براءة مشكوك فيها
21-كانون الأول-2024

عامر بدر حسون

لا اتبرأ من حزب او عشيرة او طائفة سُجلتُ سياسيا او اجتماعيا باسمها منذ الولادة.
بل ازعم اني طالما حاولت التسلل منها، لأعيش كفرد خارج الاحزاب والعشائر والطوائف. وهو زعم، لو تعلمون عظيم.
زعم فيه ادعاء كبير ومكابرة وانكار، إذ طالما امسكت بنفسي متلبسا بهذا الانتماء او ذاك دون قصد او تعمد في كثير من المواقف ومنعطفات الحياة.
والذين حاولوا التسلل والعيش خارج هذه المنظومات (التي تسمى منظومات ما قبل الدولة) يدركون صعوبة هذا الامر وسيطرة هذه العناصر على تصرفاتهم وطرق تفكيرهم في الوعي واللاوعي.
ولان ملامح "المواطنة"، البديلة عن كل تلك الانتماءات، لم تتشكل في حياتنا الا كأمنية او حلم، فان التعويل كل التعويل على جيل واخر كي ينجزوا عملية التحرر والانعتاق الكبرى.
وكان لا بد لي من انتماء (فانا عراقي واعيش في العراق).
وعلى هذا بدأت البحث عن كتلة بشرية انتمي لها واتخلص من خلالها من كل اشكال الانتماء المفروضة علي.
وتذكرت في بحثي اننا، كنا في ايام طفولتنا وشبابنا، نهرب لا شعوريا من الانتماءات المفروضة علينا الى منظومات بديلة:
منظومة تؤيد عبد الحليم حافظ واخرى تؤيد فريد الاطرش، او ننقسم ونتكتل في منظومة تؤيد فرقا رياضية في المدينة او البلد.. وهكذا.
وقد فوجئت بغياب تلك المنظومات او تغيرها كثيرا عند عودتي للعراق.
وذات يوم اوقفت سائق التكسي لأتابع واصور مجموعة من الشباب وهم يحملون نعشا ويرقصون حوله في مسيرة مبهجة وغريبة.. وفهمت منه انهم كانوا يشيعون فريق برشلونة او ريال مدريد ابتهاجا بخسارته، وقررت الانتماء لاحدهما.
لكنني، فهمت فيما بعد، ان الانتماءات البرشلونية او المدريدية ليست بريئة، وانها قد تحمل، احيانا، انتماء سريا او خفيا قد يكون طائفيا او شيئ من هذا القبيل!
وبحثت، قبل سنوات، في احصاءات وزارة التخطيط عن منظومة اريد الانتماء اليها وكانت هي منظومة من سجلت تواريخ ميلادهم مثلي في (1-7 – 1950).. وهو انتماء جربته في الحياة اليومية فوجدته مريحا بشكل غريب وغير متوقع.
ووجدت ان مواليد منتصف القرن العشرين لم يبق منهم على قيد الحياة الا اقل من مئة الف، وحسب تقديري فان عددهم الان لا يبلغ الخمسين الفا في العراق كله.
وقلت ساعلن ان انتمائي الاساسي الذي سادافع عنه هو مواليد منتصف القرن، وقد جربت من حديثي معهم سواء كانوا اطباء او سواق تكسي او اصحاب دكانين وغيرهم (واستثني المثقفين منهم) ان التواصل معهم يتم بسلاسة طالما افتقدتها منذ عودتي للعراق.
فنحن نحمل ذاكرة واحدة ولا نحتاج الى جهد في ايضاح اي حدث عند احاديثنا عنه ولم نكن نتعب في اختيار ما يناسبنا سواء كان الاختيار لأغنية او لنمط الاطعمة او للتعبير عن دردمتنا وضيقنا بظاهرة حديثة.
والى هؤلاء اعلن انتمائي البديل عن انتمائي الحزبي والطائفي والقومي. ومواليد منتصف القرن العشرين قصة لم تكتب بعد.. وهو ما سأحاول القيام به في منشورات قادمة، كأي داعية "عقائدي" مؤمن بقضية جماعته.
لكن ما اشك فيه هو تصديق الاخرين ببراءتي من انتماءاتي القديمة، وانني صرت صاحب قضية مختلفة.

يوفنتوس يعود إلى طريق للانتصارات من بوابة مونزا
24-كانون الأول-2024
مدرب المنتخب الوطني: الفوز على اليمن لم يكن سهلا والخصم متكتل دفاعيا
24-كانون الأول-2024
بادية السماوة تشهد فتح مقبرة جماعية تضم عشرات رفات كرد
24-كانون الأول-2024
السوداني يعلن استئناف عمل البعثة الدبلوماسية العراقية في دمشق
24-كانون الأول-2024
أزمة كهرباء خانقة تعصف بالعراق والحكومة تبحث عن حلول بعيدا عن الغاز الإيراني
24-كانون الأول-2024
محمد صلاح يقلب الطاولة على إدارة ليفربول ويضع «الريدز» في ورطة
23-كانون الأول-2024
أيمن حسين تقود العراق لعبور اليمن
23-كانون الأول-2024
لماذا بدا «سوبرمان» منهكا في آخر أفلامه؟
23-كانون الأول-2024
تهنئة للدكتور جبار جودي
23-كانون الأول-2024
ترقب حذر للواقع الاقتصادي والمالي في العراق خلال العام القادم
23-كانون الأول-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech