«بين النازحين»: معرض صور فوتوغرافي لتوثيق اضطهاد مسيحيي العراق
9-تموز-2023
بغداد ـ العالم
بدأ في مدينة نيويورك الأمريكية معرض للصور تحت عنوان "بين النازحين" الذي يقدم مشاهد من حياة ومعاناة المسيحيين في العراق، بالاضافة الى نيجيريا، في إطار جهد لحث الأمريكيين على التضامن مع اخوتهم في الدين، على أن يجوب المعرض مدنا أمريكية اخرى طوال عامي 2023 و2024.
وذكر موقع "ناشيونال ريجستر الكاثوليكي" ان معرض الصور الذي يوثق حياة ومعاناة المسيحيين المضطهدين في العراق ونيجيريا، افتتح في نيويورك في "مركز رئيس الأساقفة فولتون ج. شين للفكر والثقافة"، والذي يستمر حتى 28 تموز/ يوليو الحالي.
وبحسب المصور المحامي الكاثوليكي ستفن راش، فان المعرض هو بمثابة "تحذير وامل" للمؤمنين. ولفت التقرير الى ان راش كان تخلى عن عمله التجاري منذ نحو 10 سنوات من أجل مساعدة المسيحيين المضطهدين في العراق ثم نيجيريا. ونقل التقرير عنه قوله ان صوره تستهدف إبراز المضطهدين الذين وصفهم بأنهم "أناس أبرياء عانوا كثيرا من اجل ايمانهم، ما زالوا يعانون اليوم"، مضيفا ان مثل هذا الاضطهاد يمكن أن يطال الجميع. ونقل التقرير عن راش قوله إن الصور تستهدف أيضا نقل "المثابرة العميقة النابعة من الإيمان العميق"، مضيفا انه لذلك فإن هذا المعرض هو "بمثابة تحذير وامل".
وذكر التقرير أن الصور المعروضة تم نشر العديد منها في وسائل الإعلام في كافة أنحاء العالم، مشيرا الى انه بعد نيويورك، سينتقل المعرض إلى أماكن مختلفة في كافة أنحاء الولايات المتحدة في طوال العام الحالي والمقبل، بما في ذلك واشنطن ودالاس وشيكاغو وديترويت ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو. ونقل التقرير عن المدير في معرض نيويورك ديفيد دييرتو، قوله انه "معرض صور درامي، ويتحدث من خلال مفردات الصور القوية بالابيض والاسود حول الايمان والامل الذي هو في صميم المسيحية حتى في ظل الاضطهاد"، مضيفا ان المعرض "يدعو مشاهديه الى مزيد من التعاطف والتضامن مع اخوتنا واخواتنا في المسيح الذين نزحوا بسبب الكراهية والحرب، مع زيادة الوعي بالتهديد المتزايد للعنف الموجه ضد الدين في ثقافتنا العالمية".
وفي هذا الاطار، اشار التقرير الى معاناة كل من العراق ونيجيريا من الاضطهاد خلال العقد الماضي، مذكرا باستهداف المسيحيين من جانب جماعات متطرفة مثل القاعدة بعد الغزو الأمريكي 2003، ثم من الاضطهاد الأكبر منذ العام 2014 الى 2018، عندما احتل تنظيم داعش أجزاء من شمال العراق، وتعرض المسيحيين الى الوحشية، بالإضافة الى معاناتهم من التهميش ومحدودية فرص التعليم والعمل.
وفي حين ذكر التقرير بأن آلاف المسيحيين قتلوا ونزح نحو 1.5 مليون شخص منهم خلال السنوات ال20 الماضية، وغادر 80% منهم العراق، قال ان المسيحيين في نيجيريا خلال الأعوام ال14 الماضية، قتل منهم أكثر من 50 ألف شخص على ايدي الارهابيين، ومن بينهم العديد من القساوسة والمتدينين. كما تم تهجير 5 ملايين مسيحي وإجبارهم على العيش في مخيمات النازحين خلال العقد الماضي، وخلال الشهور ال4 الأولى من العام الحالي، قتل ألف مسيحي وخطف مئات آخرون.
واوضح التقرير ان راش كان يعمل في مشاريع تجارية في شمال العراق منذ العام 2006 عندما طلب أصدقاؤه المسيحيون في العراق مساعدته في صيف 2014 بعدما بدأ داعش احتلاله العنيف للمنطقة. وتابع التقرير أنه في وقت لاحق من ذلك العام، بدأ بتقديم خبرته كمستشار قانوني ومنسق للنازحين لصالح أبرشية الكلدان في أربيل التي كانت في ذلك الوقت مسؤولة عن نحو 150 ألف مسيحي بلا مأوى.
وتابع التقرير انه خلال وجود راش هناك، بدأ يلتقط صورا ومقاطع فيديو وسجل تجاربه والتي تضمنت مرافقة مجموعات صغيرة من الكهنة الى البلدات المسيحية التي دمرها داعش. واضاف التقرير ان تجربة راش هذه قادته الى نشر كتاب في العام 2020 تحت عنوان "الأشخاص المختفون: المصير المأساوي للمسيحيين في الشرق الاوسط". وفي نفس العام، دفعته رغبته هذه الى السعي لمساعدة المضطهدين فسافر إلى شمال نيجيريا حيث كان يساعد في دعم المشاريع الإنسانية التي يديرها الكاثوليك للتعامل مع تداعيات العنف والنزوح الجماعي في المنطقة.
ونقل التقرير عن راش قوله إن "الواقع الإنساني لهذا العالم هو ما اتمنى ان يراه الناس في هذا المعرض، وانا ممتن كل يوم لأنني حظيت بفرصة العيش والعمل بين هؤلاء الناس، واشعر بالمسؤولية الان للمساعدة في مشاركة واقعهم مع الناس في الغرب.، مذكرا بأن حوالى 110 ملايين نازح يعيشون في العالم حاليا، وهو الرقم الأكبر في تاريخ البشرية.