بغداد ـ العالم
كشف مصدر مطلع، امس الاثنين، عن استحواذ شقيق رئيس الحكومة السابقة مصطفى الكاظمي، على أموال إعادة اعمار المدن المحرر وبخاصة أموال محافظة الموصل، والتي تقدر بـ 800 مليون دولار تم تقاسمها مع مسؤولين محليين في المحافظة.
وقال المصادر ان شقيق الكاظمي ومستشاره لشؤون الاعمار صباح مشتت كان قد غادر العراق قبيل تسنم السوداني منصبه لرئاسة الوزراء بعدة أيام.
وفي هذا الصدد، قال النائب عن محافظة نينوى وعد قدو، ملف الأعمار في نينوى رغم الميزانيات الانفجارية المخصصة لها "ليس بالمستوى المطلوب".
وأضاف قدو، ان محافظته تعاني من فساد كبير فيما يتعلق بالعقود التي تمنح للمقاولين والدعوات مباشرة لإعمار المحافظة، لافتا إلى أن "الأحزاب المسيطرة على نينوى تحصل على نسب تبلغ 14% من المقاولين، مقابل تسليمهم بعض المشاريع".
أما عضو مجلس محافظة نينوى المنحل حسام العبار، فيرى أن مسألة إعمار الموصل ما زالت تشكل أزمة كبيرة بالمحافظة، ولاسيما أن الدمار الذي طال المدينة 100%.
وذكر العبار أن "السبب الرئيس لتأخير إعمار المحافظة هو صراع القوى السياسية المتنفذة على المحافظة للاستحواذ على المشاريع لأجل سرقة أموالها المخصصة". ورجّح عضو اللجنة الاقتصادية النيابية، حسين السعبري، تشكيل فرق مشتركة من اللجان النيابية كالنزاهة والاقتصاد والقانونية لفتح ملفات الفساد الكبيرة لاسيما اعمار المحافظات المحررة.
ويؤكد السعبري، انه "سيتم تشكيل لجان مشتركة من لجنة الاقتصاد واللجنة القانونية، بالإضافة الى النزاهة والعمل على فتح ملفات الفساد الكبيرة وتحريكها امام القضاء". ويلفت الى، أن "الكثير من ملفات الفساد التي ظهرت في الآونة الأخيرة كصفقة القرن وهيئة الكمارك العامة وكذلك اعمار المحافظات المحررة، بالإضافة الى ملف النازحين وفساد وزارة الصحة".
بدوره أكد عضو لجنة الخدمات النيابية حيدر شيخان، ان هناك مساعي للكشف عن ملفات فساد اعمار المحافظات الغربية المحررة وتقديمها الى الادعاء العام والنزاهة.
ويذكر شيخان إن "حكومة محمد شياع السوداني ماضية في محاربة الفساد لاسيما بعد زيارته لهيئة النزاهة والذي ابدى دعمه وتوصيله رسالة للمجتمع العراقي بانه سيحارب للفساد بكل اشكاله وصوره".
ويوضح، أن "النواب المتواجدين في اللجنة ساعين الى الكشف عن هذه الملفات لاسيما تلك المشاريع التي يسودها الفساد والتي ستتقدم الى الادعاء العام والنزاهة"، مبينا أنه "سيتم تشكيل لجان مختصة بهذه الملفات". وفي تلك الاثناء، قال القيادي في تحالف الفتح عائد الهلالي، امس الاثنين، ان الإعلام المأجور يتعمد ابعاد المناطق المحررة عن صفات الفساد التي تحدث فيها من خلال التكميم، فيما أكد وجود صفقات فساد ضخمة في اعمار المحافظات الغربية.
وقال الهلالي إن "الإعلام المأجور يتعمد التكتم على صفقات الفساد التي تحدث في المناطق المحررة بعد وقبل داعش"، مضيفا أن "نفس الإعلام يركز على أثارة جميع القضايا التي تحدث في وسط وجنوب العراق".
وتابع، أن "حكومة السوداني ستعمل على فتح جميع الملفات التي تحدث في عموم العراق دون غض البصر عن أي صفقة فساد حدثت".
وأضاف، أن "هنالك صفقات فساد ضخمة تمت في اعمار المناطق المحررة لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل الجهات التي تعمل على تكتيم هذه الملفات وعدم تصديرها إلى الجهات المسؤولة والمجتمع".