بغداد ـ ياسر الربيعي
التأمت القوى السياسية المنضوية في ائتلاف "إدارة الدولة"، مساء أمس الاثنين، لمناقشة نتائج زيارة الوفد العراقي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. فيما قال وزير الخارجية، فؤاد حسين، ان نتائج مباحثاته في واشنطن "كانت اقتصادية بحتة"، مشددا على ان العراق معروف في رفضه للتطبيع.
وترأس نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، فؤاد حسين، وفداً رفيع المستوى زار العاصمة الأمريكية واشنطن، والتقى بعدد من المسؤولين في البيت الأبيض للتباحث بشأن العديد من الملفات العراقية والإقليمية.
وقال مصدر مطلع لمراسل "العالم"، إن "الكتل والأحزاب ضمن ائتلاف (إدارة الدولة) اجتمعت في منزل رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني". وأضاف المصدر، أن "الاجتماع ناقش ملف الانتخابات المقبلة وقانونها، إضافة إلى نتائج زيارة الوفد العراقي لواشنطن لبحث أزمة الدولار، وكذلك بحث الأداء الحكومي وتنفيذ البرنامج الحكومي وبنود ورقة الاتفاق السياسي، التي على أساسها شكل ائتلاف (إدارة الدولة)". أما نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين فقد تعرض وفد بلاده الذي اجرى مباحثات في واشنطن على مدى الاسبوع الماضي لاي ضغوط للتطبيع مع اسرائيل.
واشار الوزير خلال مؤتمر صحافي في بغداد تابعته "العالم" وشرح فيه نتائج مباحثاته في واشنطن التي شدد على انها كانت اقتصادية بحتة الى ان موقف العراق من هذا الموضوع معروف في رفض التطبيع منوها الى ان هذه المسألة لم تطرح في واشنطن مطلقا حيث أن السياسة النقدية كانت محور المناقشات هناك اضافة الى القضايا السياسية ومحاربة الفساد والعلاقات الإقليمية مع الجانب الأميركي. وقد انسحب الوزير من المؤتمر الصحافي بعد ان اجاب على بعض الاسئلة بسبب وعكة صحية مفاجئة. وقال "متأسف" وغادر مسرعاً.. حيث بدا مرهقاً ولا يستطيع إكمال حديثه.
يشار الى انه ليس للعراق اي علاقات مع اسرائيل وشارك في جميع الحروب العربية معها ومازال في حالة حرب معها فيما اقر البرلمان العراقي في حزيران يونيو عام 2022 قانونا يجرم التطبيع معها.
وطمأن الوزير العراقيين بالقول ان الدينار العراق قوي وهو محمي بغطاء اقتصادي ونفطي وباحتياطات نقد أجنبية تجاوزت 100 مليار دولار مؤكدا ان السيولة المالية متوفرة.
ورأى ان علاقة الدولار مع الدينار تسير في الاتجاه الصحيح وسيكون هناك استقرار للعملة وتوقف سعر صرف الدولار مقابل الدينار عن الارتفاع.
يشار الى ان البنك المركزي العراقي قد اصدر تعليمات مشددة أمس الاحد الى المصارف بالتأكد من عدم شمول طالبي عملة الدولار نقداً بالعقوبات الدولية أو مشاركتهم في الجرائم الارهابية أو غسيل الاموال.
واقر الوزير بانه كانت هناك تعاملات بالدولار غير مشروعة تتقدم للحصول عليه وتهريبه لكنه اوضح انه مع النظام الإلكتروني الجديد للصرف (فرضته الخزانة الاميركية) مؤخرا فأن هذا الامر سيشهد تراجعا.
واضاف الوزير العراقي ان المنصة الإلكترونية ستساعد على إيقاف منع تهريب الدولار منوها الى ضرورة استخدام المنصة في المطارات والمنافذ الحدودية .
وتوقع حل أزمة الدولار واستقرار صرف العملة قريبا مبينا ان سعر صرف الدولار قد بدأ بالفعل بالانخفاض كما سيكون هناك استقرار للعملة في وقت قريب.
وأوضح ان الاقتصاد العراقي نقدي وليس إلكترونياً.. منوها الى ان المنصة الإلكترونية تحتاج الى وقت للتأقلم معها. وكانت بغداد وواشنطن قد اصدرتا في 15 من الشهر الحالي بيانا مشتركا عن مباحثات الوفد العراقي برئاسة فؤاد حسين في واشنطن اشار الى عزم الولايات المتحدة مساعدة العراق في تحقيق استقلاله في مجال الطاقة وربط نظامه التكتولوجي بها لكنها لم تشر الى تأجيل قيودها على اسواق صرف الدولار في البلد.
ولوحظ ان البيان المشترك لم يشر الى موافقة الولايات المتحدة على مطالب الوفد العراقي بتأجيل قيودها الاخيرة على سوق صرف الدولار في العراق والتي هدفت الى منع تهريبه الى ايران.
واكدت واشنطن انها ستساعد العراق لتحقيق استقلاله في مجال الطاقة واستثمار الغاز المصاحب بهدف تحقيق استغنائه عن الغاز الايراني الذي يحتاجه حاليا لتوفير الطاقة الكهربائية لمواطنيه. كما ان الشركات الاميركية الخاصة في مجال التكنولوجيا سيكون لها دخول قوى لمواجهـة تـحـديات الطاقـة فـي الـعـراق.
واضافة الى ذلك فقد شجعت واشنطن بغداد على الاستمرار بتنفيذ مشاريعها للربط الكهربائي الإقليمي مع الأردن والسـعودية وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي.