«صولة صدرية» تستهدف مقار حزب الدعوة في البلاد والمالكي يرد: أثلجتم قلوب الأعداء
17-تموز-2023
بغداد ـ العالم
تعرض مقر لحزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في مدينة النجف الأشرف فجر أمس الاحد، الى قصف بالصواريخ، فيما تم اغلاق مقرات اخرى للحزب، في محافظات وسط وجنوب البلاد من قبل انصار التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، احتجاجا على "اساءات" يزعم انها صدرت مؤخرا من الحزب بحق السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر.
ويثير هذا التطور مخاوف من من تفجّر صراع شيعي ـ شيعي خطير، يشهد مواجهات مسلحة، تعبيرا عن احتجاج انصار التيار الصدري عما أسموه "الإساءة" التي وجهها حزب الدعوة إلى مرجعهم الراحل آية الله محمد محمد صادق الصدر والد زعيم التيار مقتدى الصدر الذي اغتاله النظام السابق في مدينة النجف عام 1999.
وباشر أنصار التيار الصدري منذ مساء السبت ولغاية فجر الأحد اقتحام العديد من مقار حزب الدعوة أو الاكتفاء بكتابة عبارات مناهضة للحزب على الجدران الخارجية لتلك المقار مع إتلاف وتخريب صور رموز الحزب.
وجاءت ردة الفعل الغاضبة هذه من الصدريين بعد مدونة للقيادي في التيار الصدري حسن العذاري على مواقع التواصل الاجتماعي السبت اتهم فيها حزب الدعوة الاسلامية بزعامة المالكي بالإساءة إلى سمعة وسيرة المرجع محمد محمد صادق الصدر وتوجيه اتهامات له بأنه على علاقة بالنظام السابق.
من جهته فقد عبر المالكي في بيان امس، ورد لـ"العالم"، عن استغرابه من "ادعاءات" التيار الصدري بالاساءة الى "مقام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر رغم تأكيدات الحزب وامينه العام باستنكار ورفض كل الممارسات التي تسيء للشهيدين الصدرين وجميع المراجع العظام".
وقال المالكي: "علينا ان نطرح بعض التساؤلات ونقول من الذي وقف ودعم حركة الشهيد سماحة اية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر خارج العراق وداخله؟ ومن الذي دعم حركة الاخوة في التيار الصدري بعد استشهاد اية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر في سوريا وايران؟".
واضاف المالكي ان "توجيه الاتهام لحزب الدعوة والدعاة بالإساءة للشهيد السيد محمد الصدر وما تبعه امس من اعتداءات على مقرات حزب الدعوة هي ممارسات مؤسفة اثلجت قلوب اعداء العراق واعداء المدرسة الصدرية، وان هذه الاعمال لن تصب في مصلحة ابناء العراق وابناء المذهب الواحد ".
وشدد المالكي قائلا "نؤكد رفضنا واستنكارنا لكل من يحاول اثارة الفتن ويسيء للشهيد السيد محمد صادق الصدر ولكل المراجع الكرام وندعو الجميع وبالأخص الاخوة في التيار الصدري الى الحذر من مخططات الاعداء ومحاولات خلط الأوراق".
وطالب الحكومة والجهات المعنية "القيام بواجباتها في حماية مقرات الاحزاب السياسية ومنع اي اعتداء من شأنه تعكير اجواء الاستقرار الذي يشهده بلدنا الحبيب ومنع اي محاولات داخلية وخارجية للنفخ بنار الفتنة".
كما نفى حزب الدعوة في بيان منفصل تصريحات العذاري في بيان ذكر فيه أنه "انتشرت في الآونة الاخيرة أوراق ورسائل صفراء تدعي ان صفحات محسوبة على الامين العام نوري المالكي، او محسوبة على اعلام دولة القانون وانها تسيء للمراجع العظام والحقيقة انه لا وجود لأي صفحات متبناة من قبل المالكي او دولة القانون تنشر مثل هذه الإساءات".
وأضاف البيان أن "ما ينشر في هذا الاطار لا يتعدى ادعاءات وتزييفات تريد أن توقع الفتنة بين الاخوة، واننا نبين بوضوح أن جميع صفحاتنا ومنصاتنا ومواقعنا الاعلامية ومراكزنا الخبرية ملتزمة بالخلق الصحفي وقوانين النشر وليس من نهجنا الحركي ان نسيء لأحد أو ننشر ما يدعو إلى البغضاء والعداء".
وهناك عداء دفين بين حزب الدعوة والتيار الصدري منذ عام 2008 حين نفدت القوات العراقية بمساعدة من الاميركية حملة عسكرية بأمر رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ضد جيش الامام المهدي التابع للتيار الصدري، واطلق عليها "صولة الفرسان"، حيث شهدت مواجهات عسكرية عنيفة في عدد من المحافظات، تسببت بوقوع مئات الضحايا من الطرفين. وعادة ما يتهم الصدر وتياره المالكي بتشجيع الفساد خلال فترة ولايته بين عامي 2006 و2014، وكذلك المسؤولية عن سقوط ثلث مناطق البلاد منتصف عام 2014، بيد تنظيم داعش. كما وقف الصدر وتياره بشدة امام محاولات ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة مرة ثالثة.
وقدم صالح العراقي ـ المقرب من زعيم التيار الصدري ـ الشكر لحزب الدعوة على اقتراح سن قانون يجرم الاساءة لعلماء الدين، فيما وصف حركة البشائر الموالية لائتلاف المالكي بـ"مليشيات مواقع التواصل الاجتماعي". وذكر العراقي في بيان، "اطّلعت على بيان الأخوة في (حزب الدعوة) بعيداً عن توجّهات كبيرهم وبعيداً عن مليشيات مواقع التواصل الاجتماعي كحركة (بشائر الشر)، فشكراً لتجاوبهم مع مطلبنا بسنّ قانون يجرّم التعدّي على العلماء بغير وجه حقّ".
وتابع "إنني في نفس الوقت أؤكد على أن الأخوة الأحبة في التيار الصدري ما زالوا مخلصين لمرجعهم الشهيد الصدر الثاني بل والشهيد الأول تقدست روحهما الطاهرة.. وهم لم ولن يفعلوا شيئاً إلا بعد مراجعة الحوزة".
وأشار إلى أن "ما حدث في الامس إنما هي حركة عاطفية صدرية عفوية بل هي ثورية لإيقاف التعدّي على العلماء بعد دفاعهم عن القرآن ونبذ الفاحشة، أملاً منهم بأن يعطوا الفرصة لمن بقي من المخلصين في حزب الدعوة ومن معهم في تحالفهم ممن يدعون حبّ الدين والمذهب وشهداء آل الصدر لسنّ هذا القانون تحت قبة البرلمان دفاعاً عن الدين والمذهب. وإن لم يفعلوا فإن ذلك سيئة وساء مقتاً".