بغداد ـ العالم
تثير العمليات العسكرية ضد القواعد الامريكية التي تطال قواعد الحرير في اربيل وعين الاسد في الانبار وقاعدة فكتوريا في مطار بغداد، القلق عن احتمالية توسع العمليات العسكرية في العراق، تزامنا مع عملية طوفان الاقصى في فلسطين. ويؤكد تيار بيارق الخير، أن هذه العمليات قد تقود الى تأجيل انتخابات مجالس المحافظات المقررة في 18 كانون الاول المقبل.
وفي تلك الاثناء، أعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس، رفضه استهداف القوات الأجنبية في العراق، ووجه الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وتعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول في بيان ورد لـ"العالم"، "في الوقت الذي عبرت فيه الحكومة العراقية، بمناسبات عدة، عن إدانتها العدوان الصهيوني على سكان قطاع غزة، وكررت دعواتها لإنهاء الأوضاع المأساوية التي يعانيها أشقاؤنا الفلسطينيون جراء ذلك العدوان، وهو ما يمثل الموقف المبدئي الثابت تجاه نضال الشعب الفلسطيني ، فإننا نؤكد كذلك رفضنا الهجمات التي تستهدف القواعد العراقية والتي تضمّ مقرات مستشاري التحالف الدولي المتواجدين في العراق، بدعوة رسمية من قبل الحكومة؛ لمواصلة عملهم في دعم عمل قواتنا الأمنية من حيث التدريب والتأهيل والاستشارة، على وفق آلية واضحة جرى وضعها من قبل القنوات الرسمية والدبلوماسية العراقية، لا يمكن معها التهاون في أمن وسلامة تلك المقرات".
وقال امين عام تيار بيارق الخير محمد الخالدي ان "الحديث عن تأجيل الانتخابات في اروقة القوى السياسية بدأت تزداد وتيرته في الاسابيع الماضية خاصة مع تأكيدات بأن نسب العزوف وصلت الى 70% وربما اكثر". واضاف، ان "العديد من القوى تدعم خيار تأجيل الانتخابات كونها غير مستعدة بشكل يكفي لضمان حصولها على مكاسب في انتخابات مجالس المحافظات بالاضافة الى بروز ملف قضية غزة وتداعياتها الخطيرة في المشهد العراقي وسط حالة توتر عقب قصف القواعد الامريكية في غرب وشمال البلاد".
واشار الى ان "احداث غزة مؤثرة في المشهد العراقي واي توترات تخرج عن نطاق السيطرة قد تصل نيرانها الى البلاد بشكل مباشر ما يعني استحالة اجراء انتخابات في ظل اجواء مشحونة وغير مستقرة".
فيما رأى معهد "المجلس الاطلسي" الامريكي، أمس الأحد، أن تداعيات الحرب الجارية في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، ستلحق ضررا بالاستقرار النسبي القائم في العراق منذ سنوات، وتهدد المس بتطور العلاقات العراقية-الامريكية.
وأوضح المعهد الأمريكي في تقرير ترجمته "العالم"، إن "الهجوم الذي شنته حماس في 7 اكتوبر/تشرين الاول ضد اسرائيل، يهدد بما هو أكثر من مجرد تطبيع العلاقات مع اسرائيل، اذا انه قبل الهجوم، كانت المنطقة تسير على طريق بطيء نحو الاستقرار، وبدأت الدول العربية واسرائيل في تسوية خلافاتها، واقامت السعودية وايران علاقات، وكان الصراع في اليمن ينتهي ببطء". اما في العراق، فقد ذكر التقرير الامريكي ان "الافاق الاقتصادية كانت تتحسن ببطء بعد انكماش اقتصاده بسبب وباء كورونا، والذي كانت تضرر ايضا بسبب الاحتجاجات المستمرة المناهضة لايران والصراع الطائفي". وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير إن "معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام " كان قد ذكر في مارس/اذار، ان العراق "يتمتع باكثر فتراته استقرارا منذ العام 2003".
واشار التقرير الى انه "فيما يتعلق بالعلاقات الامنية بين الولايات المتحدة والعراق فانها تحسنت بعد ان دعا البرلمان العراقي الى انسحاب القوات الامريكية في العام 2020. لكن البلدين اكدا في اغسطس/اب، التزامهما مجددا بتعزيز التعاون الامني".
الا ان التقرير قال إنه "ربما تكون تلك الفترة من الاستقرار النسبي على وشك ان تنتهي"، مضيفا انه بعد ان ردت اسرائيل على هجمات حماس القاتلة، خرج العراقيون الى الشوارع في احتجاجات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين، واحرقوا الاعلام الاسرائيلية ورددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة، بينما اعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تضامنه مع القضية الفلسطينية، ووصف الرد الاسرائيلي بانه "عدوان صهيوني غاشم"، في حين ردد اسلافه، بمن فيهم مصطفى الكاظمي وحيدر العبادي وعادل عبد المهدي ونوري المالكي، هذا التعبير عن التضامن العراقي، معتبرين ان هجمات حماس كانت "ردا طبيعيا" على "الاستفزازات والانتهاكات الاسرائيلية".
وبحسب التقرير، فإن النفوذ المحدود الذي تملكه الحكومة العراقية لكبح مثل هذه الهجمات، سوف يتلاشى. وذكر التقرير انه بعد تدمير المستشفى المعمداني في غزة يوم 17 اكتوبر/تشرين الاول، اتهم السوداني على الفور اسرائيل بذلك ودعا الى يوم حداد، وبعدها بوقت قصير، استخدمت جهات مجهولة طائرات مسيرة لمهاجمة القوات الامريكية.