طه المراياتي
الجزء الخامس

في الجزء السابق ذكرنا ان المرحلة الثالثة بدأت قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، و " التي كانت مرحلة مهمة لتهيئة انتصار وهمي فيه تسيطر طالبانعلىكابول عام 1996 و لتفسح المجال ايضا لعمل التنظيمات الاسلامية المتشددة او تهيء لتلك المجموعان ملاذاً آمن، كجزء من مخطط طويل الامد لتبرير الهجوم على افغانستان في قابل الايام، تكتيك مدبر لتمرير مشروع امريكي اخر في المنطقة وكما نوهنا .
الانتصار الامريكي في افغانستان اعطى زخما معنويا للمضي قدماً لاحتلال العراق فدون شك امريكا تبحث عن صراع ينهي الوشائج و يكّبر الهوة بين المسلمين و يعزز الطائفية و يرسخ الكراهية و العنف ، لا يمكن لامريكا ان تنتصر دون ان يكن هناك خلاف و صراع و كراهية بين المسلمين ، امريكا تبحث عن دول مكونات ، فهي اسهل الصيد واطعمه فلم تكن افغانستان و السودان و العراق ولبنان و من بعد سوريا و اليمن و المغرب العربي ،امكنة عصية طالما ان ولاء مواطينها و حكامها لطوائفهم.
وكان الاحتلال الامريكي للعراق، هو الفتح الصهيوانجليكاني الثاني الذي بارك فيه حاخامات تل ابيب وقساوسة واشنطن، فبعد أن هدمت امريكا الدولة العراقية بالكامل،و خلّفت لنفسها في العراق منظومة سياسية ضعيفة و طيّعة ذليلة تقود العراق لاتون الاحقاد و الكراهة و العنف وهذه المنظومة الضعيفةهيئت للقاعدة و اخواتها شرارة الصراع الطائفي و الاثني، ومنحتها فرصة ذهبية لإقامة كانتوناتها المنشودة على جسد دولة مزقوها شر تمزيق. اصبح العراق بالنسبة للقاعدة حاضنة خصبة لامتدادها و انتشارها في اماكن متفرقة من العراق ، لتبدأ القاعدة بدورها في اطلاق احكامها المشبوهة بقوة و بالتفصيل ، ولتكّفر عوام الناس ، و تذبح من لم يبايع ائمتها و امرائها.
• طبعا قيادات القاعدة ، تعرف جيداً ان التنظيمات التي ولدت من رحمها ... تلعب عالحبلين، اي انها تؤدي دورين مختلفين.
الدور الاول : دور يتم فيه تصفية كل من يخالفهم و توسيع قواعدهم الشعبية و اقامة ملاذات تمتد و تتوسع وفق اجندات و مشاريع قيادات القاعدة و استنزاف الانظمة المعادية و انهاكها، باستهدافهم للبنى التحتية و المشاريع الاستراتيجية ...وهذا الدور تتداخل فيه الارادة الامريكية و ارادة القاعدة معا.
الدور الثاني : وهو دور التورية ، اذ تلجأ هذه التنظيمات دائما لخلط الاوراق ليتوارى فيها الدور الامريكي و الغربي الذي يقود تلك العصابات سرا ، لكي تضمن لنفسها تمويل القاعدة من خلال دول الخليج و تضمن ايضا الدعم الامريكي المتواصل ، وايضا لكي تستطيع ان تجند اهالي الحواضن و مؤيديها داخل المناطق المتأزمة .و للامانة ان كثير من متطوعي هذه الفصائل جاء لاسباب مادية ، و كان يرى و هي حقيقة انه جاء ليجني بشكل مشروع او غير مشروع اموال طائلة او يموت.. هي صفقة العمر ، يعني كثير من مقاتلي القاعدة هم مرتزقة.
ومع بداية ظهور معالم الحكومة العراقية والبدأ بتشكيل قوات الجيش والشرطة اعتبر التنظيم ان جميع السياسيين المشاركين بالحكم "عملاء وأصبح يستهدف جميع أجهزة الامن العراقية. كما انه أصبح يستهدف المنظمات الدولية والمقاولين الاجانب واعلان تكفير فئات من الشعب العراقي مثل المدنيين الشيعة الذي وصفهم الزرقاوي بالروافض وتم بعد ذلك الكثير من الهجمات الدامية والتي استهدفت اسواق شعبية ومساجد شيعية. حيث بات الصراع ضد الشيعة ثيمة كل الحركات المنضوية تحت لواء القاعدة.
و الدليل احصائيات المنظمات الدولية التي تتابع عدد ضحايا الارهاب في العراق بعد نيسان2003اذ تؤكد بان اكثر 180الف مدني استشهد في العراق (و بالذات في بغداد) نتيجة التفجيرات الارهابية منذ ذلك العام لغاية نهاية شهر حزيران 2016.الاحصائيات التي شاركت في إعدادها معاهد ومنظمات مختصة، وصفت التفجيرات الانتحارية في العراق بأنها مشكلة صحية عامة رئيسية فتكت بالمدنيين أكثر بكثير من الجنود.
حيث علق اعلاميون ومختصون دوليون بسخرية مُرَّةأنّ حصيلة الضحايا العراقيين من المدنيين ومنذ بداية الاحتلال الأمريكي عام 2003، تكفي لأن تُدخل بغداد موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.و نقلا عن الكاتب الامريكي المعروف مايكل شوسودوفسكي الذي قال:ا ن ما هو معروف وموثق أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «ناتو» استخدما الكيانات التابعة لتنظيم «القاعدة» في صراعات عديدة، وحسب الطلب، وأن هذه التنظيمات كانت أدوات للاستخبارات العسكرية الأمريكية منذ الحرب الغربية ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان في سبعينات القرن الماضي.
فمن الكيانات التابعة للقاعدة و التي سخرتها الولايات المتحدة بشكل مباشر و غير مباشر في صراعات عديدة نيابةً عنها في العراق :هوما يسمى تنظيم التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين أو "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" التي كان يقودها المجرم أبو مصعب الزرقاوي" في العراق الذي قُتِلَ بعد استهدافه بضربة جوية استهدفت منزله ، والجماعة تضم أفراد من مختلف الجنسيات حيث انضمت في ما بعد إلى تشكيل يضم ثماني عصابات عراقية مسلحة وتسمى " تنظيم الدولة الاسلامية في العراق " وتم اختيار " المجرم أبو عمر البغدادي" أميرا للمجلس الجديد وقُتِلَ هو ايضا فيما بعد . واخيرا تم اختيار المجرم ( ابو بكر البغدادي). ليكون اميرَ ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق و من هنا بدأت المرحلة الرابعة