«العراق ضد العالم»: كتاب يكشف عن وثائق حزب صدام والمخابرات
21-آب-2023
بغداد ـ العالم
صدر كتاب جديد تحت عنوان "العراق ضد العالم" للمؤلف صاموئيل هيلفونت الذي يعتبر فيه أن كيفية الاستجابة لحرب الخليج الأولى، هي التي ساهمت بشكل حاسم في إعادة تشكيل النظام الدولي بعد الحرب الباردة، وليس فقط الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 برغم أهميته بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعراق والسلام والأمن العالميين.
وذكر موقع "واشنطن ريبورت" الأمريكي، في تقرير له، أن الكتاب الصادر من دار نشر جامعة اوكسفورد عام 2023، يعتمد على محفوظات عراقية من عهد صدام حسين، لم تتم ترجمتها من قبل، وتعود إلى حزب البعث وجهاز المخابرات العراقي السابق، إلى جانب مصادر عربية أخرى، وذلك من أجل تقديم معلومات جديدة حول كيفية استخدام العراق لعمليات التأثير السياسي بهدف تغيير السياسة والسياسات في الدول الأجنبية.
وبحسب التقرير فإن المؤلف هيلفونت يشير إلى أن الاعتماد على سجلات حزب البعث والمخابرات، يغفل وجهة نظر وزارة الخارجية التي لم تنجو سجلاتها من حرب ما بعد عام 2003.
وبرغم ذلك، يقول التقرير؛ إن هذه السجلات توفر نظرة عميقة ومهمة حول كيفية سعي العراق للخروج من زاوية العزلة والإدانة الدولية، بالإضافة إلى ما توفره من نظرة نادرة على طبيعة عمليات التأثير السياسي، والتي تعد جزءاً غير مدروس في السياسات الخارجية للعديد من الدول ويصعب التحقيق فيها بالتفصيل من دون إمكانية الوصول إلى عدد كبير من الوثائق الداخلية.
وتابع التقرير الأمريكي أنه بالإضافة إلى أن الكتاب يوفر لمراقبي شؤون الشرق الأوسط رؤى جديدة مذهلة، فإنه يساعد القراء عموماً أيضاً على فهم أفضل للدسائس المحيطة بحملات التدخل المستمرة التي تنفذها روسيا والصين والولايات المتحدة وغيرها.
وذكر التقرير أنه يجب رؤية العالم من خلال منظار الحكومة العراقية من أجل فهم التصرفات العراقية ما بين عامي 1990 إلى 2003، موضحاً أنه بالنسبة لبقية العالم، فإن غزو العراق للكويت في العام 1990 فرض تهديداً على النظام الدولي بعد الحرب الباردة وانتصار الديمقراطية الليبرالية عالمياً، وسيادة القانون الدولي.
وتابع التقرير "باختصار، فإن العالم كان متحداً ضد العراق حيث أنهكت القوى الكبرى العراق بالعقوبات وعمليات التفتيش على الأسلحة ومناطق حظر الطيران من خلال القوة الشرعية التي تتمتع بها الأمم المتحدة".
وأضاف أن عراق صدام حسين، حاول كسر هذه الجبهة الموحدة والتصدي لما يعتبر أنه نظام فرضته الولايات المتحدة من خلال عمليات التأثير التي تمارسها، والتي تضمنت نشر تقارير إخبارية معينة ودفع رواتب لنشطاء ينتحلون صفة مواطنين عاديين وذلك بهدف إثارة الانقسام بين أعضاء مجلس الأمن الدولي.
وأشار التقرير إلى أنه لا بد من الإشارة إلى أن حزب البعث لم يخلق بمفرده توترات بين دول التحالف، فيما يجادل الكتاب بشكل مقنع بأن أعمال الحزب عززت من الاحتكاكات السياسية القائمة وساهمت في إثارة خيبة أمل العديد من الناس والحكومات من العقوبات المفروضة على العراق.
وبحسب هيلفونت في كتابه، فإن خطة بغداد كانت ناجحة بدرجة كبيرة، مضيفاً أنه في حين واجه العراق خلال أوائل تسعينيات القرن الماضي موقفاً موحداً من جانب مجلس الأمن الدولي، فإنه بحلول أواخر التسعينيات كان مجلس الأمن وحتى حلفاء أمريكا أنفسهم، قد صاروا أكثر انقساماً حول أهمية وحكمة الاستمرار في معاقبة العراق بعقوبات مدمرة.
ويعتبر كتاب "العراق ضد العالم" ان العراق كان قادرا على كسر الإجماع على العقوبات وقلب الطاولة على الأمريكيين، إذ انه مع حلول وقت غزو العام 2003، كانت الولايات المتحدة تسير وحدها تقريبا في نهجها المتشدد تجاه العراق.
ويرى هيلفونت في كتابه أن عراق صدام حسين، شكل التحدي الكبير الاول للنظام الدولي الليبرالي الجديد فيما بعد الحرب الباردة وساهم في التشققات التي بدأت تظهر فيه في اواخر التسعينيات وأوائل القرن الـ21.