عصفورة على وشك الوقوع في الفخ!
26-آب-2023
عامر بدر حسون

قبل اكثر من ثلاثين عاما، قرات تمثيلية اذاعية لكاتب اميركي نسيت اسمه، ولعل اسمها كان "الفخ". وهي ربما كانت احدى الفخاخ التي ادمنت الوقوع فيها! القصة باختصار ان الاب اصطحب طفله للغابة..
وهناك نصب فخا للطيور فوضع الطعم بشكل مغر وواضح، كما هو شأن الفخاخ، وموّه على المكان بنثر اوراق الشجر من حوله ليبدو الفخ بريئا كالغابة.. وفعل كل شيء ليوقع الطائر فيه! وفي طريق العودة في السيارة يسال الابن: - متى سنعود الى الغابة؟
- بعد اسبوع ربما..
- ولماذا لانعود غدا؟
- لانني مشغول..
في الطر يق تبدأ الاسئلة المقلقة:
- كم يستطيع الطائر او الارنب العيش دون اكل؟
فيرد الاب انه ترك طعاما كافيا في الفخ وانه ربما يعيش اكثر من اسبوع..
فيعود الطفل ليسال:
- وكم يوما يستطيع الارنب او العصفور العيش دون ماء؟!
فيرد الاب دون اكتراث:
- ربما يوما او يومين!
فيسال الطفل:
- ونحن سنعود بعد اسبوع؟!
- نعم!
هنا جثم الكابوس عليّ كما جثم على الطفل!
والواقع انني وقعت في الفخ مثل الطفل، وانتقلت اسئلته التي كان يلقيها على ابيه اليّ!
- ماذا لو وقع الطائر اليوم في الفخ؟ هل سيموت غدا من العطش؟!
- كم سيتعذب قبل ان يموت؟!
- ولماذا نصطاده ان كان سيموت؟!
كان الاب يرد، وهو يقود سيارته، بعدم اكتراث:
- ربما لن يقع اليوم.. او غدا او حتى بعده..
لكنني والطفل كنا نسال:
- وماذا لو وقع اليوم في الفخ؟!
انا اتحدث عن عمل ادبي وفني عظيم في انسانيته وعمقه وليس عن حبكة معقدة ومشاعر صاخبة.
اتحدث عن عمل انساني مفعم بالافكار العميقة وقدرته على نقل اسئلته الى القاريء او المستمع فتتحول الى قلق وصراع نفسي مرير يجعل المتلقي اكثر انسانية. والاخطر من هذا.. ان الاسئلة استمرت بمرافقتي في قضايا اخرى وخصوصا عندما يتعلق الامر باناس وقعوا في الفخ: - سجناء ابرياء.. ظلم ارتكبه انسان بحق انسان اخر.. (فقط لانه يستطيع ارتكابه.. او من اجل عقيدة تسمح له كما يعتقد باذلال غيره)! تعسف الرعاع بحق غيرهم.. ترويع مجموعات بشرية ناهيك عن سادية الموظف بحق المراجعين.. والخ.
كان ذلك هو الفخ الذي وقعت فيه.. ولم اخرج منه بعد!
والواقع انني كنت وقعت في فخاخ اخرى قبله دون ان ادري..
لكن تلك التمثيلية جعلتني في مواجهة كل الفخاخ من خلال تلخيص اسئلة الحياة: - وماذا لو كان بريئا؟ وماذا لو كان ذلك الانسان مظلوما؟ وماذا لو كانت الجموع تسير الى حتفها وهي لاتدري؟!
اسئلة لا اريد ان استغرق فيها.. فهي ستبدو انشاء مملا، وثقافتنا السائدة لديها اجوبة تبرر كل الشر الذي في حياتنا وتدافع عنه.
ان ما بقي يقلقني حتى اليوم.. واعتقد انه سيرافقني للنفس الاخير سؤال الطفل عن ذلك الفخ! واتمنى ان تنتقل اسئلة الطفل لك عن الفخاخ.
وثمة ملاحظة: اسئلة الطفل لم تنطلق في الغابة (موطن الانسان البدائي)..
وانما انطلقت في السيارة (رمز الحضارة والتطور).
ام انها مبالغة مني؟
ويا الهي!
ثمة عصفورة توشك على الوقوع في الفخ!
المحكمة الاتحادية تقرر عدم صحة تأجيل انتخاب رئيس البرلمان
7-أيار-2024
المنتجات النفطية : إسترداد أكثر من (٩٥٠) مليون دينار إثر ضبط ٣ ملايين لتر من انواع الوقود المعد للتهريب
7-أيار-2024
العراق يستورد أمصال من أفغانستان بأكثر من 500 الف دولار
7-أيار-2024
النقل تدرس فتح 3 خطوط نقل جوي مع الرياض والشارقة وبكين
7-أيار-2024
على غرار تجربتها مع راواندا لندن تتفق مع بغداد لإعادة توطين لاجئيها في العراق
7-أيار-2024
بعد هجوم خورمور.. كردستان تطالب تزويدها بمنظومات دفاع جوي لحماية حقولها العراق والحل قد يكون في بغداد
7-أيار-2024
الإطار يمهل أحزاب السنة أسبوعاً لانتخاب رئيس البرلمان ما علاقة خلاف المالكي والعامري؟
7-أيار-2024
أبو ذر الغفاري.. السهم الاشتراكي
7-أيار-2024
إخناتون المنادي بالتوحيد الفرعوني بطلا روائيا
7-أيار-2024
تدابير للتخلص من "ذقن الفراولة"
7-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech