طه المراياتي
باروخ سبينوزا هو فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن 17 ، ولد في في أمستردام، هولندا، لعائلة برتغالية يهودية. فقد كان والداه يهوديين هاجرا من البرتغال الى هولندا. ويظهر تأثير فلسفة الحلاج وابن عربي جليا في فكره. المهم نحن الان لسنا بصدد الحديث عن فلسفته . لكننا بصدد الحديث عن رب سبينوزا كما يشاع.
سبينوزا ينكر ويرفض فكرة الثواب والعقاب ، ويعتقد ان فعل الخير هو نفسه ثواب للشخص الخيّر ، وفعل الشر هو نفسه عقاب للشخص الشرير ، ولذلك يقول في موضع اخر : ( ليس النعيم في الثواب عن الفضيلة ، ولكنه في الفضيلة نفسها ) .. و اله سبينوزا لديه لا يشبه بتاتاً " الله " المُحدث عنه في التوراة أو الكتب السماوية الأخرى ...فهو يتحدث عن إله يقول عن نفسه : (توقف عن الخوف مني ، فلن أحاكمك و لن أنتقدك، انا لا أغضب و لا أعاقب، أنا هو الحب الخالص )، يقول رب سبينوزا ايضا (ملأت قلبك بالانفعالات ، بالرغبات ، بالأحاسيس ، و بالحاجات الغير منسجمة)، و(في نفس الوقت منحتك الإرادة الحرة، فكيف يمكن لي ان أوبخك و كيف يمكن لي أن أعاقبك وانت على هذا الحال الذي جعلتك عليه ؟ هل تفكر بشكل حقيقي وواقعي انه يمكن لي أن أخلق مكانا لأحرق فيه كل ابنائي ؟)، هذا اله و رب سبينوزا الافتراضي...
اما الحديث عن رب الفاسدين فلا اعتقد اننا سنواجه معضلة في تحديد او معرفة تفاصيله خصوصا اذا ما تحدثنا عن ،مشاريع فساد دخلت موسوعة غينيتس و بامتياز و الفاسدون لا يتوانون حتى بالإعلان عن ذلك بل و يفتخر البعض بعنترياته السحتية حد الاستهانة بالعامة من الناس . ووزارات الكيكة الكبرى و التي يعرفها الجميع حتى دون ذكر اسماءها و بكل مفاصلها كان لها السبق في ذلك ، مئات المليارات منذ 2003 ذهبت هباءً و بجيوب مسؤوليها و مع ذلك و بعد كل مشروع فساد في احدى هذه الوزارات تتوالى تصريحات بعض المسؤولين المثيرةٌ للاشمئزاز و المقرفةٌ ، تصريحات مليئة بالوعود لحد الاستهانة بعقل المواطن و حلمه في العيش بحياة رغيدة.
تعالوا لنرى اله ورب الفاسدين كما نقلته لنا صحيفة الغارديان :
صحيفة الغارديان في تقرير لها من بغداد عام 2021... في وصف غريب نقلته عن لقاء اجرته مع كبير فلاسفة المفتشين (لم يفصح عن هويته، ربما خوفا على مستقبله المالي) في احدى الوزارات "وزارات الكيكة الكبرى " حيث اسرد كبير المفتشين هذا ، بالحديث عن الفساد قائلا "بان المفتشين هم مجرد طبقة اخرى من الفساد في شبكة عملاقة , مؤكدا في نهاية حديثه "بان لا قوة على وجه الارض تستطيع ان تنهي الفساد في العراق , ليس في وزارة النفط و الكهرباء فقط بل في كل الوزارات , لان دوائر المفتشين ذاتها هي اعشاش فساد حيث كل طبقة بيروقراطية هي طبقة اخرى من الفساد , فالفساد في العراق مثل الرب , تعلم بوجوده لكنك لا تستطيع اثباته او نفيه.