3 أطباء نفسيين لكل مليون نسمة في بلد يعاني ربعه من اضطرابات نفسية
29-تشرين الأول-2022
بغداد ـ العالم
تختلف نظرة الآخرين إلى كل من يقول أنه يراجع طبيباً نفسياً، بالنظر لأن المجتمع العراقي لديه نظرة خاصة للعلاج النفسي، إذ يعتبره معيباً ويتم الحكم على المرضى النفسيين بالجنون، ولكن على المجتمع تغيير فكرته هذه لأنها تعتبر بالية وبعيدة عن المنطق وتنم عن الجهل.
ويقول مختصون، إذا أردنا تطوير مجتمعاتنا علينا أن نتخلى عن الأفكار غير الموضوعية لأنها تجعلنا نفتقد إلى بناء إنسان فعال ومنتج في المجتمع لا يعاني من أي مشاكل أو سلوكيات غير سوية.
ويعتبر العلاج النفسي في البلدان المتحضرة جزءً لا يتجزأ من المجتمع، إذ أن الإنسان برأيهم يحتاج دوما إلى تقويم وتطوير قدراته وحماية عقله من الانحراف عن كل ما هو صحيح ومنطقي وواقعي، فالتجارب التي يمر بها الفرد قد تسبب له مشاكل واضطرابات نفسية، والطبيب النفسي دوره إعادة التوازن للمريض النفسي. وفي هذا الصدد يقول الباحث النفسي بشير رمزي، إن «الفرد في مجتمعنا يعاني من ضغوط نفسية حقيقية نظرا لكل الظروف التي مر بها البلد من حروب وحصار ومشاكل طائفية ونزوح وإرهاب، ولذلك نحتاج إلى معالج نفسي ولكن عندما ننصح الشخص بمراجعة طبيب نفسي يشعر بالخجل والتردد، لا بل إن البعض منهم ينتابه نوبات غضب ويشعر بالاستفزاز من هكذا نصيحة». ويرى رمزي أن «المجتمع الذي يرغب بالتطور لابد من أن يتخلص من العقد والتقاليد والأفكار البالية، فبدلا من الذهاب إلى الشيوخ والسحرة والمشعوذين والتعرض إلى النثب والاحتيال لا بد من التوجه إلى الطرق المنطقية لعلاج المشاكل».
وصادف العاشر من الشهر الجاري، اليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يحتفل به العالم من أجل إحياء الوعي بهذا المجال الذي لا يقل أهمية عن مجال الصحة الجسدية، حيث لا تقل الأمراض النفسية خطورة عن الأمراض العضوية.