حبيب علي
الانتخابات الفرنسية ليست بمعزل عن المزاج العام في اوربا لصعود اليمين ولكن هناك اسباب رئيسية جعلت من خسارة ماكرون حتمية
فالرئيس ماكرون الذي اقصى احزاب عريقة من الواجهه
مثل الاحزاب الاشتراكية والديغولية كان يراه الشعب الفرنسي شاب ذكي ومصرفي مرموق يمكن ان يصلح الاقتصاد الفرنسي ويعدل دخل المواطن الفرنسي
وعلى هذا الاساس اعاد انتخابه لدورة رئاسية ثانية
لكن الذي حدث ان الضرائب بتصاعد والاسعار بارتفاع
والدخل قليل والثراء الفاحش حطم الطبقة الوسطى في المجتمع الفرنسي
فرنسا لديها اكبر الشركات العملاقة في العالم في كل الصناعات ولديها اكبر عدد سواح في العالم
مع ذلك فان البطالة تشكل اكثر من 20%
والراتب الشهري يتراوح مابين 1800 -2200 يورو
وايجار الشقة 1200 يورو
اضافة الى تكاليف الحرب الاوكرانية التي ارهقت المواطن الفرنسي
فالرئيس الذي وعد باصلاح الوضع الاقتصادي للبلد فشل
في رفع مستوى الدخل وجعل العجز يصل الى 1000 -1400 يورو لكل عائلة شهريا حسب وزراة الاقتصاد الفرنسية
كما ان فرنسا كان لها موقف من قضايا العالم خصوصا قضايا العالم العربي والاسلامي الا انها اصبحت في عهد ماكرون تسير بما يتلائم مع الموقف الامريكي مما ازعج الفرنسيين الذين يعتبرون ذلك اهانة لهم .
فالشعب الذي توقع ان يحصل على تخفيض للضرائب وزيادة بالدخل وفرص العمل بعد اعادة انتخابه
صدم بأن الرئيس ماكرون هو رئيس الاغنياء وشركاتهم
وكل سياساته الاقتصادية هي رفع الاسعار وزيادة الضرائب
وبين سخط الفرنسين ووعود الاخرين اصبح ماكرون
يمثل مرحلة لابد من تغيرها لذلك توزع الناخب الفرنسي بين اليمين الذي يرى ان فرنسا اولا وبين اليسار الذي يعدهم بخفض الضرائب وزيادة الاجور وفرص العمل
فالمنافسة الان بين اليمين واليسار على ارث اقتصادي صعب تركه ماكرون ابن المووسسة المالية العالمية
الذي جعل فرنسا تتراجع عالميا في حجمها السياسي والاقتصادي .
اضافة لذلك تعينه رئيس حكومة قليل الخبرة شاذ
بكابينه اغلبها وجوه جديدة متجاهلا كبار شخصيات السياسة الفرنسية كما ان المجتمع الفرنسي باغلبه يرفض
قضية الشذوذ الى هذا المستوى ويحترم الموضوع بالحدود الشخصية على ان لاتكون على اهلى المستويات الرسمية .