حسين فوزي
كل عام، مع اطلالة الربيع، يشهد المواطن احتفالية "أسبوع المرور"، وهو أسبوع يهدف في الأصل إلى ضمان سلامة العراقيين ممن يقودون المركبات أو الراجلين، ويحرص رجل المرور بقميصه الأبيض البراق على التزام المواطنين بضوابط المرور.
المؤسف أن حالة المرور شهدت تراجعاً كبيراً من حيث تجرؤ كثر من مقتني المركبات بعد خلع النظام الشمولي على خرق ابسط ضوابط المرور، وهي حالة بدأ شرطة المرور التصدي لها والحد منها، لكن هذه الحالة ما زالت مستشرية، فسائق "الكوستر" شعاره "الرزق يحب الخفية" ولذلك فهو يسرع في تجاوز المركبات يميناً ويساراً، ويتوقف في نصف مجرى الشارع دون مراعاة لحاجة بقية المواطنين لمجرى الشارع ليصلوا إلى عملهم أو مشفى أو لقاء عزيز.
أما جماعة "الدلفري" فشعارهم توصيل وجبات الأكل دافئة كي يحصلوا على عمولتهم من التوصيل، وهم في هذا يسيرون عكس مجرى مسار المرور، وتراهم يخترقون المسار بسرعات تكاد تودي بحياتهم وتؤرق سائقي المركبات.
والجميع لا يرعى حرمة الخطوط البيضاء المخصصة لعبور السابلة، فأكثرية السواق تراه يقف على الخطوط البيضاء، وحين تقف خلفها احتراماً لحق المواطنين في العبور الامن عندها يفاجئك بقية السائقين "عيني تقدم لا تتنكرز براسنا".
خرق ضوابط المرور وقوانينه حالة مأساوية تدل على تراجع في الذوق والوعي بمستلزمات السلامة الجمعية واحترام القانون. وهي حالة تجسد إلى حد كبير وجهاً من وجوه التداعيات التي سادت بعد خلع النظام الشمولي، حيث تفاقمت مفاهيم تعتبر كل خرق للقانون والضوابط "شطارة"، ضمنها "سباعية" التجاوز على المال العام.
انقضى أسبوع المرور وفي وجداني إحساس بالمرارة لأن كثر من الناس باتوا لشرطي المرور والنظام والقانون والنزاهة كارهين، برغم أن شرطي المرور رمز السعي للحفاظ على النظام والذوق وقبلهما سلامة المواطن.