كامل سلمان
بالعودة إلى نشرات الاخبار المتداولة يومياً نسمع بأن جماعة الحوثي تصدر بيانات تزف البشرى بأن قواتها قامت بقصف سفينة تجارية هنا وهناك أو سفينة شحن في المياه الدولية ، ويظهر المتحدث الرسمي لجماعة الحوثي ليعلن أمام شاشات التلفزة بأن قواته قصفت سفينة تجارية في الموقع الفلاني ، ويذكر نوع السلاح المستخدم سوا أكان صاروخ بالستي أو طائرة مسيرة ، هذا ما عرفه جماعة الحوثي وعرفه العالم وتم توثيقه عالمياً وباعتراف المتحدث الرسمي لجماعة الحوثي وبشهادة محطات التلفزة العالمية وتقارير شركات التأمين للسفن التجارية العالمية ، أما مالا يعرفه الحوثي بأن شركات التأمين العالمية والدول العظمى تتسارع في إرسال سفنها القديمة المستهلكة والتي تكون محملة ببعض البضائع المزيفة أو المواد الفاسدة المستهلكة أو المواد عديمة القديمة لترسلها بالقرب من المياه الاقليمية اليمنية ودعواتهم أن يتم قصف هذه السفن ليتم تسجيلها ضمن الخسائر التي ستدفع حكومة اليمن مستقبلاً تعويضاتها بمبالغ خيالية و بما تقرره المحاكم الدولية ، لأنهم لا يفهمون ولا يتعضون من تجارب الآخرين وسيكونون ضحية افعالهم ، وهذا بالضبط ما حصل للعراق ابان غزوه للكويت ، صار النهب والسلب مباح للجيش العراقي ، فسلبوا المعامل وسرقوا السيارات والمحلات والأدوات ، فبعد انتهاء الحرب تم تأسيس لجنة التعويضات للخسائر التي سببها نظام صدام حسين ضد الكويت ، فالأمم المتحدة قامت بتأسيس لجنة والحكومة الكويتية قامت بتأسيس لجنة لتقدير التعويضات وكذلك قامت الحكومة العراقية بتأسيس لجنة لحساب التعويضات للجانب الكويتي ، وهنا كانت المفاجأة ، فجميع السيارات التي سرقها الجنود العراقيون ومنها القديمة والمستعملة تم تقدير عددها عشرة اضعاف العدد الحقيقي وتمت تقدير نوعيتها بأنها سيارات فارهة وتمت تقدير موديلاتها بأنها جميعها جديدة غير مستعملة ، فالمواد التي تسبب الجيش العراقي بتدميرها وسرقتها في حرب احتلال الكويت قامت اللجنة العراقية بتقديم الوثائق والمستندات بأن قيمتها الفعلية لا تتجاوز 2 مليار دولار ، بينما كانت تقديرات اللجنة الكويتية للمواد المسروقة والمدمرة لا تقل عن 60 مليار دولار ، بينما راحت اللجنة الأممية إلى تقدير المواد المسروقة والمدمرة بسبب الغزو العراقي للكويت إلى 200 مليار دولار ، فالتقرير الاممي هو القرار الذي تتقبله الامم المتحدة ، يعني العراق دفع تعويضات مائة ضعف عن الحقيقة التي سببتها مغامرة احتلال الكويت ، هذا الغباء يتكرر اليوم وبنجاح ساحق في جمهورية الحوثي ، جميع السفن التي دمرها الحوثي ولو بشكل جزئي سيدفع ثمنها وتعويضاته للشركات الراعية مائة ضعف من اموال الشعب اليمني المظلوم ، الذي سيبقى عشرات السنين يدفع فاتورة تهور وغباء الحوثي ، وكذلك سيفعل الاخرون فهم خريجوا مدرسة واحدة ، يأتون للحكم بشعارات ثورية ثم يحملون شعوبهم تعويضات لعشرات السنين ، حتى إذا أنتهت فترة التعويضات واراد البلد أن يستعيد عافيته يعود إلينا قادة ثوريون جدد يحملون شعارات ثورية ودينية وحماسية ليرتكبوا حماقة جديدة ومن ثم يبدأ مسلسل التعويضات لعشرات السنين من جديد ، فطالما هناك قادة اغبياء هناك شركات تربح وتستفيد ، هيّا يا حوثيون اصدروا بياناتكم الثورية الحماسيّة وادعوا العالم كله يشاهد شاشات التلفزة ليروا مغامراتكم كي تكون دليلاً على سوء أفعالكم ، ومالا تعرفونه أيضاً أنه حتى لو لم تقصفوا السفن فستقصفها جهات أخرى وتحرقها امام موانئكم لتكونوا أنتم من يتحمل وزرها ، و مياهكم الأقليمية ستكون ملوثة وغير صالحة للملاحة لعشرات السنين وان أنكرتم مسؤوليتكم عن الأعمال العدوانية ضد الملاحة الدولية فلم يعد ينفع نكرانكم لأنكم أعلنتم عشرات المرات من قبل أنكم من يحرق السفن التجارية ويقصفها ، فمن فمك أدينك .