ولم يعد ينفع حتى الحرمل!
21-تموز-2024

عامر بدر حسون
لمن يريد ان يستهين بأهمية حرية الراي ويفضل عليها القرارات الثورية اقول:
تخيل فقط لو كانت هناك حرية راي في العراق عام 1980.
لكن.. هل بإمكانك حقا ان تتخيل شيئا من هذا؟
لا..! فنحن ابناء ثقافة سائدة تحتقر فكرة الحرية والتعبير عن الآراء، وترى في ذلك مضيعة للوقت وتشتيتا للجهد.
وهي ثقافة قضت عمرها في سباق جنوني للأحزاب والافراد.. للحكومة والمعارضة على ايهم هو الثوري الحقيقي وايهم يكره امريكا وايران والكويت اكثر؟ وايهم يحب الوطن اكثر؟! ومن بعيد تبدو صورة هكذا وطن وكأنها صورة مستشفى للمجانين يصرخ فيها الجميع: انا الوطني الحقيقي وانت العميل!
وعدد من يفهمون السياسة والوطن بتلك الصورة المخبولة ليس قليلا..
بل هم الاكثرية.. اقصد الاكثرية الساحقة! وهم يعتبرون من يذكر كلمة حرية وتعدد اراء وانتخابات جاهلا او خائنا او عميلا وليس اقل من هذا! رغم ذلك.. فلنتخيل مجرد خيال (افتراضي) ماذا كان سيحصل لو كانت هناك حرية راي وحرية تعبير عام 1980؟
لو كانت هناك حرية تعبير لوجد الراغب بإشعال الحرب من يكتب ويقول:
ماذا تريد ان تفعل وباي حق تريد ان تفعله؟!
هل تعرف كم مئة الف من حياة الشباب، وهم ثروة وامل وزهرة اي مجتمع، ستضيع وستغطيها الاوحال والدماء؟
وهل جربت ان تجد حلا للمشكلة بالطرق السلمية او الدبلوماسية كما تفعل كل شعوب ودول الارض؟ ما هو حجم هذه المحاولة؟
واين مكان محاولتك هذه من الفكرة القائلة: "مئة عام من المفاوضات افضل من يوم واحد من الحرب"!؟ تريد الحرب مع ايران؟ فاخبرنا اذن كم مساحتها وكم هو عدد سكانها؟ (مساحة ايران اكبر من العراق بأكثر من ثلاثة اضعاف (اكثر من مليون و600 الف كم) وعدد سكانها اكثر من ضعف عدد سكان العراق)..
فكيف ستسيطر على هذه المساحة (ان رفضوا اعلان الاستسلام وهم في حالة ثورة)؟
اذا اشعلت الحرب بتوقيتك فلن تستطيع ايقافها بتوقيتك ووفق رغبتك.
فهل اعددت العدة لاحتلال تلك المساحة الهائلة ان رفضوا الاستسلام؟
ولو كانت هناك حرية لتم سؤال مشعل الحرب:
هل تعرف تأثيرها على نسيج المجتمع العراقي طائفيا وقوميا؟ (فاكثر من نصف مجتمعك شيعة وغالبيتهم يتعاطفون مع الثورة الشيعية الاولى في التاريخ اضافة الى ان الكرد طالما ارتبطوا بعلاقات مع ايران لتامين وضعهم في مواجهة النظام؟
وهل تعرف مصير العائلات التي سيختفي من حياتها الاباء والابناء وكيف سينعكس هذا على المستوى الاخلاقي والاجرامي في البلد؟
(وبسبب غياب الحرية تجرأت منال الالوسي رئيسة اتحاد نساء العراق على القول دفاعا عن الحرب: "ان نسبة انتشار البغاء في العراق بسبب الحرب لم تتجاوز نسبة الواحد في المئة بين النساء"!
قالتها وهي لم تكلف نفسها حتى استخدام الة حاسبة لتعرف معنى هذا الرقم بين النساء وتأثيره المدمر على المجتمع).
لا نناقش هنا ان كانت تلك الحرب عادلة او ظالمة.. بل كحرب مجردة يمكن الدخول فيها او تجنبها. ولو كانت هناك حرية راي وتعدد اراء ولو داخل حزب البعث فقط لامكن طرح تلك الاسئلة قبل اشعال الحرب ولتم تجنبها كما يحصل في كل انحاء العالم.. حيث مشكلات الدول تقع بشكل يومي واكثر مما جرى عندنا دون ان تؤدي الى الحرب.
لكن ثقافتنا السائدة ما زالت تريد مواصلة حروب صدام!
والحرية هي شوية كلمات تقال في برلمان او تكتب في جريدة او هتافا بتظاهرة..
وهي لا تملك سلاحا لكنها يمكن ان تجنب المجتمع، اي مجتمع، الكوارث الكبرى وخسارة ارواح ملايين الشباب ومليارات من الدولارات وعقود طويلة من مستقبل البلاد.
غياب الحرية يجعل حتى الحرمل عاجزا عن فعل شيء..
فالمجتمع الفاقد للحرية لا يوجد فيه ما يمكن ان يحسد عليه!

النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech