شائعات اقوى من الحقيقة
7-كانون الأول-2023

عامر بدر حسون

كانت في العراق مديرية عامة اسمها "مديرية الشائعات" وهي تابعة للأمن العامة، ووظيفتها ترويج اشاعات اسبوعية بين الجمهور من خلال رجال الامن ومن خلال وكلائهم.
واغلب تلك الشائعات تبدأ بـ: "قال لي قريبي.. او شاهد قريبي.. او قريبي يعرف شخصا في الامن العامة وهذا اخبره بالتالي والخ.
وكانت تلك المعلومات تسري بين الناس البسطاء لكنها سرعان ما "تتأكد" من خلال قيام صحف الحكومة بنشرها كأخبار حصل عليها مراسلوها!
وبمضي الوقت صارت شائعات "مديرية الشائعات" تتصدر المعلومات التي تذكر في البحوث والدراسات والندوات، بعد ان اصبحت حقائق ثابتة لا يمكن التشكيك بصحتها.
واطلعت شخصيا على نصوص من تلك الشائعات طيلة عمل المديرية، وكان بعضها في غاية السذاجة فيما بعضها الاخر في غاية الخبث.. وتلك المديرية استمرت بالعمل من خلال البعث حتى بعد سقوط الصنم ولجوء صاحبه للحفرة.
وقد اقيمت ندوات ووقعت بيانات تضامن واستنكار في الاردن وسورية ومصر واليمن من مثقفين وسياسيين عرب للاحتجاج على سماح الحكومات العراقية بعد 2003 للإسرائيليين بشراء مئات البيوت في بغداد مقابل اثمان مغرية.
وحضرت بعض تلك الفعاليات وعرفت كم هو صعب مواجهة الشائعة والكذبة بالحقيقة.
والشائعة تنجح عندما تجد من "يريد" ان يصدق بها، والحقيقة تدحر حين لا يريد احد تصديقها.
وفي ايام التفجيرات الارهابية للسيارات المفخخة اصدرت مديرية الشائعات "معلومة" انتشرت من جنوب العراق الى شماله ونصها:
ان قريبا لي، او قريبا لاحد اصدقائي، شاهد قيام الجنود الامريكان، بإحدى سيطراتهم بإفراغ سيارة محملة بالخضار بحجة التفتيش، وقيامهم بدس متفجرات في حمولة السيارة ودفعها للسير حتى تنفجر في المدينة او في السيطرة العراقية التالية!
وما زالت هذه الشائعة مقبولة في اوساط معينة تجد حرجا في الاقرار بان "المقاومة الشريفة" هي من قامت بالتفجيرات.
ومن الشائعات التي تسللت للدراسات والابحاث والمقالات التي يكتبها اكاديميون حتى اصبحت حقائق لا يمكن مناقشتها، شائعة ان العراق نال المركز الاول في القضاء على الامية في العالم بشهادة الامم المتحدة.. وشائعة ان التعليم في العراق في السبعينات صار ينافس التعليم في الدول الاسكندنافية بشهادة الهيئات الدولية.
وما زالت هاتان الشائعتان شائعتين في اوساط واسعة دون ان تقدم اية جهة ما يثبت ذلك.
والواقع ان الامم المتحدة في احدى حملاتها للقضاء على الامية طلبت من الدول ان تقوم بتلك العملية.
وفي النهاية زودت هذه الدول بكتاب يؤكد مساهمتها في حملة القضاء على الامية، مستندة في ذلك على المعلومات التي تقدمها الدول عن نشاطها.
وهي كما ترى شهادة تشبه شهادة اي مركز لتعليم الكومبيوتر يقر فيها ان الشخص ساهم في الدورة وتخرج منها.
وخلافا للشائعة فان رحلة انحطاط التعليم بدأت في التصاعد في السبعينات.
رغم هذا فإنني امل ان اجد عند الاعداء، قبل الاصدقاء، اية وثيقة تثبت صحة تلك المعلومات الشائعة وهل هي شائعات ام معلومات موثقة؟وكانت في العراق مديرية عامة اسمها "مديرية الشائعات" وهي تابعة للأمن العامة، ووظيفتها ترويج اشاعات اسبوعية بين الجمهور من خلال رجال الامن ومن خلال وكلائهم.
واغلب تلك الشائعات تبدأ بـ: "قال لي قريبي.. او شاهد قريبي.. او قريبي يعرف شخصا في الامن العامة وهذا اخبره بالتالي والخ.
وكانت تلك المعلومات تسري بين الناس البسطاء لكنها سرعان ما "تتأكد" من خلال قيام صحف الحكومة بنشرها كأخبار حصل عليها مراسلوها!
وبمضي الوقت صارت شائعات "مديرية الشائعات" تتصدر المعلومات التي تذكر في البحوث والدراسات والندوات، بعد ان اصبحت حقائق ثابتة لا يمكن التشكيك بصحتها.
واطلعت شخصيا على نصوص من تلك الشائعات طيلة عمل المديرية، وكان بعضها في غاية السذاجة فيما بعضها الاخر في غاية الخبث.. وتلك المديرية استمرت بالعمل من خلال البعث حتى بعد سقوط الصنم ولجوء صاحبه للحفرة.
وقد اقيمت ندوات ووقعت بيانات تضامن واستنكار في الاردن وسورية ومصر واليمن من مثقفين وسياسيين عرب للاحتجاج على سماح الحكومات العراقية بعد 2003 للإسرائيليين بشراء مئات البيوت في بغداد مقابل اثمان مغرية.
وحضرت بعض تلك الفعاليات وعرفت كم هو صعب مواجهة الشائعة والكذبة بالحقيقة.
والشائعة تنجح عندما تجد من "يريد" ان يصدق بها، والحقيقة تدحر حين لا يريد احد تصديقها.
وفي ايام التفجيرات الارهابية للسيارات المفخخة اصدرت مديرية الشائعات "معلومة" انتشرت من جنوب العراق الى شماله ونصها:
ان قريبا لي، او قريبا لاحد اصدقائي، شاهد قيام الجنود الامريكان، بإحدى سيطراتهم بإفراغ سيارة محملة بالخضار بحجة التفتيش، وقيامهم بدس متفجرات في حمولة السيارة ودفعها للسير حتى تنفجر في المدينة او في السيطرة العراقية التالية!
وما زالت هذه الشائعة مقبولة في اوساط معينة تجد حرجا في الاقرار بان "المقاومة الشريفة" هي من قامت بالتفجيرات.
ومن الشائعات التي تسللت للدراسات والابحاث والمقالات التي يكتبها اكاديميون حتى اصبحت حقائق لا يمكن مناقشتها، شائعة ان العراق نال المركز الاول في القضاء على الامية في العالم بشهادة الامم المتحدة.. وشائعة ان التعليم في العراق في السبعينات صار ينافس التعليم في الدول الاسكندنافية بشهادة الهيئات الدولية.
وما زالت هاتان الشائعتان شائعتين في اوساط واسعة دون ان تقدم اية جهة ما يثبت ذلك.
والواقع ان الامم المتحدة في احدى حملاتها للقضاء على الامية طلبت من الدول ان تقوم بتلك العملية.
وفي النهاية زودت هذه الدول بكتاب يؤكد مساهمتها في حملة القضاء على الامية، مستندة في ذلك على المعلومات التي تقدمها الدول عن نشاطها.
وهي كما ترى شهادة تشبه شهادة اي مركز لتعليم الكومبيوتر يقر فيها ان الشخص ساهم في الدورة وتخرج منها.
وخلافا للشائعة فان رحلة انحطاط التعليم بدأت في التصاعد في السبعينات.
رغم هذا فإنني امل ان اجد عند الاعداء، قبل الاصدقاء، اية وثيقة تثبت صحة تلك المعلومات الشائعة وهل هي شائعات ام معلومات موثقة؟

المحكمة الاتحادية ترد دعوى اسقاط عضوية شعلان الكريم من البرلمان
8-أيار-2024
️العتابي يتفقد مديرية تخطيط ذي قار ويؤكد دعم الحكومة لمشاريع الاعمار
8-أيار-2024
المصرف العراقي للتجارة يشارك في عملية توطين رواتب موظفي الإقليم
8-أيار-2024
المحكمة الاتحادية تقضي بعدم دستورية عبارات في قانون البرلمان
8-أيار-2024
الدكتور المهندس محمد هادي الغزي رئيس اللجنة الفنية في مجلس محافظة ذي قار يدرج ١٠٨ مشروع ضمن موازنة 2023
8-أيار-2024
العراق يتجاوز أزمة الدولار.. اتفاق عراقي - أميركي لرفد أرصدة 10 مصارف بالعملة الصعبة
8-أيار-2024
إجراءات رقابية وقضائية تنتظر وزير النفط بسبب هدر 160 مليار
8-أيار-2024
أشباح خوان رولفو تتردد في الادب الواقعي السحري
8-أيار-2024
الزهور طبعت إطلالات النجوم خلال حفلة "ميت غالا" في نيويورك
8-أيار-2024
الذكاء الاصطناعي يترجم قصص المانغا
8-أيار-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech