بغداد - العالم
أشعلت فرقة الروك المصرية "كايروكي" مساء الجمعة جمهوراً لبنانياً شاباً كبيراً حضر حفلتها في اليوم الثاني من مهرجانات بيبلوس الدولية، وتفاعَلَ كثيراً مع أغنياتها، سواء العاطفية أو ذات المضمون السياسي والاجتماعي، ومنها تلك التي طرحتها “دعماً للقضية الفلسطينية".
وأمام نحو ثلاثة آلاف شخص معظمهم من المراهقين والشباب العشرينيين والثلاثينيين، احتشدوا على مدرجات المسرح الواقع عند ميناء مدينة جبيل الأثرية إلى الشمال من بيروت، قدّمت الفرقة الخماسية واسعة الشعبية خلال حفلتها الأولى في لبنان أشهر أغنياتها بالعربية وباللهجة المصرية، بأسلوب يجمع بين الراب وألحان الروك.
وعلى طريقة نجوم الروك، ارتدى مغني الفرقة وعازف الغيتار فيها أمير عيد سروال “جينز” يتدلى منه جنزير وقميص “تي شيرت” سوداء واعتمر قبعة بنية، وراح يتنقل على امتداد الخشبة، في ما رافقت الأغنيات على الشاشة العملاقة صور ومشاهد تعبيرية.
وقال أمير عيد مخاطبا الجمهور "إنها المرة الأولى التي أغني فيها في لبنان، وسأقدّم لكم شيئاً لن تنسوه". واستهلّت الفرقة الحفلة بأغنية "روما"، ثم توالت الأغنيات، من "ساموراي" إلى "يا أبيض يا أسود”، مرورا بـ"ديناصور" و"جيمس دين" وغيرها. ومن البداية إلى النهائية، واكب الحاضرون هذه الأغنيات بالرقص، ورددوا كلماتها التي حفظوها عن ظهر قلب.
ووضع عدد منهم الكوفية الفلسطينية ولوّحوا بها وبالعلم الفلسطيني عندما غنى أمير عيد “تلك قضية” التي أصدرتها الفرقة في نوفمبر الماضي، في ما ظهرت على الشاشة العملاقة كلمة "كفاح" بالأحمر. وقالت رينا الجندي (26 عاماً)، وهي لبنانية، إن هذه الأغنية التي وصفتها بأنها "جميلة جدا ومؤثرة، وجعلتنا نبكي"، أتاحت لها التعرّف إلى "كايروكي".
ورأت مريم إبراهيم (23 عاما) أن أغنيات الفرقة “مختلفة بمواضيعها عن المألوف”، بينما اطّلعت فاطمة النابلسي (19 عاماً) على أغنيات الفرقة بواسطة أصدقائها وأحبّت خصوصاً "أنا نجم"، وأعجبتها انسيابية الموسيقى والصوت ووتيرة الألحان. كذلك جاءت لينا صالح (52 عاماً) المعجبة "بصوت وكلمات" أغنيات "كايروكي" مع صديقتها حنان الخطيب (31 عاما) التي عرّفتها على الفرقة. وقالت الخطيب، "أسمعهم من أيام الثورة في مصر".
وحققت الفرقة نجاحا كبيرا منذ بداية ثورة "25 يناير" المصرية عام 2011، بعد أغنية "صوت الحرية" التي تم تصويرها في ميدان التحرير وظهر فيها الثوار يرددون كلمات الأغنية، قبل تنحي الرئيس حسني مبارك. وشهدت مصر في السنوات الأخيرة بروز عدد من الفرق الشبابية، ولاسيما في مجال موسيقى الراب والأندرغراوند، حيث حققت نجاحاً لافتاً وخصوصاً في أوساط الشباب في مصر والعالم العربي.
وافتُتِحت مهرجانات بيبلوس بالتعاون مع منصة الموسيقى بالبث التدفقي "أنغامي" في 18 يوليو، ومن أبرز ما في برنامجها حفلة للنجمة نانسي عجرم في 26 منه. ويُختتم المهرجان في 27 يوليو مع المؤلف والعازف "آش" المولود في القاهرة والمقيم في مدينة مونتريال الكندية.
وقال رئيس لجنة المهرجانات روفايل صفير إن "لمهرجانات بيبلوس الدولية لصيف 2024 عنوانين، الأول هو الإصرار والمثابرة والصمود في ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية غاية في الصعوبة، لكن دقة المرحلة كانت حافزا لتحدي الصعوبات وتغليب لغة الفرح وحب الحياة، والعنوان الثاني هو السعي لتوازن مالي لهذا الحدث في غياب أيّ مساهمة رسمية أو رعاية خاصة، وضخامة المتطلبات المادية والرسوم والضرائب، فكان من الضروري التأقلم مع هذا الواقع وحصر وترشيد النفقات، وكان التعاون بين مهرجانات بيبلوس الدولية ومنصة 'أنغامي' ممثلة بكميل أبي خليل مثالا يحتذى به في التكامل والتعاون بين مؤسسات ترعى الفن والثقافة".
وأضاف "الموسم السياحي لهذا الصيف يبدو واعدا مع مهرجانات وحفلات متفرقة يتم الإعلان عنها، وإذا كانت بعض المهرجانات العريقة قد علقت نشاطها هذا الصيف، فإننا نوجه إليها تحية تقدير ونأمل استئنافها قريباً، ذلك أن المهرجانات الفنية تبقى من أبرز معالم الحركة السياحية والاقتصادية".
وتابع "جبيل احتضنت مهرجانات فنية منذ العام 1968، ويسرنا أن نعلن برنامج مهرجانات بيبلوس الدولية لهذا العام وهو يتضمن عدة أمسيات متنوعة في تفاعل خلاق للأذواق والفنون والانفتاح على كل إبداع محلي وعالمي متوجهاً لجمهور واسع من ذواقة الجيل الماضي وجيل الشباب". وأضاف "بيبلوس عبر مهرجاناتها تسعى لأن تستمر مقصداً للسائح والمغترب والمقيم لما تقدمه من برامج فنية متنوعة ولما تؤمنه من مئات فرص العمل الموسمي في ميادين مختلفة".