بغداد – العالم
يُعد الخطاط العراقي الراحل هاشم الخطاط واحداً من أبرز رواد فن الخط العربي في العراق والعالم العربي، حيث أضاف إلى هذا الفن سحراً خاصاً وحفاظاً على تقاليده العريقة. ولد هاشم الخطاط في بغداد، وتبنى حب الخط العربي منذ سن مبكرة، ليصبح أحد أبرز الأسماء في هذا المجال.
كانت بداية هاشم الخطاط مع عالم الخط العربي قبل أن يلامس أدواته بيديه، حيث تأثر كثيراً بمحيطه الثقافي والديني في العراق. وقد تلقى تعليمه الأول في المدارس العراقية التي كانت تعنى بتدريس الخط العربي، قبل أن يواصل دراسته في معاهد متخصصة، وهو ما مكنه من إتقان فنون الخط بشكل مميز.
تميز هاشم الخطاط بقدرته الفائقة على دمج الأساليب التقليدية مع لمسات من الإبداع العصري. كان يعتبر خط الثلث والنسخ من أكثر الأساليب التي برع فيها، إلى جانب اهتمامه الكبير بتطوير خطوط جديدة تجمع بين الأصالة والتجديد. وقد سعى طوال مسيرته إلى أن يكون لكل قطعة خطية يكتبها بصمة شخصية تميزها عن غيرها.
كما كان هاشم الخطاط مهتماً بتعليم الأجيال الجديدة هذا الفن الجميل، حيث أسس العديد من الدورات التعليمية وورش العمل التي كان يشارك فيها طلبته بحماسة، مؤكداً على أهمية الحفاظ على جمال الخط العربي. كان يعتبر الخط العربي وسيلة للتعبير عن الثقافة والتاريخ العربي، وليس مجرد فن جمالي.
من أهم إنجازات هاشم الخطاط كانت أعماله التي زينت العديد من المساجد والمراكز الثقافية في العراق وفي أنحاء العالم العربي. كان له حضور كبير في المعارض المحلية والدولية، حيث حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لإبداعه وتميزه في مجال الخط.
وعلى الرغم من رحيله، إلا أن إرثه لا يزال حياً في أعماله التي ما زالت تُعرض في العديد من المعارض والمجموعات الخاصة. فبفضل تفانيه في تعليم فن الخط العربي، سيبقى اسمه محفوراً في الذاكرة الفنية والثقافية للأجيال القادمة.
لقد كان هاشم الخطاط ليس فقط خطاطاً مبدعاً، بل كان رمزاً للحفاظ على تراث الخط العربي وتطويره بما يتناسب مع العصر الحديث. وفاته كانت خسارة كبيرة، ولكن أعماله ستظل حية تشهد على مدى عبقريته الفنية واهتمامه العميق بالثقافة العربية.