أيهما يعنف الأطفال أكثر: الأب أم الاُم ؟
20-آب-2023
المحامي أحمد محمد الأسدي
إن ظاهرة الاعتداء على الأطفال ليست وليدة اليوم بل هي موجودة منذ بدء الخليقة، لكن تم تسليط الضوء عليها مؤخرا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و الإعلام فبدت كأنها تزداد وتتضخم يوم بعد يوم .
إن الدين الإسلامي أوجد حماية للأطفال وسار على نهجه المشرع العراقي في الكثير من القوانين و من ضمنها قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 وشدد العقوبة في حالة الاعتداء الجسدي أو الجنسي عليهم وجعل العقوبة تصل في بعض الأحيان إلى الإعدام.
وهنالك الكثير من القصص ترد إلى مسامعنا عن هذا الموضوع فتارة نرى الأب يعنف أطفاله و يصل في بعض الأحيان إلى قتلهم و تارة أخرى نرى الأم هي من تفعل ذلك، هذه الحالات تنتج من مشاكل نفسية أو اجتماعية يعاني منها الطرفين و في بعض الأحيان ادمان المخدرات أو الكحول تكون سببا في ذلك.
اثناء المباشرة في اجراء عقد الزوج هنالك إجراء روتيني هو التقرير الطبي لكلا الزوجين لكن هذا التقرير الاولي، لا يغني أو يسمن من جوع، فهو لا يقرر هل إن الزوجين أو احدهما قادر على بناء أسرة و رعاية الاطفال من الناحية النفسية و العقلية، أم لا ؟
و هنا على وزارة الصحة وباقي المؤسسات ذات العلاقة الانتباه إلى هذا الخطر الذي من ممكن أن يكون من أهم الأسباب التي تؤدي لانهيار الأسرة وحدوث ظاهرة تعنيف الأطفال.
و في إحدى القضايا التي كنت وكيلا فيها، قام الزوج بالاعتداء بالضرب المبرح بواسطة عصا خشبية (توثية) على ولده الذي يبلغ من العمر احد عشر عامًا، بحجة خروجه للعب مع إقرانه دون علمه، وتسبب الحادث بعده كسور في إطراف الطفل السفلى والعليا و تم إحالة الأب إلى محكمة الجنح وفق المادة 413 من قانون العقوبات.
نحن اليوم بأمس الحاجة إلى إنشاء مراكز صحية نفسية تعالج هكذا حالات للحد من ازديادها، هذا من جهة، من جهة أخرى يجب إنشاء أقسام في مراكز العنف الاسري لتقييم هذه الحالات وإيجاد الحلول لها حيث أصبحت مراكز العنف الأسري مراكز شرطوية فقط ولا تختلف عن باقي مراكز الشرطة العادية ! ودورها استكمال اجراءات المحاكم و احالة الدعاوى على المحاكم المختصة، وارى أنه يجب أن يكون التحقيق في قضايا العنف الاسري من خلال محققين قضائيين لهم خبرة و درايه في هذا الموضوع، هذا من جانب، من جانب آخر هي الخصوصية التي تتمتع به الاسرة و كذلك لتقليل حلقات التحقيق الابتدائي الذي يؤخر الإجراءات ويزيد من الزمن الذي تستغرقة للوصول إلى الحكم الفيصل فيها.
إن حوادث الاعتداء التي تصل إلى مسامعنا عن أب أو اُم عنفا أطفالهما هي ليست الاولى و لن تكون الاخيرة، لكن الهدف الأساس لما تطرقنا له هو لتقليل حدوث هذه الحالات و الحد منها و ايجاد الحلول لها..