أزمة جديدة لـ«الأعمال المقلدة» تسبق مهرجان الإسماعيلية
19-شباط-2023
مي إبراهيم
أزمة جديدة تضاف إلى سجل #الأعمال_المقتبسة من لوحات لفنانين عالميين لاقت انتقادات واسعة في #مصر خلال الفترة الأخيرة، إذ نشر #مهرجان_الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الملصق الدعائي (بوستر) الخاص بالدورة الجديدة التي من المقرر أن يتم افتتاحها خلال الفترة من الـ 14 وحتى الـ 21 من مارس (آذار) المقبل.
وما إن عرف الملصق طريقه إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة حتى اكتشف بعض المتخصصين أنه مشابه لعمل فني لفنان تركي بل ويكاد يتطابق معه، ليعاد الجدل حول تكرار مثل هذه الحوادث أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.
وكانت إدارة مهرجان الإسماعيلية أعلنت عن "بوستر" الدورة الـ 24 موضحة أنه من تصميم الفنانة هدير السجاعي التي أشارت في البيان الصحافي إلى أن فكرة الملصق الدعائي جاءت من وحي الأفلام التسجيلية التي يعرضها المهرجان والعلاقة بين السينما والجمهور الخاص به، كما جاءت ألوانه ملائمة لروح تلك الدورة. وبعد انتشار السجال على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقاد الجمهور للاستعانة بـ "بوستر" مقتبس حذفت إدارة المهرجان مباشرة الملصق الدعائي، وهو ما لاقى ترحيباً من بعض الناس حول فكرة الاعتراف بالخطأ وعدم الدخول في جدل مثل حوادث سابقة.
رئيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الناقد عصام زكريا قال لـ "اندبندنت عربية" إن اختيار "بوستر" المهرجان يتم بشكل يشبه المسابقة بين عدد من الفنانين لانتقاء أفضل الأعمال المقدمة. وأضاف زكريا، "في هذه الدورة تم اختيار البوستر الذي تم نشره، وبعد ما أثير حوله من جدل تم رفعه مباشرة لاحترامنا التام لفكرة حقوق الملكية الفكرية، ولدينا بالفعل اقتراحات قدمها فنانون آخرون سيتم الاختيار من بينها خلال الفترة المقبلة وإطلاق آخر جديد للدورة الحالية للمهرجان".
وأوضح أن "ما حدث خطأ غير مقصود، والفنانة صاحبة البوستر موضع الأزمة لها سابقة أعمال جيدة، وما حدث هو أنها اشترت بعض الـ ’موتيفات‘ من مواقع عدة متخصصة في هذا الشأن، لكنها لم تدرك أنها لا يجوز استخدامها في عمل بهذا الشكل، وعندما أدركنا الخطأ رفعنا البوستر على الفور".
لماذا لا يتم الاستعانة بكبار الفنانين؟
"لماذا لا تتم الاستعانة بكبار الفنانين في مثل هذه الأحداث الكبرى؟"، سؤال يثار خلال مثل هذه الأزمات التي تحظى بتسليط الأضواء عليها، خصوصاً أنه إذا حدث فيها خطأ فأحياناً يسبب أزمات كبرى، لا سيما مع الانتشار السريع الذي يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
وأشار زكريا إلى أن "هذا المهرجان مثله مثل غيره تكون موازنته محدودة ولا تمكننا من الاستعانة بكبار الفنانين في مصر، ومن هنا فإن اعتمادنا الكامل يكون على فناني المركز القومي للسينما، وهذا ما حدث خلال دورات كثيرة سابقة، فضعف الموازنة مشكلة عامة لكثير من الفعاليات". وأضاف رئيس المهرجان أن "الدورة الحالية سيتم الإعلان عن فعاليتاها قريباً، وهي دورة مميزة تهتم بفكرة الفيلم (العابر النوع Hybrid)، وهو مفهوم للأعمال التي تجمع بين أكثر من نوع من السينما في قالب واحد، مثل الروائية والوثائقي على سبيل المثال، وهو اتجاه حديث بدأ يعتمده صناع السينما في العالم".
مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة يقام بإشراف المركز القومي للسينما، ويعد من أهم المهرجانات المعنية بهذا النوع من الأفلام وأحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، إذ بدأت أولى دوراته عام 1991. ومن المنتظر أن تعلن إدارة المهرجان جميع التفاصيل الخاصة بالدورة المقبلة خلال أيام، ويجري حالياً وضع اللمسات النهائية لجميع البرنامج المكونة من المسابقات الرئيسة المعروفة للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة والأعمال الروائية القصيرة وأفلام التحريك، وكذلك البرامج والورش المقامة خلال الدورة الـ 24.
جدل كبير شهدته مصر منذ أشهر عدة حينما تم وضع جداريه كبرى في واحدة من محطات مترو الإنفاق الجاري إنشاؤها، لتنتشر الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي ويكتشف بعض المتخصصين أن هذه الجدارية مقلدة من عمل لفنان روسي شهير، مما تسبب في أزمة كبرى بعد استياء الفنان ذاته من اقتباس أعماله من دون الحصول على تصريح منه، لينتهي الأمر بإزالة الجدارية موضع الأزمة واعتذار هيئة مترو الإنفاق. وتقود الوقائع السابقة إلى تساؤل يعاد طرحه عن آلية اعتماد هذه الأعمال وكيف يتم اختيارها ولماذا لا يتم عرضها على متخصصين قبل ظهورها للناس لتجنب مثل هذه المواقف المزعجة، إذ إن انتشار الصور على مواقع التواصل يتم بسرعة كبيرة ويشاهدها المتخصصون والمهتمون وعوام الناس، مما يقطع الطريق على أية محاولة لإخفاء الأمر أو مروره مرور الكرام من دون الكشف عنه.
وعقب جدارية المترو أصدرت نقيبة التشكيليين في مصر صفية القباني بياناً عقبت فيه على الواقعة، مؤكدة أن المصممة ليست عضواً في نقابة الفنانين التشكيليين، وقالت إن "ما حدث من استنساخ لأعمال فنان روسي من دون تصريح منه تعد عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز أن يستخدم أحد أعمال أي فنان إلا بعد أخذ إذنه وكتابة اسمه مشاركة في العمل". وأشارت القباني إلى أن "ما يلفت الأنظار هو أن يوكل لها هذا العمل في مشروع قومي كبير على مرأى ومسمع من العالم كله من دون الرجوع لأرباب الفن، وهم كثيرون على قيد الحياة، وهنا لا بد من وقفة لتفعيل قانون مزاولة المهنة لتصبح النقابة جهة حاكمة لأي فنان ويحاسب أمامها، وأنه يجب ألا تسند الأعمال الكبرى إلا إلى مستشاري النقابات لتنظيم العمل وحتى لا يحدث ما نراه الآن".
ولفتت نقيبة التشكيليين إلى كثير من الفنانين الذين صمموا أعمالاً كثيرة في مجال الجداريات، ومن بينها الخاصة بمترو الأنفاق في خطوطه الأولى، مؤكدة أنهم أصحاب مدرسة خاصة في التصوير الجداري، ومن بينهم فنانون مثل الراحل سامي رافع الذي صمم جداريات الخط الثاني من مترو الأنفاق الذي يضم 19 محطة، والدكتور محمد مكاوي الذي شارك في تصميمات الخط الثالث، وغيرهما كثير من شباب وكبار التشكيليين في مصر.