محمد عبد الجبار الشبوط
اولا: "إن هذه الفكرة معروفة ولا جديد فيها"
- الرد: بالفعل، قد يكون مفهوم الدولة الحضارية الحديثة يعكس بعض القيم والمبادئ المعروفة سابقًا. ومع ذلك، يمكن اعتبار هذا المفهوم تطورًا للأفكار القائمة مع تحديث لتوافق متطلبات العصر الحالي وتطورات المجتمعات. يتمثل التفرد في هذا التفكير في الجمع بين القيم التقليدية والحفاظ على الهوية الثقافية مع التقدم التكنولوجي والاجتماعي في بيئة مستدامة.
ثانيا، "إن مصطلح الدولة الحضارية الحديثة غير موجود في كتب علم السياسة والقانون الدستوري" - الرد: يمكن أن يكون مصطلح "الدولة الحضارية الحديثة" نسبيًا جديدًا، لكن يمكن استنتاجه من المفاهيم والنظريات القائمة في علم السياسة والسياق القانوني، حيث يتم التركيز على تحقيق توازن ديناميكي بين التقدم والحفاظ على الثقافة والتراث. يمكن لهذا المفهوم أن يكون استنتاجاً من مجموعة متنوعة من الأفكار والنظريات المعروفة سابقًا.
ومع ذلك فان هذا الاعتراض غير صحيح، لانه اخذت فعلا كتب ودراسات باللغة الإنكليزية طريقها الى النشر وهي تستخدم هذا العنوان. من ذلك كتاب The China Wave: the rise of the civilizational state لمؤلفه الصيني ZHANG WEIWEI (٢٠١١) والذي استخدم مصطلح الدولة الحضارية مرات عديدة في متن الكتاب. والذي ميز بين مصطلح الدولة الحضارية ودولة الحضارة. ولا يهمني التمييز الذي اقترحه الكاتب لأني اقترح معنى خاصا لكل واحد من هذين المصطلحين. وهناك غيره.
ثالثاً، "إن فكرة الدولة الحضارية الحديثة جميلة لكن لا يمكن تحقيقها"
- الرد: على الرغم من أن تطبيق فكرة الدولة الحضارية الحديثة قد يكون تحديا، إلا أن هذا لا يعني عدم إمكانية تحقيقها. إن العمل نحو تحقيق هذه الفكرة يتطلب جهودا حقيقية وتعاونا مشتركا بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. من خلال وضع استراتيجيات مناسبة وبرامج عمل محددة، يمكن تحقيق تقدم ملموس نحو هذه الأهداف.
رابعا، "إن فكرة الدولة الحضارية الحديثة خيالية وغير واقعية"
- الرد: على الرغم من صعوبة تحقيق الدولة الحضارية الحديثة، إلا أن السعي نحو تحقيق هذا التوازن بين التقدم والتراث يمكن أن يكون مصدر إلهام للتنمية المستدامة. هذه الفكرة تعكس رؤية مستقبلية قائمة على تفهم عميق للقيم التقليدية والاحترام للتراث مع النظر إلى المستقبل بطريقة منفتحة وإيجابية. خامسا، "إن فكرة الدولة الحضارية الحديثة لا تقدم حلولا عاجلة لمشاكل المجتمع العراقي مثل الفقر والبطالة"
- الرد: فكرة الدولة الحضارية الحديثة لا تقدم حلا فوريا لمشاكل مجتمعية معينة، لكنها توجه لإعادة هيكلة النظام الاقتصادي والاجتماعي بطريقة تحقق التنمية المستدامة على المدى الطويل. يمكن أن تكون هذه الفكرة إطارا لتطوير سياسات اجتماعية واقتصادية تهدف إلى معالجة هذه المشاكل بشكل فعال.
سادسا، "إن فكرة الدولة الحضارية الحديثة فكرة متقدمة جدًا وتحتاج إلى مجتمع متقدم جدًا" - الرد: رغم أن فكرة الدولة الحضارية الحديثة تعتمد على مبادئ تقدمية، إلا أنها يمكن أن تكون قابلة للتطبيق في مختلف السياقات والمجتمعات. الجوانب الثقافية والحضارية المحلية يمكن أن تلعب دورا كبيرا في توجيه تطبيق هذه الفكرة بطريقة تتناسب مع واقع المجتمع المحلي.
سابعا، "ان فكرة الدولة الحضارية الحديثة لم تُطبق في أي بلد في العالم".
الرد: يُمكن الرد على هذا الاعتراض بأن التحول نحو الفكرة المطروحة لا يحتاج بالضرورة إلى تطبيق مباشر لنموذج محدد موجود حاليًا في العالم. بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون التفكير بمثل هذه الفكرة تحفيزًا لتطوير سياسات ومبادرات جديدة تتجاوب مع الاحتياجات والظروف الفريدة لكل بلد. علاوة على ذلك، قد تكون هناك جهود مبذولة في بلدان مختلفة تتجه نحو تحقيق بعض جوانب فكرة الدولة الحضارية الحديثة، حتى ولو لم تكن كل العناصر مفصلة بشكل كامل. كما أن هذا النقد يمكن أن يلقى الضوء على حاجة المجتمعات إلى التفاعل والتكيف مع الفكرة وضرورة تطوير النماذج المناسبة بما يتناسب مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والسياسية لكل دولة. ثم أن العديد من الدول قد حققت تقدما ملحوظًا في تحقيق مبادئ الدولة الحضارية الحديثة. مثل اليابان والنرويج والدانمارك والسويد وهولندا وسنغافورة ورواندا، قد كانت قادرة على تبني مبادئ الحكومة الشفافة وتعزيز حقوق الإنسان والمساواة والتنمية المستدامة. هذه الأمثلة تظهر أنه بالفعل يمكن تحقيق عناصر الدولة الحضارية الحديثة في سياقات مختلفة. ومن خلال فهم كيف أن هذه الدول تمكنت من تطبيق هذه المبادئ بنجاح، يمكن للدول الأخرى أن تستفيد من الخبرات المكتسبة وتطبيق أفضل الممارسات في سبيل تعزيز الحكم الرشيد والتنمية الشاملة.
يتبع..