بغداد ـ العالم
كشف قسم الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية، عن انقاذ 20 مواطناً من الانتحار منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى الآن، عازية اللجوء الى الانتحار لعدة أسباب، منها إدمان المخدرات والتفكك الأسري وتردي الصحة العقلية واتباع أنظمة الاعتقاد التي تقبل الانتحار كحل للمشاكل الشخصية والصعوبة في طلب المساعدة والدعم.
يشار الى أن عدد حالات الانتحار خلال الأعوام الماضية في العراق، شهدت تصاعداً مستمراً لهذه الظاهرة، لأسباب يعزوها المختصون إلى جوانب نفسية واقتصادية واجتماعية.
تحليل أسباب الانتحار
بهذا الصدد، يقول مدير الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية العميد نبراس علي، إنه "وبناء على توجيهات وزير الداخلية ومدير دائرة العلاقات والاعلام بمعالجة كافة الحالات السلبية التي تطرأ على المجتمع، ومن ضمنها حالات الانتحار، قام قسم الشرطة المجتمعية بتحليل أسباب هذه الحالة التي تستهدف الشباب بشكل أوسع من خلال دراستها وايضاً وضع الحلول الناجحة لها".
وأضاف العميد نبراس علي، أن "الشرطة المجتمعية قامت بتكثيف الجهود لمعالجة هذه الحالة، من خلال معرفة الأسباب التي تؤدي الى الانتحار"، مردفاً: "كانت من بين أهم الأسباب هي المخدرات، والتفكك الأسري، وتردي الصحة العقلية أو عدم التمكن من معالجة تعاطي المخدرات، واتباع أنظمة الاعتقاد التي تقبل الانتحار كحل للمشاكل الشخصية، والصعوبة في طلب المساعدة والدعم".
"وضعنا ستراتيجية شاملة للوقاية من الانتحار بعدة طرق، من خلال عمليات التواصل مع الشباب وكافة الفئات الأخرى، والشرح لهم بأهمية الرجوع الى التقاليد والأعراف الدينية والمجتمعية واستغلال الوقت بشكل كبير جداً، حيث أن هنالك سبباً آخر، هو عدم استغلال الوقت واللجوء الى الوحدة"، وفقاً للعميد نبراس علي. ونوّه مدير الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية العراقية الى أن "كل هذه الأسباب تؤدي الى الانتحار، وأيضاً تناول المواد المخدرة والمشروبات الكحولية بكثرة"، موضحاً: "قمنا بمعالجة هذه الأسباب من خلال التوعية والتثقيف بخطورة التوجه نحو الانتحار وإنهاء الحياة".
انقاذ 20 شخصاً من الانتحار
بخصوص حالات الانقاذ من الانتحار، لفت العميد نبراس علي الى ان "مفارز الشرطة المجتمعية تمكنت خلال هذا العام من منع 20 حالة انتحار، وكذلك تقديم الدعم النفسي والرعاية اللازمة للأشخاص الذين تم منعهم من الاقدام على الانتحار".
وأشار الى أن "هنالك برامج للشرطة المجتمعية لتكثيف الجهود مع المؤسسات الصحية والمجتمعية، من أجل اعطاء رسالة واضحة بضرورة الابتعاد عن مثل هكذا حالات، وأيضاً التوجه الى المعالجة والاندماج في المجتمع". العميد نبراس علي، أكد أن "هدفنا هو السلم الأهلي، ونصبو الى جيل والى مجتمع خال من الجريمة ومن الانتحار، ومعالجة حالات التعنيف التي تعد سبباً آخر في عمليات الانتحار والابتزاز الالكتروني، من خلال الجهود الكبيرة التي تبذل من قبل وزارة الداخلية والشرطة المجتمعية بشكل خاص". يذكر أنه في عام 2015 بلغت عدد حالات الانتحار في العراق ما عدا إقليم كوردستان 376 حالة، وفي عام 2016 بلغت 343 حالة انتحار، أما في عام 2017 فقد بلغت 449 حالة، وفي عام 2018 بلغت 519 حالة. في عام 2019 بلغت حالات الانتحار في العراق 588 حالة، وفي عام 2020 بلغت 644 حالة، بينما في عام 2021 بلغت 863 حالة، وفي العام الماضي 2022 بلغت 1073 حالة انتحار.
الداخلية، عزت في وقت سابق، ارتفاع حالات الانتحار إلى الزيادة السكانية والوضع الاقتصادي والبطالة، فضلا عن العنف الأسري والجرائم الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني الذي له تأثير مباشر في هذا الموضوع.