هل تؤثر أحداث 7 أكتوبر على علاقات واشنطن والأكراد؟
22-تشرين الثاني-2023

بغداد ـ العالم
انعكست المأساة التي تتكشف فصولها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في إسرائيل وفلسطين بشكل ملموس على سياسة تعود إلى عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وتسمى "التوجه نحو آسيا".
وفيما يقول بعض المنتمين إلى اليمين إن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كان متواطئاً في أفعال حماس، زاعمين أن سياساته أفضت إلى هذا الهجوم، فإن الإدارة الأمريكية تصرفت بسرعة لضمان أن يعرف الجميع أنها تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، دعماً كاملاً.
بلغ الدمار ومحصلة القتلى المدنيين الناجمين عن الصراع حدّاً مروعاً حتى الآن، لكن هناك سيناريو آخر ربما ينطوي على قدر أكبر من الدمار، يأمل الكثيرون من مراقبي الشرق الأوسط ألا يحدث، وهو اندلاع حرب إقليمية.
وحذرت إدارة بايدن إيران شفهياً من أي تصعيد من هذا القبيل، وزادت قوتها الرادعة بإرسال مجموعتي حاملات طائرات إلى المنطقة. ومع ذلك يعتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن توسيع الحرب في غزة أمر "حتمي".
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، فمنذ 17 أكتوبر، أصيب 56 جندياً أمريكياً في هجمات نفذها "الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له". وبعد ذلك نفذت طائرتان أمريكيتان من طراز إف-15 "ضربة دفاعاً عن النفس" على مستودع لتخزين الأسلحة في شرق سوريا.
وهناك بلد آخر منزعج من التوجه الحتمي للعودة إلى الشرق الأوسط، وهو تركيا. فلم يُبد أي زعيم إقليمي آخر رد فعل غاضباً كالذي أبداه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نشر حليفه في الناتو مجموعتي حاملات طائرات هجوميتين في شرق البحر المتوسط.
وفي هذا الإطار، قال جيران أوزجان، المدير التنفيذي لمعهد السلام الكردي، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست": يركز شكل التصعيد الذي اختارته إيران وشكل الانتقام الذي اختارته واشنطن الضغط على شمال شرق سوريا، حيث تقيم واشنطن شراكة مع قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي. ولو تُركت هذه الدوامة دون رادع، فقد تخلق الظروف المثلى لاجتياح بري تركي لشمال سوريا، وهي كارثة يمكن أن تكون لها تداعيات في سوريا والعراق وتركيا، وأبعد من ذلك. وتعارض تركيا وجود قوات سوريا الديمقراطية والإدارة المدنية التابعة لها، وهي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تحكم حوالي ثلث الأراضي السورية، والمسؤولة عن سكان يبلغ تعدادهم حوالي 4 ملايين نسمة.
وأضاف الكاتب: أظهرت ممارسات أنقرة في المناطق التي اجتاحتها واحتلتها من الأراضي السورية أن هدفها هو تدمير قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عسكرياً وسياسياً، وإخراج المجتمعات الكردية التي تدعمهما من المنطقة.
وأسفرت التكتيكات التي اتبعتها تركيا عن جعل المنطقة أكثر عرضة للنفوذ الإيراني، وفي المقابل نجد أن تكتيكات إيران تعود بالنفع على تركيا، حيث تقدم لقوات سوريا الديمقراطية تحدياً أمنيّاً آخر، مما يدفعها إلى تقسيم اهتمامها ومواردها. وهي تتحدى المحاولات الهشة، وإنْ كانت حقيقية لتقاسم السلطة والتعايش بين الأكراد والعرب التي جعلت حكم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مستقبلاً غير كامل، لكنه واعد بالنسبة لأماكن مثل الرقة ومنبج، ما يساعد تركيا على تحقيق هدف الانهيار السياسي.
الشيء الأهم بالنسبة لواشنطن، حسب الكاتب، أن أفعال إيران ترفع تكلفة الوجود الأمريكي في المنطقة وتغيّر أولويات التحالف. فعندما تركز الولايات المتحدة على الضربات الانتقامية ضد الجماعات المدعومة من إيران بشكل أكبر من تركيزها على الانخراط دبلوماسياً لمواجهة التهديدات التركية، أو تعزيز الاستقرار والتعافي الاقتصادي، يزداد أكثر من أي وقت مضى احتمال حدوث اجتياح بري تركي، أو حملة تخريب داخلي كبيرة. وهذه على الأرجح ليست مصادفة؛ حيث تواجه أنقرة وطهران تهديداً من سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية على ثلث الأراضي السورية خارج مناطق نفوذهما، وكلتاهما تريد إخراج التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة من سوريا، حيث تريان في دعمه لقوات سوريا الديمقراطية تهديداً لطموحاتهما الإقليمية.
والأهم من ذلك، برأي الكاتب، أن النجاحات التي حققتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ألهمت نحو 20 مليون كردي في تركيا و12 مليون كردي في إيران في نضالهما من أجل تقرير المصير، وتحدي العقائد القومية الأصولية، التي تحتل صميم المشروعين السياسيين لكلا البلدين. وفيما انضم أردوغان إلى صفوف ملالي إيران في التهديد بالقضاء على إسرائيل، تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان يعود إلى أوائل التسعينيات يقول فيه إن الفلسطينيين واليهود على السواء لهم حق في العيش في المنطقة. ولو تمكنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من البقاء، فسوف تعود بالنفع على الأمن والاستقرار الإقليميين وتتيح الفرصة الوحيدة لسوريا ما بعد الحرب لئلا تعود إلى الوضع الراهن فيما قبل 2011 والذي تسبب بحرب أهلية دامت عقداً من الزمن وزيادة عالمية في النشاط المتطرف. ولو تعرضت للسحق على أيدي أنقرة وطهران ووكلائهما المتطرفين، فالأرجح أن يفتح هذا الباب على حرب إقليمية ثانية، مع حدوث تداعيات في الدول الأربع التي يعيش فيها الأكراد وفيما وراءها. وقال الكاتب: من مصلحة الولايات المتحدة أن تساعد على الحيلولة دون تلك المحصلة الثانية، والوقت هو العنصر الحاسم. وهناك 3 أشياء يمكن لواشنطن أن تفعلها الآن لزيادة قدرة شمال شرق سوريا على الصمود في وجه الهجمات التركية والإيرانية، وتعزيز سلام طويل الأمد. أولاً: مساعدة قوات سوريا الديمقراطية في الرد على هجمات المسيّرات الإيرانية والتركية ضد قوات الأمن والاقتصاد والمجتمع في شمال شرق سوريا. فقوات سوريا الديمقراطية تستحق القدرة على الدفاع عن قواعدها العسكرية ومؤسساتها السياسية وبنيتها التحتية الحيوية من هجمات الميليشيات المدعومة من تركيا وإيران. وسيُنظر إلى هذا باعتباره أقل تصعيداً من الانتقام الأمريكي المباشر من هذه الأطراف الفاعلة. ثانياً: التركيز على تحقيق الاستقرار والتعافي الاقتصادي. وينبغي أن تكون إعادة بناء البنية التحتية التي دُمرت في الجولة الأخيرة من الضربات التركية أولوية فورية، لضمان عدم دفع المزيد من الناس إلى الاعتماد على المعونات الإنسانية.
ثالثاً: تطبيق الدروس المستفادة من الأزمة الإقليمية الحالية على تركيا وسوريا والقضية الكردية قبل فوات الأوان، حيث أظهرت الحرب بين إسرائيل وحماس أن الصراعات المجمدة يمكنها أن تذوب بسرعة. ويجب على واشنطن العمل على الضغط على أنقرة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني لإزالة الخطر الذي يشكله التصعيد التركي الكردي على المدى القريب على مصالح الأطراف كافة.

تسجيل 9 هزات أرضية داخل العراق في شهر نيسان
2-أيار-2024
رغم الإجراءات الأمنية في البتاوين.. نزيل يجهز على صديقه داخل فندق
2-أيار-2024
تركيا تضم صوتها في قضية "الإبادة الجماعية" ضد إسرائيل: نواصل دعم فلسطين
2-أيار-2024
ضخ فوق الحدود.. العراق يواصل الإخفاق بالالتزام بتعهدات أوبك
2-أيار-2024
وسط مخاوف من عودتهم.. العراق يستقبل ما يقرب من 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم "الهول"
2-أيار-2024
العراق يشتري طائرات عسكرية بدون طيار من الصين
2-أيار-2024
أزمة الشرعية وتداعياتها في مواجهة أردوغان
2-أيار-2024
ليفركوزن للثأر من روما واختبار حقيقي لمرسيليا أمام أتالانتا في يوروبا ليغ
2-أيار-2024
محمد صلاح غير متحمس للتوجه إلى الدوري السعودي
2-أيار-2024
غرائب واختفاءات الموسيقي الفرنسي رافيل في سنواته الأخيرة
2-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech