«خط على الرمال».. رواية أمريكية بطلها محارب خدم في العراق
22-أيار-2023
بغداد ـ العالم
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، رواية جديدة تحت عنوان "خط على الرمال" الحافلة بالرسائل الاجتماعية والمؤامرات والإثارة، وترتبط أحداثها بجانب أساسي بحرب العراق.
ورواية "خط على الرمال"، للروائي الأمريكي كيفن باورز، وتدور أحداثها في منطقة تايد باور في فيرجينيا، لكن مرتبطة بالصميم بمنطقة تبعد عن فيرجينيا نحو 6 آلاف ميل، وتحديداً في العراق الذي مزقته الحرب.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن "كل شخصية تقريباً في الرواية هي من قدامى المحاربين في الصراع الذي دمر العراق في السنوات التي تلت غزو الولايات المتحدة في العام 2003".
وأضافت أن "شخصيات الرواية من قدامى المحاربين ربما يكونون قد غادروا مناطق القتال في الموصل والفلوجة، إلا أن هذا لا يعني أن حربهم قد انتهت".
وبحسب التقرير، تبدأ الرواية المثيرة عندما يتم اكتشاف جثة لرجل مقتول على شاطئ في نورفولك، التي تضم أكبر قاعدة للبحرية الأمريكية، في حين أن المدني الذي اكتشف الجثة هو أرمان باجلان، وهو كوردي عمل كمترجم للقوات الأمريكية في إقليم كوردستان، قبل أن يخرجه الأمريكيون من البلد لتجنب تعرضه للانتقام بسبب خدماته.
وأشار التقرير، إلى أن "باجلان عائلته المقتولة خلفه، وأصبح يعمل بوابا في فندق على شاطئ البحر، وتفاصيل حياته أصبحت بلا أي هدف يذكر".
أما المحققة الرئيسية في الجريمة، فتدعى كاثرين كات ويل، التي لم يسبق لها أن خدمت في العراق، لكنها تعيش في مسكن واحد مع زوجها السابق الذي يسيء معاملتها.
بينما المحقق لامار آدامز، هو عريف سابق بالجيش الأمريكي الذي كاد يفقد إحدى ساقيه خلال فترة خدمته كجندي مشاة في العراق، فهو يساعد المحققة كاثرين.
ونوه التقرير الأمريكي، إلى أنّ "ما بدا انه جريمة قتل سهلة، تحول إلى قضية معقدة عندما يكتشف المحققون أن المقتول هو عضو في سلاح الخدمة الجوية الأسترالية الخاصة (SAS) الذي عمل إلى جانب القوات الأمريكية خلال الحرب العراقية دموية".
وبين أن "القضية تتخذ طابعاً أكثر إثارة عندما يتبين أن باجلان، الكردي الذي اضطر الى مغادرة العراق، ربما كان هو المستهدف أساسا بجريمة القتل".
ولفت التقرير، إلى أن "إطلاق نار دموي جرى في الفندق حيث يعمل المترجم، وأن شركة مقاولات عسكرية خاصة تسمى (ديسيجن تري) قد تكون وراء هذه الحادثة".
وعندما توجه المحققان كاثرين، وآدامز، إلى العاصمة واشنطن، اكتشفا دافعاً محتملاً للمذبحة، يتمثل في شريط فيديو يفترض أنه يصور جريمة حرب.
وذكر التقرير أن "(باورز) مؤلف الرواية، هو أحد المحاربين المخضرمين الذين خدموا في العراق، ويتمتع بخبرة الكتابة عن الحرب كما فعل في روايته الأولى لعام 2012 (الطيور الصفراء)، هي واحدة من أفضل روايات الحرب في حقبة ما بعد حرب فيتنام".
وبشكل عام، تناولت الرواية، بتعبير غاضب ومقنع، الخسائر الجسيمة التي يعاني منها قدامى المحاربين، بالإضافة الى الثمن الذي يدفعه المجتمع الذي أطلق العنان للحرب.
وتصور رواية "خط على الرمال"، غزو أمريكا للعراق عام 2003، على أنه غزو لم يترك ندوبا نفسية وجسدية على الأفراد الذين عانوا من مناطق القتال فقط، وإنما أيضا حول الجروح العميقة في المجتمع الأمريكي من خلال خصخصة الحكومة للجهود الحربية بدافع تحقيق الأرباح، لدرجة أن المرتزقة العاملين للشركات الخاصة يزدرون الجنود الحقيقيين في الجيش الأمريكي ويصفونهم بأنهم من الـ"10 بالمئة"، لان رواتبهم تمثل هذه النسبة من رواتب المقاتلين المرتزقة.
وزاد التقرير بالقول، إن "الرواية ناجحة ليس فقط بسبب التعبير عن الغضب أو التشويق، ولكن بسبب تصويرها الدقيق لكيفية تعامل الجنود القدامى مع فكرة العودة إلى وطنهم الذي يكون لهم أيضا بمثابة منطقة حرب".
وخلص تقرير واشنطن بوست، بالإشارة إلى أن من بين شخصيات الرواية، أكثر ما علق بالذاكرة هو الكوردي (باجلان) اللاجئ الذي لم يترك وراءه عائلة في الموصل، وإنما قبور فقط،
وختمت الصحيفة الأمريكية، تقريرها الذي تناول زوايا الرواية كافة، بالقول: "يبدو أن اللاجئين غالباً لا يجدون ملاذهم بتاتاً، وإنما مجرد ساحة معركة أخرى، للقتال من أجل البقاء على قيد الحياة".