بغداد ـ العالم
عبّرت حركة "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي عن انزعاجها من كشف كتائب حزب الله العراقية، لأسماء الفصائل المسلحة التي تهاجم القوات الأميركية في إطار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
المتحدث العسكري باسم "العصائب"، جواد الطليباوي، قال إن "المقاومة واجب شرعي ووطني، وأداء هذا الواجب الكبير تكفل به رجال صدقوا مع الله والوطن". كما قدموا "أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن الأرض والمقدسات، والمقاومة لها مقوماتها وركائزها ومبادئها الثابتة الأصيلة، التي لا يحق لكائن من كان أن يتجاوز عليها".
وتابع، ان "من المؤسف حقا ما تم نشره في وسائل الإعلام، من بيان صادر باسم إخوة الجهاد في كتائب حزب الله، لما فيه من تجاوز على ركيزة مهمة في عمل المقاومة، والتي تكفل سرية العمل ومراعاة الظروف الأمنية".
وأكد الطليباوي، "ندرك تماما ضرورة عدم الكشف عن الحركات والفصائل التي تنفذ عملياتها الجهادية البطولية ضد قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق، لإجباره على الخروج والانسحاب من بلدنا"، مردفا "من الغريب، ورغم علم من كتب البيان بالحقائق على الأرض، أن يعمد إلى ذكر أسماء فصائل وتغييب أخرى، دون مبرر أو شعور حقيقي بالمسؤولية".
وشدد على أن "مقاومتنا واحدة، وهدفنا واحد، ونأمل أن لا تتكرر مثل هذه التصريحات من إخوة الجهاد، لكي لا نعطي فرصة للعدو، وأن يكون ما يصدر من المقاومين موحدا وهادفا".
ويوم السبت، أعلن الأمين العام لكتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي، في بيان تابعته "العالم"، استمرار المواجهات مع القوات المحتلة للعراق. وبينما أكد أن المواجهات لن تتوقف إلا بتحرير العراق، أشار إلى أنه سيتم خفض التصعيد ضد القوات الأميركية في المنطقة.
ووجه الحميداي التحية إلى "الإخوة المجاهدين الذين شاركوا في العمليات الجهادية العسكرية (أنصار الله الأوفياء، حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، كتائب حزب الله) تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق للنيل من العدو". فيما لم يتطرق لاسم "عصائب أهل الحق"، وهو ما اعتبره البعض دافعا لإثارة حفيظتهم.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أعقاب هجوم فصائل المقاومة الفلسطينية على القوات الإسرائيلية بغلاف غزة بعملية "طوفان الأقصى" في الـ7 من تشرين الأول الماضي، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" عن استعدادها للدخول في المعركة إذا ما استمرت واشنطن بـ "دعمها المطلق لإسرائيل".
في إطار ذلك، تعرضت القوات الأميركية في سوريا والعراق، لـ66 هجوما شنتها "المقاومة"، ورد الجيش الأميركي مؤخرا على بعض منها بغارات جوية استهدفت مقرات للكتائب وغيرها، ما أدى لوقوع عدد من الضحايا.
وزعم السياسي العراقي المقيم في واشنطن نزار حيدر، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان على علم بالقصف الأمريكي ضد قطعات الحشد الشعبي.
وقال حيدر، ان "بيان الحكومة العراقية بشأن عدم عملها بالقصف الأمريكي ضد الحشد، غير صحيح"، مبينا أن "المعلومات والمصادر لدينا تؤكد ان السفيرة الامريكية أبلغت السوداني بتلك العمليات في اجتماع لها قبل يوم من تنفيذ الضربة العسكرية، بعد فشل الحكومة العراقية بتنفيذِ التزاماتها" وفق قوله.
ورأى حيدر، أن "تغريدة السفيرة الامريكية التي تحدثت فيها عن اجتماعها بالسوداني كانت واضحة وضوح الشمس، إذ ذكرت فيها أنها ناقشت معه خطوات الحكومة العراقية لمنع الهجمات على الأفراد الأمريكيين"، لافتاً إلى أن "الجانب الامريكي بقي على مدى أكثر من شهر يذّكر الجانب العراقي بالتزاماته في حماية عناصر التحالف المتواجدين في العراق بطلب من الحكومة العراقية، أو أن يتوقع تكرار عملية المطار".
وبين ان "السوداني بذل جهوداً كبيرة من أجل منع هجمات الفصائل ضد الامريكان، الا انه كما يبدو فشل فشلا ذريعا في تحقيق تقدم بهذا الصدد، ولذلك قررت واشنطن الرد في اطار ما يعرف دولياً بـ (حق الدفاع عن النفس)، بعد صبر دام طويلاً لم تشاء الاستعجال باتخاذ قراره لأنها لم تكن تريد احراج السوداني وحكومته والدولة العراقية".
وختم حيدر قوله إنه "من باب مساعدة واشنطن السوداني في تنفيذ التزاماته بادرت واشنطن لتقديم المعلومات المفصلة له بصفته القائد العام للقوات المسلحة عن كل عملية هجوم قبل تنفيذها، تحتوي تفاصيل عن زمان ومكان وهوية المنفذين، إلا أنه في كل مرة كان يفشل في منع اي عملية هجوم".