عامر بدر حسون
الزميلة اللبنانية الشابة (ماريا الفحل) كتبت ريبورتاجا عن فيروز ونشرته في جريدة النداء اللبنانية، ضمنته اسئلة موجهة من صحفيين لبنانيين الى فيروز (لو انهم التقوها) وقد ضمتني، مشكورة، الى هؤلاء الزملاء بحكم عيشي في لبنان ايام الحرب الاهلية.. وهنا الاسئلة التي وجهتها لها.. وهي فرصة لإضافة سؤالك ان اردت!
سيدتي فيروز!
انا اعتقد، ومنذ ان ولدتِ كأغنية سماوية، ان كل ثورات وانقلابات العرب كانت ضد الجمال وضد الحرية وضد الاغنية، وبالتالي ضدك!
لقد كانت ثوراتهم وانقلاباتهم حربا على الجمال بكل اشكاله وفي مقدمته اغنيتك ووجودك كرمز للسلم والألفة والتسامي والحرية.
والسؤال:
- هل توافقيني على هذا "اليقين"؟
وذات يوم اردت شتم رئيس بلدي شتيمة قاسية (نظرا لولعه الشديد بالحروب) فلم اجد غير ان اعيّره بأنه لم يستمع لك يوما، وانه يخاف من الاستماع لك وانه لا يعرف الاستماع لك!
والسؤال:
- هل سمعت شتيمة اقسى من هذه؟!
هل تعرفين كم تحدثنا عنك طيلة سنوات عمرنا؟
لقد تجاوز اصحابي السبعين من العمر وما زلنا نتحدث عنك، فهذه الطريقة الوحيدة التي نعرف فيها اننا ما زلنا بخير لان عالمنا ما زال محروسا بأغنياتك.
والسؤال يا اميرة:
- انت عمن تتحدثين ومع من؟
مع الملائكة؟!
وعشت غربة طويلة وكنت رفيقة غربتنا، وكبرت ابنتاي (واسماهما من بستانك بالطبع: نوار وشهرزاد).
وقلت لهما اننا سنعود لانك قلت بيقين:
"سنرجع يوما الى حينا
ونغرق في دافئات المنى"!
وقد عدت وزوجتي الى بغداد بعد غربة امتدت اكثر من ثلاثة عقود..
لكن ابنتي انتهى بهما الامر بعيدا.. والسؤال:
- بماذا تنصحينا:
هل نبقى نغني لهن "سنرجع يوما" ام "خليكِ بالبيت"؟!
وذات صباح بغدادي في السبعينات كنتُ في اول عملي الصحفي فزرت المتحف العراقي، وكان خاليا من الزوار، وفجأة ظهرتِ امامي وحدك!
قلت لي صباح الخير بتواضع الرسولات..
لكن الفرحة لجمتني ولم استطع ان ارد عليك.
فيا للخيبة التي لا تنسى.
لكنني الان استطيع ان ارد عليك، كما ارد في بيتي على تحية الصباح:
- صباح الفيروز يا.. فيروز!
وما تقدم منشور عام 2017 اعيده في محاولة لاستكشاف نوع المنشورات التي يوصلها الفيسبوك للأصدقاء والتي لا يوصلها.