أتلانتك: المستبدون أحرجوا بايدن.. وزيارته نكسة لمصالح أمريكا
23-تموز-2022
بغداد ـ العالم
نشرت مجلة "أتلانتك" تقريرا أشارت فيه إلى أن رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، كانت خالية تماما من الدراما أو الإثارة، ولم ينتج عنها مخرجات مهمة.
وقالت المجلة إنه ربما كانت الزيارة غير مجدية وفعالة، لكنها كانت أيضا نكسة كبيرة للمصالح الأمريكية، مما يؤكد ما كان يشتبه فيه الكثيرون منذ فترة طويلة بأنه يمكن للحلفاء المفترضين عدم احترام الولايات المتحدة وإحراجها وتقويضها متى شاؤوا.
أصبح الثمن واضحا. يوم السبت، بعد أقل من 24 ساعة على مغادرة بايدن المنطقة، حكمت الإمارات على المواطن الأمريكي، عاصم غفور، بالسجن ثلاث سنوات بتهم غامضة. تم اعتقال غفور- عضو مجلس إدارة منظمة غير ربحية، ساعد في تأسيسها الصحفي المغدور جمال خاشقجي الذي كان ينشر مقالاته في صحيفة واشنطن بوست - قبل يومين فقط في أثناء مروره عبر مطار دبي الدولي.
هذا هو الشيء الذي يحدث في ظل الأنظمة الديكتاتورية، لكن هذا ليس من النوع الذي يحدث في ظل الدكتاتوريات التي تبدو ظاهريا شركاء مقربين للولايات المتحدة. في الواقع، إما أن يكون قادة الإمارات يسخرون من بايدن أو لا يبالون بفكرة أنهم يضايقونه، وأيا من هذين الاحتمالين غير مشجع. توضح مثل هذه الاستفزازات قصة طويلة ودائمة في الشرق الأوسط، حيث أثبتت الولايات المتحدة مرارا عدم قدرتها على الرد بطريقة هادفة أو تعكس احترام الذات. الأوتوقراطيون يختبرون الحدود ليروا إلى أي مدى يمكنهم الذهاب، فقط ليكتشفوا أن هذا الحد غير موجود.
تقدم السعودية مثالا أكثر وضوحا. قبل سنوات، عندما كان المختصون بالشرق الأوسط يمزحون بأن المملكة يمكن أن تفلت بجريمة القتل، كان مجرد تعبير مجازي. لكن السعوديين أفلتوا من العقاب بعد ذلك في الواقع. ربما كانت اللحظة الوحيدة التي لا تنسى من رحلة بايدن هي قبضته مع ولي العهد السعودي والزعيم الفعلي، محمد بن سلمان. احتاج محمد بن سلمان إلى أربع سنوات فقط لإعادة تأهيل نفسه بعد جريمة القتل المروعة لخاشقجي، التي تورط فيها بشكل مباشر.
لكن الاجتماع لم يكن مجرد إعادة تأهيل؛ فعلى أمل في غير محله بتخفيف تكاليف البنزين في الوطن، شعر الرئيس الأمريكي أنه بحاجة للذهاب إلى محمد بن سلمان ليطلب منه زيادة إنتاج النفط. لم يكن هذا أمرا مذلا تماما - لم يكن من المرجح أن بايدن الفخور والعنيد أن يذل نفسه هكذا -، لكنه كان دليلا واضحا على إدارة أكثر ضعفا وضياعا.
لا يمكن للمرء أن يبالغ في تقدير ما كان عليه هذا الانقلاب الغريب وغير المبرر لتوازن القوى. إن الولايات المتحدة قوة عظمى. السعودية والإمارات، إذا استخدمنا مصطلحا غير حكيم، دول تابعة. بعبارة أخرى، يعتمدون على القوة الأمريكية في أمنهم وبقائهم. سيتم وقف جيوشهم في وقت قصير إذا كانت الولايات المتحدة ستعلق جميع الإمدادات العسكرية، بما في ذلك قطع الغيار وصيانة المعدات وكذلك التدريب والدعم اللوجستي. وتصريحا بما هو واضح بشكل صارخ، فهم بحاجة إلينا أكثر مما نحتاج إليهم.
ومع ذلك، لو انحدرت كائنات فضائية من الفضاء الخارجي وشهدت أحداث الأسبوع الماضي دون الاستفادة من المعرفة المسبقة، فربما افترضوا العكس؛ أن الولايات المتحدة كانت الشريك الأصغر الذي يدفع الجزية لرعاته من القوى العظمى.
إن احترام الرئيس العلني لنظام وحشي ولكنه ضعيف، ليس مجرد مشكلة للاستراتيجية الأمريكية. إنها مشكلة للهوية الأمريكية. على المسرح العالمي، هل هذا ما نحن عازمون على أن نكون؟
بالطبع، كان الرئيس السابق دونالد ترامب مفتونا بالسعوديين ويتصرف وفقا لذلك. اليوم، يحدث تدليل الحكام المستبدين في ظل إدارة ديمقراطية، على الرغم من إصرار بايدن على أن نهج سلفه سيكون شيئا من الماضي. ولكن بايدن حقق لنا أسوأ ما في العالمين، موقف وسط لا يمكن الدفاع عنه ونادرا ما ينجح في الشرق الأوسط.
لا تزال الولايات المتحدة لديها سياسة مؤيدة للحكم الأوتوقراطي، فقط المستبدون المعنيون هم الذين لا يحبوننا ولا يتظاهرون باحترامنا.
عند وصوله إلى السعودية، تلقى بايدن ترحيبا باردا من مضيفيه. وجد باراك أوباما نفسه مزدرى بالمثل خلال زيارة عام 2016. كان أوباما مسؤولا عن زيادة تاريخية في مبيعات الأسلحة للسعودية، لكن ذلك لم يلق تقديرا ولم يتم الرد عليه بالمثل. هذا ليس من قبيل الصدفة. في الواقع، ما أطلق عليه المحللون "النفوذ العكسي" ربما يكون السمة المميزة لعلاقة أمريكا مع المستبدين العرب. نادرا ما تفرض الولايات المتحدة شروطا على الدعم العسكري للخليج. دول الخليج بدورها تأخذ المساعدة كأمر مسلم به، وتعتبرها استحقاقا.
والنتيجة هي تكثيف القمع، بما في ذلك مضايقة المواطنين الأمريكيين واحتجازهم. لكن المسؤولين الأمريكيين قد لا يتأثرون بما يكفي بالاعتراضات الأخلاقية. ففي المحصلة، الولايات المتحدة دولة وليست منظمة لحقوق الإنسان. في هذا العالم المأساوي غير الكامل، يتعين على أمريكا أن تتعامل مع الطغاة. قد تصمد مثل هذه الحجة لو كانت السعودية والإمارات حليفين موثوقين لأمريكا. وهما ليسا كذلك؛ فبسبب تجرؤهما وعدم خضوعهما للمساءلة، فهما يتصرفان بتهور، بما في ذلك في مجال السياسة الخارجية.
تشمل قائمة الأمثلة المتزايدة باستمرار محاولة التقرب من الصين، والتخطيط لنهج أكثر تصالحية تجاه روسيا، وخطف رئيس الوزراء اللبناني، وتأجيج الحرب المستمرة منذ فترة طويلة في اليمن، ودعم الجانب المقابل للولايات المتحدة في معارك ليبيا بالوكالة.
قد يصر البراغماتي العنيد على وجوب تحمُّل مثل هذه المغامرة، وهي شر لا بد منه على طريق "الاستقرار". لكن ما يحدث الآن ليس ذلك. إنه أسوأ. يتم التلاعب بأمريكا من قبل ذات الدول التي تعتمد عليها من أجل أمنها.
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech