعلومات بنقرة زر على هاتفه الذكي، يصعب التطرق لقصة كهف ومساجين، لكن هذا هو مفتاح القصة وبداية تزييف الواقع العراقي.
إذا كان تجميع الأشياء المادية المتطورة والبناء على الطراز الحديث وتشريع القوانين دليلاً على وجود مجتمع حي، لماذا لا نزال عالقين في دوامة من المشكلات التي لا نهاية لها؟
ما هي الأسس التي بني عليها المجتمع العراقي؟ وهل لدينا مشكلات في التأسيس؟
هل الأسس التي يقوم عليها المجتمع حقيقية أم زائفة؟
عاداتنا، تقاليدنا، قيمنا الدينية، قيمنا الأخلاقية، الروابط الأسرية، الروابط القانونية، النظام التربوي، النظام الاقتصادي، النظام السياسي، نظامنا القضائي، طرق التقييم والمحاسبة، علاقاتنا الاجتماعية وكل سلوكياتنا وتعاملنا مع الأحداث اليومية، انتقاداتنا للنظام السياسي عبر وسائل النشر وحقيقة سلوكنا تجاه النظام نفسه، هل هي حقيقية أم زائفة؟
وسؤالي المركزي هو: هل نحن مجتمع ديمقراطي أم مجتمع شرقي تسلطي؟
هل العراقي كفرد يمارس حياة حرة في أسرته ومدرسته وجامعته ووظيفته وعلاقاته الاجتماعية، أم العكس حياته مليئة بالقيود بأنواعها؟
الحرية أساس الديمقراطية، هل نمارسها، أم نمارس التسلط في سلوكياتنا اليومية؟
بغداد ساحة لصراع الجبابرة وتحالف شيعي موحد يخترق المحافظات السنية
2-حزيران-2025
مطار الموصل الدولي يقترب من الافتتاح الرسمي
2-حزيران-2025
توافق في البرلمان لتمرير سفراء العراق «دفعة واحدة»
2-حزيران-2025
العراقيون في المرتبة 13 عربياً بمؤشر تكلفة المعيشة
2-حزيران-2025
تقرير سري لوكالة الطاقة الذرية: إيران رفعت تخصيب اليورانيوم
2-حزيران-2025
بغداد ساحة لصراع الجبابرة وتحالف شيعي موحد يخترق المحافظات السنية
2-حزيران-2025
أزمة مستحقات الفلاحين تتفاقم دعوات لاعتماد الدفع الموحد وإنقاذ الموسم الزراعي
2-حزيران-2025
إجراءات حكومية لتسهيل إنشاء المدن الصناعية وتوفير بيئة محفزة للاستثمار
2-حزيران-2025
وزارة المالية: ملتزمون بتمويل الرواتب شهريا دون أي تأخير أو أي اقتراض
2-حزيران-2025
حكيم شاكر: مواجهة كوريا فرصة مثالية لاستعادة الثقة وتجاوز الظروف الصعبة
2-حزيران-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech