بغداد – العالم
أعلن البرلمان العراقي عن تشكيل لجنة تحقيق برلمانية للتحقيق في ملف تعاقدات التسليح التي أبرمها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن الشهر الماضي. يأتي هذا التحقيق استجابةً لمطالبات عدد من الكتل والأحزاب في البرلمان بفحص ومراجعة صفقات التسليح التي تمت خلال هذه الزيارة.
وفقًا للمعلومات المتاحة، فإن هناك كتل وأحزاب غير راضية عن التسليح الأمريكي وتعتبره تدخلاً في السيادة العراقية. تشير التقارير إلى أن القوى المتحالفة مع إيران في العراق تعارض فكرة اعتماد العراق على التسليح الأمريكي وتسعى للحفاظ على توازن القوى في المنطقة. يأتي هذا التحقيق في ظل تزايد الاهتمام بمسألة التسليح في العراق، حيث يعاني الجيش العراقي من نقص في القدرات العسكرية وخاصة في مجال الرصد الجوي وسلاح الجو.
وتهدف بعض الصفقات التي تمت مع الولايات المتحدة إلى تعزيز هذه القدرات وتحديث المعدات العسكرية للجيش العراقي.
مع ذلك، يتوقع أن يعرقل الاستقطاب السياسي بين الولايات المتحدة وإيران في العراق صفقات تسليح كبيرة بين بغداد وواشنطن. ويعكس هذا التحقيق التوترات السياسية والمصالح الإقليمية المتشابكة في المنطقة. ويترقب العديد من النواب والمواطنين نتائج هذا التحقيق البرلماني، حيث يعتبرونه فرصة لتحقيق الشفافية في مجال صفقات التسليح.
ولاحظ الخبراء والمحللون أن العراق يعاني من نقص حاد في القدرات العسكرية والتكنولوجية، وخاصة في مجالات الرصد الجوي وسلاح الجو. وبالنظر إلى هذا الوضع، يعتبر التسليح مسألة حيوية لتعزيز القدرات العسكرية للعراق وتعزيز قدرته على حماية سيادته وأمنه الوطني. ووقّع السوداني خلال زيارته، عشرات العقود ومذكرات التفاهم مع الولايات المتحدة بما فيها عقود تسليح تشمل طائرات هليكوبتر ودبابات.
واتفقت بغداد وواشنطن على إعادة العمل باتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 التي تتضمن العديد من المجالات، بما في ذلك قضايا التسليح والاستشارة وسواها من القضايا الفنية الخاصة بالمؤسسة الأمنية العراقية.
وأعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الرميثي عزم اللجنة على ما سمّاه فتح تحقيق في ملف التسليح في وزارة الدفاع والعقود التي وقّعها العراق لشراء الطائرات الحربية والمدرعات والدبابات، إضافة إلى شراء الأسلحة والاعتدة لتسليح الجيش العراقي.
وأعلن رئيس خلية الإعلام الأمني اللواء طيار تحسين الخفاجي أن العراق تعاقد خلال زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن، على شراء 21 طائرة هليكوبتر لتعزيز قدرات الجيش العراقي، موضحاً أن بلاده تعاقدت على شراء 12 طائرة هليكوبتر من طراز بيل 412 متعددة الأغراض، و9 طائرات من نوع بيل 407.
وأضاف الخفاجي: هذه التعاقدات اعتمدت آلية جديدة في الدفع، إذ كان العراق والولايات المتحدة في السابق يعتمدان على آلية (FMS) أي دفع المبلغ بالكامل، لكن خلال زيارة رئيس الوزراء اعتمدت واشنطن ولأول مرة في مجال التسليح على آلية (الدفع المرن)، أي الدفع على شكل دفعات لتسديد قيمة الطائرات.
وأضاف أن الولايات المتحدة قدمت 15 طائرة من نوع بيل 505 للتدريب، و5 طائرات من نوع «بيل 412» مساعدة للعراق.
وأشاد الخفاجي بأهمية الطائرات لعملها في إسناد القطعات والقوات البرية وكذلك في الاستطلاع، وأنها ستمنح زخماً كبيراً ودافعاً إلى سلاح طيران الجيش، بينما ستدعم طائرات (بيل 505) منظومة التدريب.