«ناشيونال ريفيو» تنصح البيت الأبيض بدعم الصدر عبر الإمارات والسعودية
13-أيلول-2022
بغداد ـ العالم
رأت مجلة "ناشيونال ريفيو" الامريكية، يوم الثلاثاء، ان هناك فرصة متاحة أمام الولايات المتحدة عليها اغتنامها، من أجل الضغط على إيران والتوقف عن "تدليلها"، داعية الى تقويض قبضة طهران في العراق، من خلال دعم تحركات الزعيم الصدري مقتدى الصدر، بالتعاون مع السعودية والإمارات.
وأوضح التقرير الأمريكي، انه في ظل "الازمة الكبرى" الان في العراق، فإن إيران تحاول المحافظة على نفوذها هناك رغم أن موقعها الاستراتيجي "يتآكل"، معتبرا ان امام واشنطن فرصة واضحة لكبح القوة الايرانية، بهدوء وحذر وعليها اغتنام هذه الفرصة بالضغط اكثر لاضعاف تركيز طهران وتقويض قبضتها على العراق. وحدد التقرير اهمية العراق بالنسبة إلى إيران، قائلا إنه في قلب مصالحها في الشرق الاوسط، وانه الدولة الوحيدة باغلبية شيعية في المنطقة باستثناء إيران، ويتمتع باحتياطيات نفطية ضخمة، وهو يشكل طريقا محتملا لتصدير النفط غير المشروع، مضيفا أنه "مقبرة للقوة الامريكية والبعثية"، وهو أيضا بمثابة جسر جغرافي يربط ما بين جبال زاغروس والبحر المتوسط.
ولهذا، يرى التقرير أن العراق يجب ان يقع تحت سيطرة ايران في حال سعت الى ان تكون قوة اقليمية، معتبرا ان الضغط على وكلاء ايران في سوريا، مثلما فعلت ادارة دونالد ترامب بشكل سري على الاقل، سيؤدي الى كبح جماح قوة ايران، الا ان الضغط على ايران في العراق، سيمثل "تهديدا مميتا" لمصالح إيران الاستراتيجية إقليميا.
وبعدما تحدث التقرير عن "السياسة العراقية المتقلبة" وانقسام الشيعة في الشرق الأوسط ما بين الولاء لايران والعراق والنجف وقم، وان مقتدى الصدر تلقى في وقت سابق، الدعم من ايران ضد الولايات المتحدة، الا انه اوضح ان هؤلاء اللاعبين الايديولوجيين "ميكافيليون، ويغيرون انحيازاتهم بحسب التهديدات التي يواجهونها".
واشار الى انه مع انسحاب الولايات المتحدة وصعود تنظيم داعش، تخلى الصدر عن تحالفه المؤقت مع إيران ووضع نفسه وحركته كقوة مواجهة موازنة لإيران. ولفت التقرير إلى ان حوادث المنطقة الخضراء، وما سبقها من صراعات بين كتلة الصدر المتحالفة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والائتلاف السني، وبين القوى المدعومة من إيران، تعكس قوة الصدر في المواجهة مع إيران التي يتحتم عليها الرد الان. واوضح ان بإمكان ايران الان اما التراجع والقبول بانتخابات جديدة، والسماح لتحالف الصدر بتشكيل حكومة، وهو ما سيعرض نفوذها في العراق للخطر، أو سيكون بامكانها ان تعمد الى تصعيد دائرة العنف والسعي إلى إقصاء الصدر، مشيرا الى ان ايران حتى الان، تبدو أنها لا توازن ما بين هذين الخيارين. وفي حين اشار التقرير الى انه لا يوجد لاعب لديه الحافز للتراجع في ظل الازمة الحالية، والى ان الصدر اظهر قوته، وتم تحدي ايران، اعتبر ان الكورد والسنة ليسوا مضطرين إلى الانحياز إلى اي جانب بينما ينقسم الشيعة في صراعهم على سلطة الحكومة الاتحادية. ولهذا، يرى التقرير ان اللحظة مناسبة لتدخل الولايات المتحدة، وممارسة الضغط على إيران بهدوء لا من خلال مواجهة كبيرة، موضحا أن بإمكان واشنطن أن تقدم لمقتدى الصدر، الكثير من الدعم بشكل سري وغير مباشر، لافتا الى ان لدى الزعيم الصدري علاقات مع السعوديين والاماراتيين يمكنه الاستفادة منها، وأن بإمكان الولايات المتحدة استغلالها من أجل دعمه. وبينما أشار التقرير الى وجود تلاقي "واضح ومعقول" بين الرياض وأبو ظبي مع السياسة الامريكية تجاه ايران، وبأن السعودية والإمارات لا تثقان بأن واشنطن ستنخرط بقوة في المنطقة أو تحبط الاختراق النووي الايراني، الا انه اعتبر ان انخراطا قويا للولايات المتحدة في قضية العراق، من شأنه أن يعكس الالتزام الأمريكي بالمنطقة. وفي حين لفت التقرير الى انه لا يتحتم على واشنطن الانخراط في مهمة دور الوساطة ووضع نفسها ما بين إيران ودول الخليج، وأن عليها في المقابل، أن "تمارس ضغوطا هادئة خلف الكواليس لتشجيع تصلب الصدر في مواجهة مطالب إيران، والسعي لاكتساب الدعم الإماراتي والسعودي للقوى المناهضة لإيران في العراق". كما دعا التقرير واشنطن لكي تشير الى القوى اللاعبة الكردية والسنية بأن الولايات المتحدة ستقبل بتشكيل حكومة ائتلافية يستبعد منها وكلاء إيران. وخلص التقرير الى القول ان "ايران ستجبر بعد ذلك اما نحو التراجع، وتقبل الانتكاسة الاستراتيجية، او ستعمد الى التصعيد، وهو ما سيمنح الولايات المتحدة نقطة للضغط على إيران، وقضية تمكنها من توحيد ائتلافها من الحلفاء الإقليميين المنقسمين احيانا". وختم بالقول ان استعراض القوة الامريكي هذا، من شأنه ان يشكل بالنسبة الى ايران اشارة بأن الولايات المتحدة، مدركة للصعوبات التي تواجهها وستستغلها، مضيفا أنه "إذا كانت إدارة الرئيس جو بايدن ذكية، فإنها سوف تدرك أن إيران تعمل بشكل مباشر بالتنسيق مع اكبر اعداء الولايات المتحدة، وانه يجب ان يتم دفعها، وليس تدليلها"، ما سيحقق فوائد كثيرة لواشنطن على المدى القصير والبعيد.