بغداد ـ العالم
توجت الفنانة المبدعة سهى سالم في مهرجان الاردن الدولي للمسرح ، يوم 15 تشرين الثاني 2022، بجائزة أفضل ممثلة، لأدائها المتميز في مسرحية (خلاف) التي كتبها المخرج المسرحي مهند هادي، والذي فاز بذات المهرجان بجائزة افضل نص مسرحي.
سهى سالم ممثلة استثنائية بإبداعها، هادئة، تتأمل وتدرس أدوارها بعناية، رغم انها مقلة في التمثيل بسبب شحة النصوص المتميزة التي تناسبها والتي تكرس اسمها وتبقيها على قمة هرم التمثيل، الا انها عندما تجد نصا متميزا مثل مسرحية (خلاف) تبدع فيها وتبقى شاخصة بقوة في ذاكرة المتلقي..مثلا لا يمكن ان ننسى ادائها المتميز جدا في مسرحية(يا رب) للمؤلف عبد النبي الزيدي.
وليس غريباً ان تبدع الفنانة سهى سالم في التمثيل وهي من أسرة فنية متميزة ونشأت في بيت فني حيث تعلمت الفن على يد والدها الفنان العراقي الكبير طه سالم، وعمتها الممثلة االقديرة وداد سالم، وشقيقتها الفنانة المبدعة شذى سالم، وشقيقها الفنان فائز طه سالم، وشقيقها سامر موسيقي.
وقد صقلت سهى سالم موهبتها بالدراسة الاكاديمية فهي حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة بغداد وماجستير فنون مسرحية قسم الاخراج المسرحي ودكتوراه فنون مسرحية قسم الاخراج المسرحي ورسالتها كانت عن (التغريب في المسرح)
تعتبر سهى سالم من جيل الثمانينات في المسرح العراقي، حيث كانت بدايتها الفنية عام 1980 من خلال مسلسل (النعمان الاخير) عندما وقفت امام ممثلين كبار عرب وعراقيين وبعده شاركت في تمثيل العديد من الأعمال المهمة والمميزة سواء كانت عراقية أو أعمال مشتركة عربية-عراقية في التلفزيون، المسرح، السينما والإذاعة كما حصدت العديد من الجوائز والشهادات، وشاركت في الكثير من المهرجانات.
من ابرز اعمالها المسرحية: يا رب، الظلال، وثلاث نساء في االحرب. كما قامت ببطولة عدة افلام سينمائية، منها: المنفذون، عمارة 13، صخب البحر، والطوفان ثانية. ولها الكثير من الاعمال التلفزيونية: الثانية بعد الظهر، الدهانة، مملكة الشر، فوبيا بغداد، شموع خضر، باشوات آخر زمن، اجنحة الثعالب، ابو جعفر المنصور، احلى الكلام والورد في الاكمام.
مهند هادي
وتتميز اعمال مهند هادي، كمخرج مسرحي، بالرغم من ان بداياته كانت مع التمثيل في الفرقة القومية العراقية، بالكوميديا السوداء، السخرية بمرارة من الاوضاع الحياتية والتي تقدم في ذات الوقت حلولا ومقترحات لما هو سائد، مؤكدا بان"اعمالي هي انتصار للفرد االعراقي الذي عانى الكثير خلال العقود الماضية وما يزال يعاني راهنا"
مهند هادي الذي عاش الاغتراب، مقيم خارج العراق منذ سنوات طويلة، يعكس صور العراقيين الذين يبحثون عن اللجوء مثلا، مسرحية (كامب)، او يقدم مشاهد لحالة الغربة داخل الوطن، ولحالة الفوضى التي تعم الحياة العراقية، مسرحية(منع تجوال).وفي مسرحيته التي فازت كافضل نص مسرحي في مهرجان الاردن المسرحي الدولي (خلاف) والتي اخرجها بنفسه، يتناول فكرة التطرف والازمات الانسانية التي نعيشها نتيجة هذا التطرف.
يقول أنه استفاد من أعمال مسرحية عراقية وعربية بشتى انتماءاتها المسرحية وأشكال عرضها, وحاول أن يمزج أكثر من طريقة ليشكل تجربة خالصة بمهند هادي، اعتمادا على موهبته ودراسته الاكاديمية في معهد وكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.