احلام.. واوهام!
8-آب-2023
عامر بدر حسون

لا اعرف مكانا في اليقظة او في الاحلام اجمل من هوليود!
وكنت محظوظا انني زرته في التسعينات، وزرت فيه طفولتي وشبابي وكل احلامي التي ساهمت السينما بغرسها في عقل واحلام شاب من "العالم الخائب" او "العالم الثالث" كما كان يسمى.
الزيارة الاولى كانت لستوديوهات وارنر برفقة دليل ما انفك يذكرنا بسوء حظ اميركا، لان رونالد ريغان فشل كممثل في هوليود واضطر ان يكون رئيسا!
وشاهدت عرضا لبعض عثراته وهفواته فيما كان الدليل يتحدث:
هل صدقتم كم اميركا سيئة الحظ؟
وكانت اللقطات تريد ان تقول لنا كم هو اخرق هذا الممثل ولا شك عندي ان من اعد اللقطات كان ديمقراطيا يريد ان يسخر من الجمهوريين ورئيسهم الذي اصيب بالزهايمر في اخر ايامه!
وكمواطن عراقي في التسعينات، كنت اتلفت واتساءل:
- كيف يهينون رئيسهم بهذه الطريقة؟!
إذ انني كنت احفظ قرارا لمجلس قيادة الثورة يقضي صراحة بإعدام من "ينتقد" صدام والوزراء واعضاء القيادتين القطرية والقومية!
وقضيت يوما ثانيا في ستوديوهات يونيفرسال.
وتجولت في المدن والاماكن التي شاهدتها في الافلام في طفولتي وشبابي، وتذكرت اين شاهدت هذا الفلم او ذاك، واين وقف البطل واين تم اختطاف البطلة واين غنى (جين كيلي) في فلم "غناء تحت المطر"؟ واين قام (جون وين) بتصفية العصابة التي تطارده بمسدسه؟ واين اشعل روبرت ميتشوم سيكارته التي لم يكن يظهر بدونها، مثله مثل الممثل احمد رمزي الذي كان يظهر بقميص مفتوح الازرار صيفا وشتاء!
وتذكرت اين انطلق جيمس دين بتمرده وضياعه في فيلمه الشهير والملهم "ثائر بلا قضية"؟ واين رقصت مارلين مونرو؟ واين طار فستانها الابيض في اللقطة التي صارت من رموز السينما وعلاماتها الفارقة في العالم؟
سرت في شوارع مدن الكاو بوي، وفي مدن المافيا وفي شوارع العشرينات وفي الشوارع الرومانسية.
وتمشيت امام البيوت الصغيرة والكبيرة ونظرت الى شبابيكها منتظرا ان تزاح الستارة وتطل عليّ منها افا غاردنر او اية واحدة من زميلاتها النجيبات:
صوفيا لورين او ريتا هيوارث او اودري هيبورن او اليزابيث تايلور!
ولا تستغربوا.. فلا مجال لتواضع الاحلام في هوليوود.
وكما في الحياة والافلام فلا بد لكل شيء من نهاية.
وقد جاءت النهاية على يدي!
اذ تسللت للدرابين الفرعية لأرى ما هو خلف الابواب وليتني ما فعلت!
فلقد كانت المدن بكل جمالها وجبروتها عبارة عن خشب يسند خشبا!
كان كل شيء في ذلك العالم الفاتن ديكورا ليس الا.
فلا شيء خلف ذاك الباب وتلك النافذة، التي شغلت احلامنا سوى اعمدة خشبية تسند الابواب والنوافذ والجدران الوهمية!
مدن بكاملها كانت تستند على اعمدة خشبية.
اما الصورة الاخرى لها، من الجهة الثانية.. جهة الكاميرا، فهي مدن وبيوت وشوارع هي الاجمل على الاطلاق!
وبقيت لأيام وانا ادق بيدي، سرا ولا شعوريا، على جدران البنايات في اميركا.. فعلت هذا في الكونغرس الامريكي وفي البيت الابيض وفي مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة (وهي اماكن يستطيع الزائر والسائح والصحفي زيارتها بكل سهولة تلك الايام)!
كنت اريد ان أتأكد انها حقيقية وليست كما في مدن هوليوود!
وخلاصة هذا التذكر:
ان لكل شيء جميل او غير جميل وجه اخر.
وواجب ومهمة الكاتب ان يكشف الوجه الاخر للأشياء!
الوجه الذي لا يراه الا من تسلل في الطرق الفرعية ورأى الاشياء على حقيقتها، وصارح الاخرين بها.
وهو عندما يفعل هذا سيلعنه الذين يحبون العيش في الاكاذيب والاوهام!
واعتقد، وبألم، ان ثقافتنا السائدة منذ عقود لم تبحث عن الوجه الاخر للأشياء! فهذه الثقافة اعتادت وضع المزيد من مساحيق التجميل الفاقعة على الوجه القبيح!
النزاهة تحقق في قضية تهريب الذهب من مطار بغداد
18-تشرين الثاني-2024
الأمن النيابية: التحدي الاقتصادي يشكل المعركة المقبلة
18-تشرين الثاني-2024
الجبوري يتوقع اقصاء الفياض من الحشد
18-تشرين الثاني-2024
نائب: الفساد وإعادة التحقيق تعرقلان اقرار «العفو العام»
18-تشرين الثاني-2024
منصة حكومية لمحاربة الشائعات وحماية «السلم الأهلي»
18-تشرين الثاني-2024
مسيحيون يعترضون على قرار حكومي بحظر الكحول في النوادي الاجتماعية
18-تشرين الثاني-2024
الموازنة الثلاثية.. بدعة حكومية أربكت المشاريع والتعيينات وشتت الإنفاق
18-تشرين الثاني-2024
النفط: مشروع FCC سيدعم الاقتصاد من استثمار مخلفات الإنتاج
18-تشرين الثاني-2024
تحديد موعد استئناف تصدير النفط من كردستان عبر ميناء جيهان التركي
18-تشرين الثاني-2024
فقير وثري ورجل عصابات تحولات «الأب الحنون» على الشاشة
18-تشرين الثاني-2024
Powered by weebtech Design by webacademy
Design by webacademy
Powered by weebtech