بغداد - العالم
نجح فنانو قرية جهجوكة المغربية في نشر موسيقاهم ذات التأثيرات الصوفية خارج حدودهم وصولاً إلى مهرجان غلاستونبري البريطاني الشهير، لكنهم يحرصون على إبقاء تقليدهم الموسيقي الموغل في التاريخ حيّا في موطنه الأصلي، خلال مهرجان يستقطب معجبين من مختلف أقطاب المعمورة.
كانت الساعة قد تخطت الأولى بعد منتصف الليل عندما اعتلى 15 موسيقيا، بجلابيب سميكة من الصوف دأب سكان المنطقة على ارتدائها، خشبة مسرح أقيم تحت خيمة كبيرة، في فناء تحيط به أشجار الزيتون. في بلدة جهجوكة الجبلية الصغيرة، في شمال المغرب، يملأ المكان صوت الغايتة، وهي آلة شبيهة بالمزمار، ترافقه إيقاعات الطبول من دون مكبّرات صوت. عرض فني يأسر الألباب ويستمر ثلاث ساعات تقريبا بوتيرة ثابتة.
في كل ربيع يستقطب “أساتذة الموسيقى” في جهجوكة، الذين يعود تاريخ موسيقاهم إلى أربعة آلاف سنة وفق الروايات المتداولة، حوالي خمسين شخصاً يعيشون على إيقاع الموسيقى في أحضان الطبيعة لثلاثة أيام.
ويقول جون إيغان، وهو موسيقي من المملكة المتحدة وعضو سابق في فرقة الروك “أوزريك تنتاكلز” (Ozric Tentacles)، لوكالة فرانس برس “إنها تجربة رائعة”، و”قوة هذه الموسيقى مذهلة. يكاد يستحيل أن يعزف العديد من الموسيقيين بتناغم بهذه الوتيرة”. تعود شهرة الفرقة في العالم إلى مؤسس فرقة رولينغ ستونز، براين جونز، الذي أهدى لها ألبوما صدر بعد وفاته بعنوان “Brian Jones presents the pipes of pan at Joujouka” في سنة 1971.