بغداد ـ العالم
مع اقتراب كل موسم انتخابي، محلي أو برلماني، يشتد الصراع السني – السني، وتبدأ الانشقاقات في داخل تلك التحالفات السياسية الهشة، ضمن إطار "صراع النفوذ" في اربع محافظات يشكل المكون السني غالبية سكانها.
ويزعم زعماء سياسيون، ان "قرارا سياسيا سنيا" قد اتخذ بإزاحة الحلبوسي عن كرسي الزعامة، وذلك لـ"تفرده" في اتخاذ القرارات.
وكان أربعة نواب أنشقوا عن حزب (تقدم) بزعامة رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، ما يهدد بتفكك أكبر تحالف سني في البلاد (السيادة)، الذي يعد الحلبوسي من بين أكثر الشخصيات الفاعلة والمؤثرة فيه، إلى جانب رئيس حزب (المشروع العربي) خميس الخنجر. وعزا عضو مجلس النواب، محمد سعدون السوداني، انشقاقات النواب من تحالف السيادة في الآونة الأخيرة الى "تفرد" رئيس الكتلة بالقرارات والمناصب، فيما توقع استمرار الانسحابات من التحالف لهذا السبب. وقال السوداني، إن "الانشقاقات التي تحصل دائما سواء كانت على مستوى السيادة او الكتل السياسية للكثير من النواب تأتي بسب تفرد رئيس الكتلة في القرارات والمناصب".
وأضاف، أن "حصول هكذا انشقاقات في الكتل السياسية التي فيها تفرد من قبل رئيس الكتلة، وبالتالي كان ممكن معالجة هذه الانسحابات من خلال إشراك الجميع في القرارات، وبذلك هو يحافظ على الكتلة".
وأوضح عضو مجلس النواب، "طالما ان التفرد موجود فانه يدفع نواب الكتلة بأن ينشقوا من الكتلة لكي يكونوا جزءاً من القرار، وهذا ما حصل مع سيادة".
وجدد النائب السوداني تأكيده، قائلا: أن "السبب الرئيسي في انشقاق هذه الكتلة او غيرها هو التفرد بالقرار من قبل رئيس الكتلة". وفي وقت سباق، اكد أمين عام التيار السياسي الشبابي في ديالى سيف الدهلكي، ان الوعود الكاذبة والاستحقاقات الوهمية وراء تفكك السيادة مؤخرا. من جهته، لوّح رئيس حزب الحل جمال الكربولي، امس الأحد، بإقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من منصبه.
وقال الكربولي في تغريدة اطلعت عليها "العالم"، "أبننا العاق نحن من نؤدبه ونحن من سيعيده إلى حجمه الطبيعي، ومن يدعي أنه صادق بإسقاط (البهلوان)، عليه أن يكف ربعه عن دعمه ومساندته، لأن دعمكم له يصعب علينا تغييره".
وتابع "القرار السني مع إقالته"، في إشارة إلى الحلبوسي.
وصف تحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، أمس الأحد، الخلافات داخل تحالف السيادة، الذي يجمع بعض القوى السياسية السنية بأنها صراع "نفوذ".
وقال القيادي في التحالف علي الزبيدي، ان "الصراع السني – السني، ليس بجديد ولهذا نرى هناك خلافات وانشقاقات داخل تحالف السيادة" مضيفا ان "هذا الصراع بهدف المصالح والنفوذ" وفقاً لقوله.
وأضاف الزبيدي، انه "مع اقتراب كل انتخابات سواء محلية أم برلمانية، نرى اشتداد هذا الصراع السني – السني وظهوره للعلن وحصول انشقاقات".
ورأى، أن "كل طرف سياسي سني يريد السيطرة والنفوذ في المناطق السنية على حساب القوى السنية الأخرى، ولهذا الخلافات والانشقاقات داخل تحالف السيادة امر طبيعي، وليست بالشيء المستغرب".
ورغم أن الانقسامات ليست نادرة أو جديدة بين القوى السياسية العراقية بشكل عام، فإنها تبدو أكثر حدة في حالة القوى السنية، نظراً للتنافس الشديد بين أقطابها على زعامة المكوِّن السني.
وفي أحدث انقسام معلن، رفض تحالف السيادة، اول من أمس، عودة النواب المنسحبين من حزب تقدم الذي يتزعمه الحلبوسي. واعتبر حيدر اللامي، معلق سياسي، ان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وخميس الخنجر غير قادرين على إدارة تحالف السيادة، فيما اكد ان سبب استقالة النواب يعود لغياب القيادة من الطرفين. وقال اللامي، إن "الاستقالات الأخيرة تؤكد عدم وجود قيادة داخل تحالف السيادة خلال المدة القصيرة التي مضت"، لافتا الى ان "هنالك الكثير من القيادات داخل البيت السني قد أبعدت من اجل ان يتصدر الحلبوسي والخنجر المشهد السياسي للمكون".
وتابع، ان "تصدر الطرفين للقيادة لم يأت بالصدفة بل العمل الخارجي الذي ازاح العديد من الأسماء من اجل تمهيد الطريق للأخيرين"، مشيرا الى ان "سبب الاستقالات المتكررة من تحالف السيادة هو عدم وجود قيادة للتحالف والمكون السني بصورة عامة".
واردف اللامي: ان "الطرفين غير مؤهلين لقيادة البيت السني بعد العديد من الملاحظات التي جرت في الفترة السابقة".
وكان المتحدث باسم الحراك الشعبي في الانبار ضاري الدليمي، قال ان "الحلبوسي فقد الامل بجميع أوراقه السياسية دون النيل من معارضيه حيث قام باستغلال والده لحل تلك الخلافات عن طريق تقديم الاغراءات المالية وتقديم المقاولات لمشاريع بالمحافظة، حيث شهدت الانبار اكبر حملة اعفاء من المناصب العليا في الحكومة المحلية بعد ساعات من مشروع تبناه الحلبوسي للصلح بين المتخاصمين في المحافظة".