هذه قصيدة قامت الطائرات الحربية للحلفاء بألقائها، كما تلقى القنابل، على سكان فرنسا التي احتلتها المانيا النازية. لكنها نزلت كفراشات تهوّم في الارواح التواقة الى الحب والحرية، والهمت ملايين البشر حبا وموقفا وصمودا وكانت وما زالت اغنية الارواح التواقة للانعتاق من القيود. وهي قصيدة ترجمت الى كل لغات العالم، وكتبها الشاعر الفرنسي بول ايلوار (1895 – 1952) الدادائي السريالي الشيوعي وحامل وسام المقاومة الفرنسية التي شارك فيها، وايضا الرجل الخائب الامل عاطفيا وسياسيا. وهذه الاغنية - القصيدة طالما ساعدتني وساعدت ابناء جيلي على التماسك، كلما عصفت بنا رياح الطغيان والياس.. وما زالت تفعل فعلها الساحر عند اجيال من البشر. وانشر هنا بعض مقاطع منها بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية (15 ايلول). ولا حاجة للقول ان ثقافتنا تخلو من مثيلات لها بكل اسف، رغم انها قصيدة يمكن لكل قاريء ان يكملها ويملؤها بذكر كل شيء او مكان يحب ان يكتب عليه ابياتها.
"على دفاتري المدرسية
على مكتبي وعلى الأشجار
على الرمل وعلى الثلج
أكتبُ اسمكِ
على كل الصفحات المقروءة
على كل الصفحات البيضاء
على الحجر، الدم، الورق، أو الرماد
أكتبُ اسمكِ.
على أسلحة المحاربين
على تاج الملوك..
على صدى طفولتي
على عجائب الليالي
على الحقول
على الأفق
على أجنحة الطيور
أكتبُ اسمكِ
على السـُـحـُب
على الإعصار
على المطر
على أجراس الألوان
على الدروب الضيقة الساهرة
على الساحات الزاخرة
على المصباح الـمضيئة
وعلى المصباح المنطفئة
أكتبُ اسمكِ
على جبين أصدقائي
على كل يد ممدودة
على الشفاه اليقظة
على ملاذاتي المهدمة
على مناراتي المنهارة
على جدران ضجري
على الغياب بلا رغبة
على الخطر المفقود
على الأمل بلا ذكريات
أكتبُ اسمكِ
وبسلطان كلمة واحدة
أبدأ حياتي من جديد!
فأنا ولدت لكي أعرفك..
لكي أسمـّيك:
ايتها الحرية!