«كافكا في براغ» بعد طعن رشدي ... رعب وصمت
7-أيلول-2022
بغداد ـ العالم
قال الكاتب الأرجنتيني ميغيل إسبيغو، في مقال له نشرته صحيفة "كلارين" المحلية إن الكًتّاب والمثقفين اليساريين في جميع أنحاء العالم أظهروا لامبالاة تقشعر لها الأبدان إزاء الهجوم الأخير الذي تعرض له الكاتب سلمان رشدي، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يقفون فيها بهدوء إلى جانب أعداء الحرية.
تحدى الفتوى بشكل فعال من خلال ممارسة حريته في الكلام ورفض أن يصمت بسبب الخوف من الموت. لقد أصبح واحداً من سلالة نادرة هذه الأيام؛ مظهر من مظاهر ضميرنا الأخلاقي وتذكر إسبيغو ملاحظات أدلى بها الكاتب التشيكي ميلان كونديرا عام 1979 في جامعة المكسيك الوطنية المستقلة، قائلاً إن فرانز كافكا، وهو تشيكي آخر وشخصية معروفة في أدب القرن العشرين، غير مقبول للعالم الشمولي لأن عمله هو الصورة ذاتها لهذا العالم.
وكان كونديرا يتحدث في ندوة دولية حول كافكا وأدب أمريكا اللاتينية استشهد فيها بسلسلة من المحظورات المفروضة على أعمال كافكا في الأنظمة الاستبدادية، حيث يجب على الفرد الخضوع لتعليمات تعسفية، مصادرها، حرفياً، ألغاز.
حماقة خالصة
وردد المفكر الألماني ماكس ويبر الشيء نفسه في أوائل القرن العشرين عندما ازدهرت الديكتاتوريات، مشيراً إلى أن المثل الأعلى لأي بيروقراطية هو أن تصبح غير مرئية. تقوم بيروقراطيات الدول الشمولية والاستبدادية بتطوير هذه السمة إلى مستويات من الحماقة الخالصة.
وذكر إسبيغو: "في براغ، وجدت الهواء مليئاً بالقلق الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا. قال كل من منظمي الندوة إنهم أو أقاربهم كانوا يستضيفون لاجئين أوكرانيين. كان هؤلاء اللاجئون في الغالب من النساء والأطفال، حيث بقي العديد من الرجال لمحاربة الروس".
وأضاف: "كل ذلك يذكرنا بالغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، وانتشار الدبابات السوفيتية في شوارع هذه المدينة الأوروبية الجميلة. ومع ذلك، لم يتباه أحد بكرمه، بل كان الناس يعتبرونه واجباً عليهم".
خط المواجهة
وبرغم أن جمهورية التشيك لا تقع على حدود أوكرانيا، فإنها ستنتقل إلى خط المواجهة في حالة تمكن بوتين من تحقيق هدفه بضم أوكرانيا. قد يلاحظ المرء هنا أن كييف كانت مركزاً ثقافياً وتاريخياً قبل قرون من صعود موسكو. ويبدو أن الحجج الدينية والتاريخية التي قدمها بوتين لتبرير غزو مستنقع قديم الطراز أثبتت أنها مقنعة أكثر في البلدان التي تعتقد أن الإمبريالية لا تأتي إلا من أوروبا وأمريكا.
وتعرض الكاتب سلمان رشدي للهجوم في نيويورك بالولايات المتحدة. وكما حدث مع الهجوم الإرهابي الذي وقع قبل بضع سنوات على مكاتب مجلة شارلي إيبدو في باريس، بالكاد سمعنا الزملاء من أمريكا اللاتينية يدينون الهجمة. لأكثر من 33 عاماً حتى الآن، كان مؤلف روايتي "أطفال منتصف الليل" "ومذكرات جوزيف أنطون" هدفاً لفتوى دينية أصدرها حاكم إيران الراحل آية الله الخميني. لم تشهد أوروبا "حكماً" كهذا منذ العصور الوسطى ومحاكم التفتيش.
يقول إسبيغو: "في النهاية لا يمكن أن يُسامح رشدي أبداً على استمراره في الكتابة ودفاعه علناً عن مواقفه على الرغم من الفتوى. لقد تحدى الفتوى بشكل فعال من خلال ممارسة حريته في الكلام ورفض أن يصمت بسبب الخوف من الموت. لقد أصبح واحداً من سلالة نادرة هذه الأيام؛ مظهر من مظاهر ضميرنا الأخلاقي".
ويضيف: "يقول أحد شعرائنا، أنطونيو بورشيا: ما ندفعه من حياتنا ليس مكلفاً أبداً. قد يسعى نظام الملالي في إيران إلى إخفاء مسؤوليته المباشرة عن هذا العمل الإرهابي، والترويج للتخمينات، لكن لا يمكن أن يكون هناك عذر لرفضه إلغاء الفتوى. ومنفذ الفتوى مواطن أمريكي من أصل لبناني مجرد شخص أحمق لم يقرأ سطراً لرشدي قط، وادعى أنه غاضب من تجديفه على الدين".
الإرهاب
وأشار إسبيغو أنه في عام 1965، عرض فنان أرجنتيني آخر، ليون فيراري، منحوتاته التي تمثل الحضارة الغربية والمسيحية (La Civilización occidental y cristiana )، والتي تظهر المسيح مصلوباً على متن طائرة نفاثة تستخدم عادةً لقصف القرى في فيتنام. فقط لنتخيل إذا ما كان البابا بولس السادس قد حكم عليه وعلى ورشته بالإعدام بتهمة التجديف.
واختتم ميغيل إسبيغو مقاله بالقول: "لا تزال الأرجنتين تعالج جراحها من أعمال الإرهاب الدولي المتجذرة في طهران. من العدل أن نفترض أن نظام الملالي هو الذي خطط لتفجير المركز اليهودي (آميا) في بوينس آيرس عام 1994 والذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً. وقام الإيرانيون بعمل أكثر احترافية بكثير مع كبير المحققين في التفجير، المدعي العام للدولة ألبرتو نيسمان، مقارنة بما حدث مع رشدي. قبل وفاته المفاجئة، كان نيسمان على وشك تقديم دليل على أن الحكومة قد تواطأت مع إيران للمساعدة في إعفائها من أي علاقة بالتفجير".
البرلمان.. 130 تشريعًا متوقفًا و8 جلسات لم تُعقد ورواتب تُصرف لنواب غائبين
11-أيار-2025
بسبب خور عبدالله.. مطالبة برلمانية بمنع الكويت من حضور قمة بغداد
11-أيار-2025
العوادي: لا يوجد ربط بين المساعدات للدول العربية وحضور قمة بغداد
11-أيار-2025
السياسة في العراق.. تدوير للفشل أم تعطيل للتغيير؟
11-أيار-2025
لماذا لا تنتج الانتخابات العراقية تغييرًا حقيقيًا؟
11-أيار-2025
غدا الاثنين.. طاولة الإطار التنسيقي تبحث زيارتي طهران وانقرة وقمة بغداد
11-أيار-2025
ثمانون عامًا من الانتصار على النازية.. كييف تستعرض دورها المحوري في هزيمة الرايخ الثالث
9-أيار-2025
إشارات السلام الروسية: دبلوماسية أم فخ سياسي؟
9-أيار-2025
خلال ندوة حوارية أقامها مجلس الأمجاد الثقافي الهاشمي يقلّب صفحات الصحافة الورقية في عصر تكنولوجيا
8-أيار-2025
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يلتقي رئيس مجلس الوزراء لعرض استعدادات الهيأة للقمة العربية وخطوات الرخصة الوطنية والسيادة الرقمية 
4-أيار-2025
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech