الأرجنتيني روبرتو آرلت الرائد المجهول للواقعية السحرية
22-تشرين الأول-2022
سليمان عز الدين
"المجانين السبعة" هي الرواية الثانية للكاتب الأرجنتيني روبرتو آرلت، بعد أولى هي "اللعبة المجنونة"، وقبل ثالثة هي "قاذفات اللهب". وقد صدرت أخيراً باللغة العربية عن دار الرافدين في بغداد، بتعريب محمد صبري، بعد نيف و90 عاماً من صدورها باللغة الإسبانية. وإذا كانت العلاقة بين الروايتين الأولى والثانية لا تتعدى الشهادة على العالم المرجعي نفسه من منظورين روائيين مختلفين، فإن العلاقة بين "المجانين السبعة" و"قاذفات اللهب" هي علاقة عضوية تكاملية، بحيث ذهب بعض النقاد إلى أنهما جزآن لرواية واحدة. على أن الكاتب، في رواياته الثلاث وما تلاها من قصص قصيرة ومسرحيات، يصور المجتمع الأرجنتيني في عشرينيات القرن الـ20، وما يتردى فيه من أعطاب بنيوية ومشكلات وجودية، أرخت بثقلها على أفراده، فراحوا يتلمسون بارقة أمل في عالم مثقل بالحروب والنزاعات.
وآرلت روائي وقاص وكاتب مسرحي وصحافي ومخترع أرجنتيني. ولد في بوينس آيرس في 26 أبريل (نيسان) 1900 لأب ألماني وأم إيطالية، وتوفي فيها في 26 يوليو (تموز) 1942. طرد من المدرسة في الثامنة من العمر، وتقلب في مهن مختلفة، قبل أن يحط رحاله في إحدى الصحف. والمفارق أنه، على تعدد اهتماماته، لم يحظ باهتمام الدارسين والنقاد في حياته، وأن ما حظي به من اهتمام حصل بعد موته، فبعد مرور أكثر من 80 عاماً على وفاته، "لم يعد هناك شك في أهمية أعماله الروائية، وكونه رائداً مجدداً ليس في بلده الأرجنتين فحسب، بل في عموم أميركا اللاتينية"، على حد تعبير عبدالهادي سعدون في مقدمة الرواية (ص 7).
يعزو سعدون عدم التفات النقاد إلى أعماله في حينه إلى "خصوصية أعمال آرلت وتمايزها العميق عن أنماط الرواية آنذاك"، من جهة، وإلى شخصيته الخلافية الصدامية، من جهة ثانية. على أنه ما إن هل عقد الخمسينيات، حتى صدر الكتاب النقدي الأول عن أعماله للناقد راؤول لارا، حتى إذا ما أزف عقد الستينيات، يعكف أهم النقاد والدارسين على تلك الأعمال، يشبعونها نقداً ودرساً، ويضعون صاحبها في الموقع الذي يستحق.
شخصيات مهمشة
في "المجانين السبعة"، يرصد آرلت حياة مجموعة من "المجانين"، بالمعنى المجازي للكلمة، بحيث يرادف الجنون "الاختلاف والتساؤل والقلق المضني بالبحث عن منافذ هواء جديدة لفهم العالم"، على حد تعبير مقدم الرواية الدكتور عبدالهادي سعدون. وبهذا المعنى، نحن إزاء مجموعة من الشخصيات المهمشة، ذات الوظائف المختلفة، من قبيل المنجم والموظف والمختلس والقواد ومنقب الذهب والصيدلي والرائد المتقاعد وغيرهم. وهذه الشخصيات مصابة بدرجات متفاوتة من الجنون، بالمعنى المشار إليه أعلاه. تغرق في البؤس، تشعر باللامعنى وعبثية الحياة، تجمع بينها المصادفات الروائية، وتلتقي على سيناريو غرائبي لاستعادة المعنى المفقود، يقوم على استثمار بيوت الدعارة واستغلال الصناعة واحتلال الأرض وترويع الضعفاء وحشد الأقوياء وتوظيف الدين واجتراح المعجزات وخداع العمال وبيع الأوهام وتدمير الحياة. وغني عن التعبير أننا إزاء سيناريو غرائبي مجنون، لكن الرواية تنتهي قبل وضع هذا السيناريو المتخيل موضع التطبيق، وتبقي الأحداث مفتوحة على السعي بهذا الاتجاه، ويتم ترحيل الأحداث إلى الرواية اللاحقة "قاذفات اللهب" المذكورة أعلاه.
في الوقائع، تشكل واقعة اختلاس المخترع الفاشل أردوسين المال من شركة السكر التي يعمل فيها، بدافع البؤس والحاجة، نقطة انطلاق في مجرى الأحداث، يترتب عليها تداعيات محددة. ففي مواجهة التهديد بسجنه ما لم يعد المبلغ المختلس، يستخدم آليات دفاع مختلفة، تنتابه أحلام اليقظة يفرغ بها رغبات مقموعة ويتخفف من ثقل الواقع، من جهة، ويتخيل رؤى كابوسية معينة تزيد الأمر تعقيداً، من جهة ثانية، ويلجأ إلى بعض معارفه لطلب المال عله ينجو من المصير المتربص به من جهة ثالثة، وفي سياق هذه الآلية الأخيرة، يطلب المساعدة من الصيدلي إرجويتا، الغريب الأطوار والمتهم بالجنون، خلال لقائه به في المقهى.
الاقتصاد النيابية تبحث المواصفة العراقية لاستيراد المركبات مع جهاز التقييس
3-نيسان-2024
وزير العدل خالد شواني لـ"العالم": نعمل على "أتمتة" عمل التسجيل العقاري وكتّاب العدول
25-آذار-2024
الحسناوي لـ"العالم": حصة المواطن من الموازنة العامة سنويا 4 آلاف دينار
23-آذار-2024
وزير الداخلية لـ"العالم":نخطط لاستبدال المنتسبين الرجال في المطار بكادر نسوي
12-آذار-2024
حادث سير يودي بحياة "مشرفين تربويين" على طريق تكريت - موصل
12-شباط-2024
العراق يتأثر بحالة ممطرة جديدة تستمر لأيام تتبعها ثالثة "وربما رابعة"
12-شباط-2024
هزة أرضية تضرب الحدود العراقية التركية وسكان يستشعرون قوتها في دهوك والموصل
12-شباط-2024
العراق يدعو إلى تدخل دولي لمنع خطط التهجير الجماعي لسكان جنوب غزة
12-شباط-2024
بمشاركة السوداني وبارزاني إنطلاق قمة عالمية بدبي للحكومات
12-شباط-2024
الأمن والدفاع: العراق لا يستطيع حماية أجوائه من المسيرات
12-شباط-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech