بغداد ـ العالم
طالب ذوو ضحايا الحريق المروّع الذي التهم قاعة أفراح في الحمدانية في أيلول الماضي، باجراء "تحقيق دولي" في الحادث الذي أودى بحياة 132 شخصاً، وإصابة 175 آخرين، نقل 23 منهم إلى تركيا لتلقي العلاج بسبب شدة حروقهم.
وفي كنيسة الطاهرة الكبرى بمدينة الموصل التي شهدت مراسم أربعينية الضحايا، ذرف ذووهم الدموع من جديد على أحبائهم. بين المشاركين كانت نور عزيز التي فقدت فضلاً عن ابنها وزوجها، شقيقها وشقيقتها أيضاً، مطالبة بـ "هجرة جماعية" للمسيحيين إلى خارج العراق.
نور عزيز عبّرت عن رغبتها في الهجرة الجماعية للمسيحيين، قائلة: "حبذا لو كنا قد هاجرنا بشكل جماعي لأن الحياة هنا صعبة جداً". وأوضحت: "نتعرض لمأساة كل خمسة أو ستة أشهر. أنتظرهم منذ 40 يوماً. أريد سماع صوتهم دون جدوى. ابني وزوجي لا يعودان". في مقبرة القيامة بالحمدانية ذات الأغلبية المسيحية، لا شيء يكسر الهدوء سوى صراخ ونحيب ذوي الضحايا الذي لم تندمل جراحهم بعد، يضاف اليها القبض على آخرين من ذويهم بتهمة الحرق العمد، لذلك يطالبون بـ "تحقيق دولي في ما حدث". أم كوركيس، من ذوي الضحايا التي يواجه ابنها اتهامات بالحرق العمد، أوضحت معاناتها لشبكة رووداو الإعلامية قائلة: "قبضوا على ابني زوراً. عمره 23 عاماً. أشعر بألم لبعده عني، وابكي منذ عدة أيام. أريد عودته إلى البيت. أقسم بالله بأن ما يحدث ظلم".
من جانبه، أشار يوحنا هدايا، موظف، إلى أنهم طالبوا المجتمع الدولي بالتحقيق دون أن يحصلوا على نتيجة.
واضاف: "لا أعتقد بأن الوضع الحالي يسمح بمشاركة طرف دولي في التحقيق بالحادث. لكن نطالب حتى الآن بإرسال العينات إلى الخارج لدراستها واعلامنا بالنتائج، إلا أن لا أحد يستجيب لنا". الجمعة ايضاً، قال الكردينال لويس ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، إن حريق الحمدانية "يروّع ويرهب المسيحيين ويدفعهم إلى الهجرة، وعلى الحكومة أن تجري تحقيقاً بأسرع وقت وأن تحاسب المسيئين". وكانت وزارة الداخلية، قد أعلنت في 1 تشرين الأول أن سبب حريق قاعة الهيثم في الحمدانية، "مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال".
وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس اللجنة التحقيقية اللواء سعد فالح الدليمي بشأن حادثة الحمدانية إن "قاعة الهيثم تتسع لـ500 فقط وتحتوي على كميات سريعة الاشتعال"، مشيراً إلى "وجود أقمشة داخل القاعة ساعدت سرعة على الحريق وخالية من أبواب الطوارئ".
وعقب إعلان نتائج التحقيق، طالب رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، مار بندكتوس يونان حنو بإعادة التحقيق مرة ثانية بإشراف خبراء دوليين، واصفاً نتائج الداخلية العراقية بأنها "شيء مخجل".