بغداد ـ العالم
كشفت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، أمس الأربعاء، عن تفاصيل المدن السكنية الجديدة التي يتضمنها البرنامج الحكومي، فيما أعلن السوداني، إطلاق العمل في مشروع مدينة الجواهري السكنية الجديدة، في قضاء أبو غريب، غرب العاصمة بغداد، التي تم الإعلان عنها ضمن استراتيجية الحكومة لمعالجة أزمة السكن، وتخفيف الاكتظاظ عن مراكز المدن الكبرى. جرى ذلك خلال حفل أقيم بالمناسبة حضره عدد من الوزراء وأعضاء فريق تنفيذ المدن الجديدة، وأفراد من أُسرة الشاعر الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري، فضلاً عن ممثلي الشركات الصينية والعراقية المشترِكة بالتنفيذ.
يذكر أن العراق يعاني من أزمة سكن خانقة نظراً لتزايد عدد سكانه قياساً بعدد المجمعات السكنية، علاوة على عجز المواطن ذي الدخل المحدود عن بناء وحدة سكنية خاصة به بسبب غلاء الأراضي والمواد الإنشائية.
وتقدر وزارة الاعمار والإسكان حاجة العراق الى أكثر من ثلاثة ملايين وحدة سكنية لسد ازمة السكن في البلاد. وقال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة له على هامش الحفل، الذي حضرته "العالم"، إن الحكومة شخصت، منذ بداية مهامها، الخلل في أزمة السكن، وأعدت خططاً مدروسة لمعالجتها، انطوت على تشييد مدن سكنية متكاملة، وليست مجمعات، واختيار مواقع لها على أطراف بغداد والمحافظات، بعيداً عن مناطق الاكتظاظ.
وبين، أنّ الحكومة أعلنت عن 5 مدن سكنية كمرحلة أولى، تُشيد في العاصمة بغداد وبابل وكربلاء ونينوى والأنبار، ولاحقاً سيتم الإعلان عن 10 مدن سكنية جديدة في محافظات أخرى، مؤكداً أن الهدف هو الوصول إلى 250 - 300 ألف وحدة سكنية، تُستهدف من خلالها الطبقات الفقيرة والمتوسطة، كما سيكون هناك التزام بأسعار الوحدات السكنية لتبقى ثابتة.
كما أشار السوداني إلى أن مشروع مدينة الجواهري الجديدة سيتضمن، ولأول مرة، 25% من الأراضي المخدومة ستوزعها الحكومة بين المواطنين وفق آليات سيتم اعتمادها.
وتبلغ المساحة الكلية لمشروع مدينة الجواهري الجديدة 7121 دونماً، وتشتمل على 30 ألف وحدة سكنية متنوعة، و 10 آلاف قطعة أرض سكنية مخدومة، وجامعات ومراكز تجارية، ونحو 70 مدرسة، وستحظى بجميع المرافق الخدمية الأخرى ومراكز النشاط الحضري، في إطار تصميم مدينة ذكية تراعي معايير البيئة والحداثة وتقديم الخدمات بالنظم الإلكترونية. وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أن الأخير وضع حجر الأساس لمدينة الجواهري الجديدة في قضاء أبو غريب، غرب العاصمة بغداد.
وكان السوداني قد صرّح قبل أيام قليلة، بأن الحكومة قد رفعت شعار عدم الإبقاء على أي مشاريع متلكئة فيها، وأنّ العام 2024 سيكون عام إنجاز المشاريع.
من جهته، أكد عضو لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية النائب باقر الساعدي، أمس الاربعاء، ان العراق دخل في ذروة أزمة السكن منذ سنوات، لا سيما في بغداد التي يسكنها قرابة ثلث البلاد. وقال الساعدي، إن "أزمة السكن في العراق دخلت مرحلة الذروة منذ سنوات خاصة مع محدودية ما يقدمه القطاع الخاص من وحدات سكنية 95% منها بالاساس لشرائح ميسورة في وقت تكون الشرائح المتوسطة ودون خط الفقر بواقع مؤلم، لافتا الى ان" ذروة ازمة السكن تتركز في بغداد التي باتت تستوعب نحو ثلث سكان البلاد".
واضاف، ان" قراءة موضوعية لخارطة البلاد وانتشار المدن تظهر بان 70% من مساحتها شبه خالية من تجمعات كبيرة وإن انشاء مدن جديدة ستراتيجية اعتمدتها بالفعل حكومة السوداني وتوقعات بان تولد من 8-10 مدن على مسارات خط التنمية الذي سيجلب استثمارات دولية بعشرات المليارات من الدولارات".
واشار الساعدي الى، ان" حل ازمة السكن ستراتيجية وطنية لان تبعاتها السلبية مثيرة للقلق كما انها ستخلق فرص عمل بعشرات الالاف وتعطي دفعة قوية للاقتصاد الوطني، مبينا إن" طرح استثمارات السكن مع شمول المتوسط ودون خط الفقر ستكون ستراتيجية حكومة السوداني في 2024 لبناء مجمعات سكنية كبيرة هي نواة لمدن كبيرة مع مرور السنوات".
وأعلنت وزارة الإسكان عام 2007 عن البدء في تنفيذ خمسمئة مشروع سكني في محافظات عدة أنجز بعضها بالفعل، لكن معظمها لم توزع بسبب سوء في التنفيذ وتصدعات وتشققات، دفعت بعض ساكنيها لإصلاحها بأنفسهم. كما أن بعض المقاولين استلموا أموالهم كاملة لكنهم هربوا أو باعوها لشركات أخرى، فتأخر إنجازها وتسليمها للأهالي، كما تقول بيانات حكومية رسمية.
وكشفت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، أمس الأربعاء، عن تفاصيل المدن السكنية الجديدة التي يتضمنها البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وقال المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار، إن "واحدة من مفردات البرنامج الحكومي هي الشروع بالمدن السكنية، وكان هناك خمس مدن سكنية احيلت الى المستثمرين والمطورين، أربعة منها تم استكمال متطلبات الإحالة الي هي مدينة الجواهري التي أعلن عنها اليوم وضع حجر الأساس وكذلك مدينة الغزلاني في مدينة الموصل، ومدينة ضفاف كربلاء في كربلاء المقدسة، ومدينة الجنان في بابل، ايضا كان هناك مدينة اخرى في الانبار لم تكتمل متطلبات الاحالة لها". ولفت إلى أن "البرنامج الحكومي تضمن إنشاء 15 مدينة، وتم تشكيل فريق برئاسة وزير الاعمار والاسكان والبلديات العامة وضم عضويته امين بغداد ومحافظ بغداد ورئيس الهيئة الوطنية للاستثمار ورئيس هيئة المستشارين ومدير عام دائرة وتنمية الأقاليم في المحافظات، وايضا عضوية محافظ في مدينة سكنية". وتابع الصفار، أن "افراز هذه الأراضي وتحديدها جاءت بالتعاون مع المحافظات المعنية، ونعمل على تخفيف أزمة السكن التي تشكل واحدة من المشاكل التي يعاني منها الفرد العراقي".
وبشأن مدينة الجواهري السكنية الجديدة، أوضح المتحدث باسم الوزارة، أن "عدد الوحدات السكنية بلغ 30 ألف وحدة سكنية، وعلى 7155 دونما وفق بناء أفقي".