ولا كلمة عن الحرية!
24-أيلول-2024

بمناسبة مضي 20 عاما على اسقاط نظام البعث والتخلص من ديكتاتورية صدام حسين.. استعاد مجموعة من المثقفين ذكرياتهم ومواقفهم في ملف بعنوان "شهادات: عشرون عاما على الحرب والاحتلال" نشرته مجلة الثقافة الجديدة في العدد (436).
والمشاركون بشهاداتهم في الملف هم:
جواد وادي، زهير الجزائري، صادق الطائي، طالب عبد العزيز، علي ابو عراق وقاسم الساعدي.
وقرات هذه الشهادات كلمة كلمة وانا اعرف سلفا انني انما اقراها بحثا عن كلمة معينة، وفي النهاية لم اجدها.
لم اجد كلمة الحرية او الديمقراطية او ما يشير اليهما في شهادة اي واحد من هؤلاء المثقفين!
لم تطلب الثقافة الجديدة منهم تجنب كلمة الحرية او الديمقراطية (وهي ابرز نتائج تسعة اربعة 2003) ولم يتفق الكتّاب بينهم على تجاهل الابرز والاكثر تاثيرا وديمومة في ذلك الحدث، فهم يعيشون في بقع جغرافية متباعدة وبعضهم لا يعرف بعض المشاركين.
لكنهم اتفقوا على دحر ومحو تلك الكلمة من شهاداتهم.
ليس هذا النسيان والتجاهل صدفة، وليس هو نتاج اتفاق بين الكتاب اضافة الى انه لم يكن شرطا مسبقا من المجلة، والكتاب ليسوا كلهم من الشيوعيين.. فكيف حصل هذا الاجماع الغريب بينهم على نفي الحرية؟
هو سؤال مرير لا ينبغي التعجل بإصدار حكم له او عليه.. وينبغي ان يحيلنا الى نوع ثقافتنا السائدة ومدى تغلغلها في اعماق المثقفين، وحتى بين المشتغلين، زعما، بقضية الحرية والديمقراطية.
هذا الامر يحتاج الى ملفات لم ننجزها، وندوات لم نقمها طيلة قرابة الربع قرن الماضي عن الحرية والديمقراطية.
ولا تفسير عندي سوى ان ثقافتنا السائدة ما زالت ثقافة عبودية او ثقافة "عقائدية" ان اردنا التخفيف من وقع كلمة العبودية على اسماع كتاب كانوا ضحية الديكتاتورية والغاء حرية الراي.
ثقافة تخوّف من فيها، او خوّف نفسه، من ذكر كلمة حرية لان شغل هذه الثقافة يقوم على الشك القديم بمن يعتبر الحرية هي الرقم واحد في شروط الكرامة البشرية.
ولقد طوّبت ثقافتنا السائدة كلمات ومفاهيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان للامبريالية والاستعمار، واعتبرت ان المناداة بتلك المفاهيم والكلمات هي محاولة للخيانة وفقا لثقافتنا السائدة، وهو تقرّب تحفّه الشبهات من مفاهيم امبريالية واستعمارية. وقد تساوى في هذا الفهم، المبتديء والمحترف من الكتاب والسياسيين. وما زالت علامة الجودة في ثقافتنا هي التشكيك بهذه المفاهيم والكلمات لانها جاءت من الاخر: المستعمر والامبريالي والغريب والاجنبي.
هذا الفهم نام عميقا في دواخل وتلافيف العقل الثقافي السائد ولم يعد من السهل التخلص منه.
وهو ترسخ لان بديله، في جذور واعماق ثقافتنا السائدة، هو عقيدتي انا..
عقيدتي التي تقبل وتطالب بتأجيل الحرية والديمقراطية الى حين انجاز اشياء واشياء لم تتحقق او تنجز يوما.
ويا جواد ويا زهير ويا صادق ويا طالب ويا علي ويا قاسم!
كيف فاتكم ان تذكروا الحرية كأبرز واهم انجاز تحقق في تاريخ العراق والعرب واكتفيتم بالتأوه من جرائم الاحتلال او حكومات ما بعد تسعة اربعة 2003؟

خسارة هنا مكسب هناك صفقة هيلاري في الحياة والحب والحرية
26-أيلول-2024
«براد بيت مزيف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين
25-أيلول-2024
الرسالة الرابعة
25-أيلول-2024
الامم المتحدة: لا بد من ازالة الصهيونية!
25-أيلول-2024
انتحار نجمة تيك توك «كوبرا أيكوت» وسط صدمة متابعيها
25-أيلول-2024
جبار جودي أمين عام مساعد للاتحاد العام للفنانين العرب
25-أيلول-2024
حقي الشبلي.. عميد المسرح العراقي
25-أيلول-2024
تحذيرات من استخدام اسرائيل للمسيرات لاغتيال قادة المقاومة
24-أيلول-2024
اجراءات قانونية مشددة ضد حركات «دينية» شاذة
24-أيلول-2024
نقيب الصحفيين العراقيين يتلقى رسالة شكر من الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية
24-أيلول-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech