مساء الخير حبيبي!
أعرف انك تتمدد الآن في حضن واقع آخر على سرير أحلام خافية وربما كافية. هنا الوقت لا يكفي للأحلام. يكفي فقط لأتمدد على الأرض اليابسة في لحظات عناق مفقودة أوبخ فيها السرير كثيرا حين يبعثرني فوقه وأنا أبحث عن ماهيتي. أوبخك أيضا حينما يختلط صوتك بصوتي، ملامحك بملامحي، هدوءك بحركتي، مصابيحك بليلي. وبدل أن أخافت نبرة حزني وأنا أجادل صورك في ذاكرتي هربا من علو شغفي بك. وقبل أن ألوذ بالنوم، أوبّخ الأمكنة التي لا أذان لها لكي تنصفني، أوبّخ الضوء الذي يفسد سلمي مع عقلي، أوبّخ الاسئلة التي تسحبني اليها لتتحكم بي، أوبّخ أنوثتي الطافحة التي لم أستطع أن أنقذها ولم تستطع أن تنقذني من الحروب الضارية التي يعلنها مرتزقة الحب لأسري. لا ذنب لي ولا ذنب لها في كل هذا، سوى أنّ من وضع شروط اللعبة أراد أن يختبر الجاذبية ان كانت حقا قادرة على أن تُسْقط شجرة التفاح كاملة حين تتشابك أغصانها بيديك. من يدري بعد ذلك من منّا سيتّهم بالغواية ومن منا سيخرج من الجنة أولا، أنا ام هي!
لتعرفْ أنّني أتمدد أحيانا في حضن رجل آخر يسمونه الصبر وأسميه العجز، يفسد العالم. لذلك أحاول أن أصلح الخلل بالكتابة. لا ذنب لكليكما سوى أنّ من قذف الحب في قلبي أراد ان يختبر طاقة تحملي وأنا أضاجع فكرة ناقصة وأنت تضاجع فكرة كاملة تلبية لثورة الغرائز. من يدري بعد ذلك من سيوزع أوسمة لجنوده ومن سيرفع راية الاستسلام لاحتياجاته اولا، أنتَ أَمْ هو! نحن لا نعرف كل شيء عن بعضنا. الأحضان خلقت كلوحة اشارة تدل على الاتجاهات. لا ذنب لجسدينا سوى أنّ من فرّقهما في قارتين بعيدتين أراد أن يستمتع بذكاء ارواحنا في الوصول الى نهاية الطريق الذي نكون فيه أحرارا بكامل ارادتنا في أقل وقت ممكن. من يدري بعد ذلك من منا سيجد البداية الصحيحة في متاهة القناعات أوّلا؟ ربما سنعرف حينها، ان وصلنا باكرا، كل شيء عن الحب!
تونس في 17/6/2022. انتهت الرسالة في التوقيت المحدد بـ 23:30 ليلًا.