علي الشرع
تحول الحج بعد عجز السعودية عن استقبال الحجاج وتقييده بحصص لكل دولة حسب عد السكان الى معضلة كبرى يعاني منها كبار السن الذين يتوقون الى الذهاب الى الديار المقدسة من اجل اسقاط فرض الحج من قائمة الفروض الواجبة للمستطيعين والا فأن الحجاج في الحج لا يدركون أهمية هذه العبادة، فتراهم نائمون في منى وينظرون الى ساعتهم حتى ينفروا في يوم النفر، ولا تقييد وتغيير في سلوكهم على الأقل أيام الحج يلهون كأنهم في سفرة لا في عبادة الى درجة انهم يطلقون على تجوالهم في اسواق مكة بـ (طواف الأسواق) في اعتداء سافر على احد شعار الحج وهو (الطواف حول الكعبة المشرفة). وصار الحج مباهاة فمن لديه مال وواسطة يذهب كل سنة الى الحج حتى يسلموا عليه الناس ويقولون له (حجي فلان)، فكثر الحجاج من المسؤولين وسارقي المال العام وصار الحج لا قيمة له مادام الحرامي يسمى حاجاً.
وفي ظل قيد العدد كان لابد من اللجوء الى القرعة حتى يقتنع الناس أنه لا تحيز في اختيار الشخص الذي يريد الحج، فلا ينفعه رشوة ولا واسطة في هذا الاختيار. وهذه القرعة هي تحت اشراف الشيخ المسعودي الشاب الذي بعد لم يظهر الشيب في عارضيه ولا شاربه (من المحتمل ان يصبغهما). والمسعودي تابع لجهة سياسية ومعين من الحكومة، ومن المؤكد ان الشيخ يخضع للضغوطات من جميع الاتجاهات حتى لا يفقد منصبه ومن المحتمل ان يجلب مالاً لتمويل فضائية المرجعية الرشيدة والا من اين تأتي الأموال لينفقوا عليها كي تستمر بالعمل؟! فصار الشيخ المسعودي هو من يسمح لهذا الفرد من الناس بالحج ولا يسمح للاخر، ولهذا يصح نسبة هذا الحج اليه وبرقبته، وسيحاسب عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا ينفعه لا سلطة ولا حزبه الذي دفعه الى هذا المنصب بعد ان كان نائباً لرئيس هيئة الحج والعمرة ولقد طال مكوثه في هذا المنصب، وجاء اليوم ليخرج منه. لقد بكى كبار وحزنوا اشد الحزن بسبب نتيجة القرعة الأخيرة كما شاهدنا ذلك على الفضائيات، وهذا هو سبب كتابة المقال الحالي.
لقد رأى الجمهور مباشرة النتائج النهائية التي تخرج على شاشة ضخمة، ولا يعلموا بالضبط كيف فرزت هذه النتائج التي من الممكن ان تكون جاهزة بشكل مسبق وتم اظهارها للجمهور وكأن البرنامج في الكمبيوتر هو الذي اختارها لحظة البث المباشر، والجمهور صار لا يثق -بعد عملية التنصت والتجسس والابتزاز والمزارع الالكترونية- بالحكومة وهيئاتها وإن كان رئيسها شيخ معمم، الم يستولي رئيس هيئة الحج الشيخ السابق على أموال العراقيين لمعالجة عيب في موضع نخجل ان نذكره هنا وكان يدافع عن نفسه بكل وقاحة وجرأة مع تبعيته لقائمة تدافع عن تطبيق القانون. اما الشيخ المسعودي فهو تابع لشيخ يريد غصباً على الشيعة ان يفرض نفسه عليهم كمرجع تقليد، والغريب ان احد الخطباء ذو العمامة السوداء يروج له ويدعو الناس لقراءة كتبه الهزيلة، فأحجمت من شدة اشمئزازي من هذا الخطيب المأجور عن متابعة محاضراته على الفضائيات. أن اتباع السلطان واتباع الشيطان كثروا هذه الأيام ويزدادون كل يوم في بلادنا.
ان نتيجة هذه القرعة كما يبدو غير عادلة فلقد رأيت القاباً تتكرر فيها مثل لقب (العكيلي، والشمري، والحكيم،..الخ ) بشكل لافت، وأصحاب هذه الالقاب هم اما متدينون مقبلون على تلبية نداء الحج او لديهم أموال بحيث يريدون الحج وبقية العراقيين ليسوا متمكنين من الحج، او ان الشيخ المسعودي باع لهم مقاعد مقابل مبالغ مالية او ان المسؤول عن عمل البرنامج هو من إعادة كتابة الكود بحيث تخرج أسماء محددة دون غيرها، او ان لديهم واسطات في الحكومة، ولا يمكن ان يكون ذلك لأن نسبتهم من عدد السكان كبيرة. وبسبب هذه الشكوك يتوجب على هيئة حج المسعودي ان تزودنا بما يلي:
1.ارقام الاستمارات لكل الاسماء التي ظهرت في القرعة (كونها نشرت من دون ارقام الاستمارات) مع موالديهم مع النسب لكل مواليد حتى نعرف مدى تطابق نسبة الاعمار التي حددتها الهيئة مع اعدادهم.
2. ان تضع الخوارزمية (الكود) التي يستند عليها البرنامج المعتمد في القرعة الالكترونية حتى نحدد بالضبط كيفية عمل هذه القرعة، واذا كان هناك تغيير في الكود الأصلي بحيث يختار أسماء او مواليد محددة، او التحقق من أنه على الاقل يعمل بشكل صحيح من ناحية الاشتراطات الموضوعة على الاعمار في نفس الكود. فاذا كان هناك تلاعب في الخوارزمية التي يعمل بها البرنامج- وسنكتشف ذلك بسهولة- فلابد أن تعاد القرعة ويُقال ويسجن المسعودي وتنزع عمامته منه من على رأسه. واذا حصل ذلك فلابد من العودة الى الأسلوب القديم وليس الالكتروني باختيار الارقام يدوياً.
اما اذا لم يكن هناك تلاعب في الكود ولمعالجة هذا الموضوع ولتقليل الاحتقان فعلى هيئة الحج الغاء بعض أسماء المكررة لاكثر من شخصين من عائلة واحدة، وتعاد القرعة لههذ الأسماء المحذوفة يديوياً. اما اذا ثبت ان هناك محاباة وغش في قرعة حج الشيخ المسعودي -وأتمنى ان يثبت ذلك طبعاً- حتى نتهيأ للعن الشيخ المسعودي ومعه قادة الاطار التنسيقي.
ومستقبلاً سواء قرعة الكترونية ام يدوية يجب مراعاة الاعمار من 60 فما فوق بإعادة النظر بنسبتهم ورفعها الى 80%، ثم من سن 30-60 بنسبة 15%، اما ما دون سن 30 فيخصص لهم نسبة 5% فقط. وبهذه التعديل على النسب سنزيد من احتمال ذهاب الكبار في السن الى الحج، ولنرقأ دمعتهم، ونزيل حزنهم، ونرفع حسرتهم من صدورهم حتى لا يشعروا ان المجتمع تخلى عنهم بعد ان خارت قواهم، وضعف صوتهم كما تفعله الحكومة الحالية ومعها برلمانها -وليس برلمان الشعب- من تجاهلها لمطالب الموظفين باعادة السن التقاعدي الى أيام حكم الطاغية الذي صار ينظر اليه بعض الجهلة انه حكم عادل مع انه قتلهم ودفنهم وهم احياء في مقابر جماعية، وجوعهم واهانهم وقلل قيمتهم في العالم حتى صاروا منبوذين.