«المجد الضائع» لزراعة التبغ في كردستان
12-أيلول-2023
بغداد ـ العالم
سلّط موقع "المونيتور" الأمريكي الضوء على العراقيل والتحديات التي تواجه زراعة التبغ وصناعته في إقليم كردستان، والتي وصفها بأنها بمثابة صورة عن "انهيار الزراعة بشكل عام"، وذلك لأسباب عديدة، من بينها الآثار التي خلفتها جرائم الإبادة الجماعية والاستيراد بالإضافة إلى نقص الدعم من جانب الحكومة.
واستعرض التقرير ما يجري في حقل ستار المزارع أحمد سليمان الذي يملك حقلاً للتبغ صار جاهزاً للحصاد في أعلى واد جبلي في إقليم كردستان، حيث أنه الآن مع تراجع درجات الحرارة وحلول الخريف، تتجه أوراق شتلة التبغ الخضراء إلى الاصفرار، بينما يستعد أفراد العائلة والجيران إلى الانتشار في قطعة الأرض للبدء بقطف الأوراق وتجفيفها.
وأشار التقرير إلى أن التبغ كان فيما مضى يشكل جزءاً رئيسياً من الاقتصاد حيث كانت تعتمد عليه مصانع السجائر المملوكة للحكومة في أربيل والسليمانية، والتي كانت تصنع ماركات محلية مشهورة مثل "سومر" و"الجمهورية"، لكن الآن لم يعد هناك سوى عدد قليل من المزارعين الذي يعملون في زارعة التبغ في مزارع صغيرة في الجبال المحيطة بسوران ورانية، في حين أن مصنع السجائر في السليمانية أنتج للمرة الأخيرة في العام 2005، وتحول المجمع الصناعي الكبير، إلى ساحة للمعارض الفنية والثقافية.
ونقل التقرير عن سليمان (40 عاماً) والذي يقيم في خانقا، إلى الشمال الشرقي من أربيل، قوله "نحن نزرعها لأنه يمكن التحكم بها ونعرف كيفية القيام بذلك".
وبرغم ذلك، يقول التقرير إن سليمان لم يتمكن في العام الماضي، سوى من بيع جزء صغير من محصول التبغ لأنه لم يتمكن من الحصول على سعر جيد من تاجر الجملة.
وبلغ سعر الكمية التي باعها نحو 10 الاف دينار عراقي (7.60 دولار) للكيلوغرام الواحد، بينما بقيت الكمية الأخرى مخزنة في مستودع مجاور، وهو لا يعرف السعر الذي قد يحصل عليه هذا العام.
ونقل التقرير عن سليمان قوله إن "جميع هذه الحقول، كانت عبارة عن تبغ، لكن الآن هناك مجرد حقل واحد".
ونقل التقرير عن الشاب فرهنك عبد القادر (20 عاماً) أنه سيقوم بمساعدة سليمان في حصاد محصول التبغ الخاص به في غضون أيام قليلة، وقال وهو يتكئ على عصا تحمل بعض أوراق التبغ التي نضجت مبكراً، إن المزارع في المنطقة اعتادت زراعة العديد من أنواع التبغ، بما في ذلك الأنواع التي من شأنها أن تحقق أسعاراً مرتفعة في السوق.