مهدي قاسم
حينما يعلن بعض مسؤولي مطار بغداد بأن العراق كان بمنأى عن عمليات تعطيل شبكة النت العالمية و التي طالت مطارات دول كثيرة ، محدثة إرباكا و شللا في نظام الرحلات للطيران العالمي ، فقد تبجح بعض مسؤولي العراق أن مطار بغداد كان بمنأى عن عملية هذا التعطيل بل حتى لم يكن محسوسا !..
و هذا الكلام صحيح بالفعل ..
طبعا ، ليس بفضل التقدم التقني والتحصن العلمي المتطور في العراق ــ كما يظن البعض ــ إنما بالعكس تماما ، أي لكون شبكات النت تعاني من انقطاع متواصل و دائم في العراق ، و من الأساس ، بشكل مزمن ، و على نحو ، قد تتوفر الخدمة لمدة ساعة أو ساعتين ، ثم تنقطع فجأة لساعات ثقيلة و بطيئة ، أحيانا ليوم كامل ، بل لأيام طويلة ..
و عندما يتصل المستخدم بالمشغل الفرعي ، يزعم هذا أن القطع موجود في مصدر المغذي الرئيسي ، ولكي يجعل الوضع ميؤوسا منه ، يضيف أنه في هذه الحال لا يستطيع فعل أي شيء لإعادة خدمات النت ، بل ولا يعرف متى ستعود مجددا بالضبط ..
أنا ــ شخصيا ــ كنتُ شاهد عيان و أحد المعانين من ظاهرة الانقطاع هذه، ولمرات عديدة عندما حللتُ ضيفا على بيوت أقربائي في بغداد وبقينا محرومين من خدمات النت ليوم كامل ، وأحيانا ليومين وبالتالي لم أستطع إرسال عمودي اليومي إلى صحيفة صوت العراق بشكل منتظم ..
مع التأكيد على إنهم كانوا دافعين قيمة الاشتراك مقدما لمدة شهر ..
و الأدهى من ذلك انعدام إمكانية تقديم الشكوى، لكونهم قد رتبوا الوضع على نحو هرمي معقد وغامض ، بحيث لا يعلم المواطن أين و كيف وعند مَن يقدم شكوى ..
مع وجود تشابك في المصالح بين ساسة فاسدين متنفذين و بين بعض أصحاب شركات النت في العراق ضمن ظاهرة الفساد المستشرية ..
حقيقة سمعنا وعرفنا عجائب وغرائب عن الساسة اللصوص الفاسدين المعشعشين في مدارج ودهاليز سلطة المحاصصة الطائفية واللصوصية الممنهجة والمشرّعنة في العراق ، إما أن يتبجحوا بتخلفهم التقني فذلك لأعجب العجائب حقا ..
و هذا أيضا صحيح أي : إنهم فقدوا شعورهم بالعيب او الخجل تماما و ذلك من كثرة المال المسروق و قوة السلطة المركزّة ..