خليجي 25: ما تحقق وما يمكن ان يتحقق
24-كانون الثاني-2023
رياض محمد

لو استخدمنا حساب العرب لوجدنا ان اخر احصائية معلنة من هيئة المنافذ الحدودية العراقية افادت بوصول 55 الف مواطن خليجي للبصرة. ولو افترضنا ان كل واحد من هؤلاء انفق 100 دولار يوميا - وهو مبلغ معقول لتكاليف الفندق والطعام - فهذا يعني ان هؤلاء انفقوا حوالي 5 ملايين دولار في اليوم. ولو ضربنا ذلك ب 7 فسيكون المجموع حوالي 35 مليون دولار، وبإضافة الزوار العراقيين من باقي المحافظات فان الرقم قد يصل الى حوالي 300 مليون دولار دخلت الى البصرة خلال اسبوعين - باعتبار ان حوالي نصف مليون عراقي زاروا البصرة خلال البطولة، هذه هي العوائد الاقتصادية المباشرة.
لكن هناك عوائد اقتصادية غير مباشرة اكثر اهمية بكثير، هذه البطولة فتحت العراق والبصرة بالذات كوجهة سفر محتملة امام الخليج ومواطنيه. فمن زارها سينقل لمن يعرفه تجربته، ما سيجنيه العراق والبصرة هو محو محتمل لصورة العراق العنيفة السلبية التي هيمنت في ارجاء العالم منذ عام 2003، وقد يؤدي ذلك ايضا الى (دخول) استثماري خليجي قد يكون خجولا في بدايته وقد يتوسع في حال استمرت اوضاع البصرة (الودية) على المدى المتوسط.
من جهة ثانية, فقد كان ما حدث خلال الاسبوعين الماضيين بطولة سياسية بقدر ما كان حدثا رياضيا بحتا، لا ابالغ بالقول ان هذه البطولة اعادت العراق الى العرب واعادت العرب الى العراق لاول مرة منذ عام 1990، لا يعني هذا بالطبع دولة عراقية جديدة معادية لايران بقدر ما يعني امكانية حصول توازن عربي - ايراني في العراق يخدم العراق والعرب معا.
وهناك ايضا البعد الاجتماعي والشعبي لهذا الحدث. ما جرى اثبت للعرب - واعني هنا المواطن العربي لا الحكومات - ان كل ما لقنه له ائمة التكفير عن العراقيين - والشيعة منهم بالذات - كان هراء وكذبا، العراقي - الشيعي كما السني - هو عربي اساسا ويتطلع لاحياء علاقاته الودية مع اشقائه العرب وعلى رأسهم الخليجيون.، وعلى صعيد متصل فان استجابة الخليج العربي واعلامه الايجابية لما حدث سيشجع هذا الاتجاه (العربي) لدى العراقيين وسيغذيه.
اجمالا شهدنا احتفالا ناجحا بحفلي افتتاح وختام مبهرين وحماس شعبي فاق المتوقع بكثير - وربما زاد عن حده المعقول - واحتفاءا شعبيا بصريا بالزوار الخليجيين، كانت هناك هفوات يجب معالجتها مثل تنظيم دخول الملاعب مما ادى لمغادرة مؤسفة للوفد الرسمي الكويتي وللمشجعين العمانيين ولخسارة بالارواح كادت ان تطيح بكل الجهود المبذولة لولا اقتناع الجماهير في اخر لحظة بمشاهدة المباراة النهائية في ملعب اخر.
وهناك ظواهر يجب ان تنتهي مثل اطلاق العيارات النارية واخرى يمكن ان تنظم مثل (الكرم) العراقي الذي يمكن ان يحاكي ما يحدث في كثير من المطاعم الامريكية التي تقدم خصومات وتنزيلات وعروض مختلفة (مثل اشتري وجبة واحصل على وحبة اخرى مجانا او وجبة يوم الثلاثاء بنصف السعر او تخفيضات لكبار السن...الخ).
وفي النهاية اوصل العراقيون رسالة للعالم مفادها انهم يريدون ان يعيشوا مثل باقي البشر وكان هذا الحدث فرحة غابت عن حياتهم لعقود ولعلها تتوج بخبر سعيد مثل رفع الحظر عن الملاعب العراقية.
المطلوب الان هو استغلال هذا الزخم وتنظيم فعالية سنوية خليجية في البصرة لضمان استمرار تدفق الخليجيين الى العراق. قد يكون هذا اسبوع ثقافي خليجي او اقتصادي او سياحي او مهرجان فني... الخ.
هذه ايضا فرصة للعراق لطلب تنظيم بطولة اخرى قد تكون عربية او اسيوية لتدفع عجلة الاعمار الى الامام، واخيرا فقد كان ما حدث هدية من السماء لحكومة السوداني خصوصا اذا احسن استغلال نتائجه...
الرياضة لم تعد رياضة فقط. انها اليوم سياسة واقتصاد بامتياز.
خطة حكومية:إعادة 16 ألف عراقي من مخيم الهول
7-تموز-2025
«عراقيون» تُحذّر من فقدان شرعية الانتخابات
7-تموز-2025
الزراعة تواجه آفة التصحر بجملة مشاريع
7-تموز-2025
اتفاق بغداد وأربيل: النفط للإقليم و50% من الإيرادات للاتحادية
7-تموز-2025
الإنفاق العسكري للعراق يتجاوز 6 مليار دولار في 2025
7-تموز-2025
مشروع ماء البصرة الكبير.. البصريون يشربون وعودا منذ ١١ عاماً
7-تموز-2025
أزمة مياه خانقة: إطلاقات تركيا لا تكفي ومخاطر تهدد الأمن الغذائي
7-تموز-2025
ميمي يقتنص لقب الهداف ويعتلي عرش دوري النجوم
7-تموز-2025
محافظ نينوى: ملعب جامعة الموصل سيكون جاهزاً لاستضافة مباريات دوري النجوم
7-تموز-2025
تغيير المعسكرات من «التظاهرات» إلى «الميليشيات» حوار مع أصدقائي «المشجّعين»
7-تموز-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech